عندما كانت الكنائس والمساجد تتهاوى تتناهشها ألسنة الدمار واللهب في بعض محافظات العرب وجدت في صندوق بريدي هدية ثمينة يحتضنها كتاب سطوره تحرق الحارقين وتجعلهم من الضالين المارقين. إنه كتاب بعنوان: “مسيحيون ومسلمون تحت خيمة واحدة” فيه عقد عميق كلامي يزين به جيدنا العربي صائغ ماهر اسمه فتحي فوراني.
في عروق إبداعات كاتبنا تتدفق أنساغ حياة عصية على الملوثات. إن كلمات فتحي المنسابة زلالا سلسبيلا من معين خيمته تحرق بشاعة الحريق التي ينتهجها أعداء العرب بكل مذاهبهم وطوائفهم مستهدفين أفكار وقيم الرسل القديسين.
إن ثوابت (حزب المحبة) الذي يجمع المسلمين والمسيحيين تحت سقف واحد، تجسد قوة أمامها يتهاوى الكذبة والفريسيون!!
في حزب فتحي ينصهر اسلامه في مسيحيتي ومعه تعتمر مسيحيتي إسلام السماحة والصفاء. في مقالاته وخطابه نجد أنفسنا في خندق واحد وفي زورق واحد مسيحيين ومسلمين. بمجاديفنا المتعانقة نعانق السماء والنجوم وننازل التشرذم والفتن!! يترك الفوراني زورقنا المشترك يطفو على مياه مدرارة فوارة تدفع عنا أمواج التطرف والتعصب والتزمت وانغلاق الأفكار وزيف العقائد!!
في أحاديثه الطيبة يكرر فتحي الحديث الشريف: “الأنبياء أخوة.. أمهاتهم شتى ودينهم واحد”، ليعلن بحس وطني عربي جليل: “جاء المسيح وبعده محمد (ص) ليضعا المؤمنين في قارب واحد مبحر في مياه الخير والمحبة”.
هذا الحس النقي تدغدغني أنسامه ويلقي حريره!! إنه لعمري حس مبدع يقول: “القرآن الكريم والانجيل العظيم يسكنان جنبا الى جنب في مكتبتي وفي قلبي وفي وجداني”.
ما أحوجنا لهكذا مكتبة وهكذا قلب وهكذا وجدان في زمن معتم ليله دامس.. في حلكته يستهدفنا الوصوليون لغة وتراثا وجذورا وهوية.
إن الذين لا يملكون مكتبة كمكتبة فتحي حيث تتألف كتب القيم السماوية لن يتسلحوا يوما بالصدق وفكر الأنبياء!
إن الذين يحرقون كنائس القبط يشطبون بأفعالهم الآثمة جلال كلام النبي العربي العظيم: “استوصوا بالقبط خيرا فإن لهم ذمة ورحما”.
إنهم الذين يحاربون سمو كلام خاتم المرسلين: “ليس منا من دعا الى عصبية، وليس منا من قاتل على عصبية وليس منا من مات على عصبية”.
يسكنني رأيك أخي فتحي بأن أنبياءنا يتململون في قبورهم في زمن لعين فيه تتحول كنائسنا ومساجدنا الى ساحات قتال وحرق ودمار!!
ما أحوجنا الى واقع حياتي تنتقل فيه مدرسة فتحي فوراني الى مدارسنا لتزيدنا تألقا نحو الخير والمحبة وإرساء أسس الوطن الجميل.