معرفتنا تضمن بقاءنا وتعزز انتماءَنا القومي وتصون هويتنا. تأتينا المعرفة عندما تنشأ على محبة لغتنا ونتماهى مع تاريخنا وتراثنا.
تكتمل هذه المحبة عندما نرضع أولادنا حليب التعاون لينشأوا حماة رعاة للمعرفة. عندما تغيب عنا المعرفة يغيبنا من لا يريد لنا خيرا فنسقط ضحايا لخداعهم.. عندها يسهل عليهم التهامنا ومحو شرعية حقوقنا.
كثيرون يدعون المعرفة ولكنهم في واقع حيواتهم يحيون في فراغ الجهل بعيدا عن الولاء والانتماء!!
لهؤلاء لونان: لون قاتم قبيح ولون ناصع مليح. الولاء للقبح يعني السعي في دروب المداهنة والرضوخ لمراكز الشر وقواه.. أما الذين لا ولاء لديهم للقبح فهم السائرون على سبل الشموخ الصائنون ذواتهم مثلا وعلما واخلاقا وطنية.
يغمرني ضيق لا حد له فأجد نفسي أتساءل: كيف يمكن أن ينتمي واحدنا لمجتمع المعرفة وهو يغوص في أوحال الجهل؟!
كيف يمكنه الانتماء للخير والصلاح وأولاده يشربون حليب التزلف والولاء لغير الصدق واعتمار الحقيقة؟!
كيف يسمو واحدنا راعيا طموحات الخير في شعبه وهو ينجرف مع تيار أكاذيب حزب سياسي يعمل على طمس هويته وهوية أبناء قومه؟!
بولائنا للخير فكرا ونهجا نعزز الوطن فيكبر بنا ونكبر به.. بانتمائنا للخير نبني مجتمع المعرفة ونلقي العصبية والتعصب والخلاف والتخلف في نيران تحرق وجهنا الدميم.. وجه أبي لهب المستوطن في أعماق الشريرين منا ووجه أبي جهل المستتر في خلايا أدمغتنا!!
أبو جهل وأبو لهب القابعان تحت جلودنا يثيران شهية خصومنا فيسهل عليهم امتطاؤنا لنصل بهم حيث يريدون!!
كي نبني مجتمعا للمعرفة علينا أن نقتل أبا جهل المتدفق في أوردتنا وشرايننا!!
كي ندعم أعمدة الحق في مجتمعاتنا، علينا أن نتخلص من أبي لهب رمز الباطل في وجودنا.