لم استفق من حلم لأني لم أنم – بقلم معين ابوعبيد

 

 

كان يوما ماطرا شديد البرودة ومحدود الرؤيةٌ، الشارع شبه فارغ

من المارة يخيم عليه صمت بركان يخفي في جوفه الاسرار، لا صراخ أطفال، لا عجقة سيارات ودراجات، ولا مواء قطط مزعجة، ولا مشاجرات ومعاكسات الاحياء المظلمة، ولا نباح كلاب متشردة باستثناء بعض نباح وحوش بهيئة بشر تسمع بين الحين والحين لتعلن انها سيدة الموقف. عندما ارخى الليل سدوله تناثرت النجوم في السماء ساد الظلام الحالك والهدوء فهاجت الذكريات وتصارعت المشاعر الجياشة.

فعصفت رياح همومي القاتلة لتقذفني بعنف الى عالم من الاشباح الراقصة فيه فقط الأشجار الباسقة على جانبي الطريق المظلم تحرك أحيانا قممها النسمات العلية لتوقظها من سبات نومها العميق

اما انا فحاولت عبثا ان اكون في قمة انسجامي وهدوئي، أطلقت كل عصافيري السجينة وأشعلت الشموع داخلي وادمعت عيني فازهرت بذور موهبتي محاولة شدي للكتابة، لأنها وسيلتي للتنفيس عن مكنونات النفس ودماء عروقي، فاشعر بالحرية المطلقة بعد ان أسرني نزيف جرحي اللئيم وتفشي وباء الكورونا الخبيث وجعل حياتنا جحيما بين الجدران التي ملت هي الأخرى.

هذه الأجواء المتوترة ومشاهدها المرقبة والتي تعيد مشاهدها

نعم اكتب، لا لأبرز المواهب والمهارات، وإنما بدافع وضع النقاط على الحروف المتحرفة وإظهار الحقيقة والتوعية وإحداث اصلاح

جذري وحضاري وحقيقي في المجتمع الأخذ بالانحلال والتردي

في كل مرافق وميادين الحياة وتحديدا الأخلاقية، لنغرس فيه ما نحلم به من قيم ومعان سامية لندون ليس فقط الأحداث الفائتة، وإنما لتكون شاهدة على أزمة قادمة حتما

فالكتابة لحظة عشق كاملة متكاملة تبدأ بالغزل بالمداعبة وتنتهي …

احرص ان تكون غالبا كموجة ناعمة تمس الرمال الساحرة دون ان تبلله!

اعترف أن تكون أحيانا لحظة لا تفسير لها قد تثيرك مداعبة العشق

لكنها قد تخذلك!

كالقلب عندما يحب يصبح مأهولا بالأشباح المتراقصة فلا تحصل على نشوتك وتظل تحترق على فراش الشوك وقد تهلك حتى الموت، فالموت لا يحلق في الأفق البعيد وخاصة لحظة الكتابة ويبقى يحوم ويراوغ…

نعم يلازمني شعور منذ ان احترفت الكتابة منذ ما يزيد عن ثلاثة عقود باني سأنطفئ فوق مكتبي واوراقي شبه مبعثرة في ترتيبها وليس في فحواها

 

 

 

 

 

 

 

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*