هو من مواليد العام 1929 وسكّان بيروت، خِرّيج الجامعة الأمريكيّة ( AUB) في موضوع التاريخ، مفوّض متقاعد، كان رئيس مكتب رَِقابة المطبوعات في الأمن العام اللبنانيّ commissaire، وحاليًّا كاتب ومؤرِّخ. بهذه السنّ المتقدّمة، لا هاتف ولا بريدَ إلكترونيًّا في عالمه. قصّته مع دراسة اللغة السريانيّة، لغة آبائه وقوميّته، بدأت في أعقاب حادثة تُعدّ عاديّة، جرت له عندما كان طالبًا في الجامعة الأمريكيّة في بيروت. ذات يوم، سأل المحاضر الطلابَ في ما إذا كان من بينهم سريان. وعندما رفع السيّد إيليا يده مجيبًا بالإيجاب، أردف المحاضر بالسؤال: هل تعرف اللغة السريانيّة؟ ردّ الطالب بالنفي، علّق الأستاذ: سرياني وما بتحكي سرياني! كان ذلك في أواخر أربعينيّات القرن العشرين. ذلك الحوار البرقيّ حزّ في روح الطالب وحمل الأمر محمل الجِدّ، أخذ يبحث وينبُش عن الجذور وهل هنالك ما هو أهمّ وأعمق من اللغة، دعامة الهويّة القوميّة والحضاريّة لكلّ إنسان؟
هكذا بدأ السيّد إيليّا بتعلّم اللغة السريانيّة الفصيحة الكتوبونويو. وبعد أن تزوّج بعمر الخامسة والثلاثين، أقسم ألّا يتحدّث مع أولاده إلّا بالسريانيّة الفصيحة، النحويّة. هذه المعلومات الأساسيّة الموجزة استقيتها من نجله الملفونو أي المعلّم صليبا، الذي درّسنا مساق المحادثة بالسريانيّة الفصيحة لمدّة ثلاث سنوات وأكثر، فله أُزجي الشكر والتقدير.
ويظهر ٱستنادًا إلى ما نُشر عن إيليا عيسى في الصحف (النهار، 24 حزيران 2014، مقال بقلم رؤوف قبيسي) أنّ السيّد عيسى يكلّم حتّى المساعِدة الإثيوبيّة بالسريانيّة، ”جاءت ’المسكينة‘ إلى لبنان ’العربي‘، فإذا هي قد تعلَّمت ’لغة المسيح‘، التي لا يتكلّمها إلا قليلون في لبنان والعالم! “. السريانيّة هي اللغة المستخدمة في بيت السيّد عيسى، الوالدان والأولاد ذوو الأسماء السريانيّة: سرجون، سنحريب ونينوى. وينهي الكاتب قبيسي لقاءه مع الملفونو أبي سرجون بذكر معنى الفعل ”شبق“ أي ’ضرب‘ في العربيّة المحكيّة و’ترك‘ في السريانيّة كما في الجملة الشهيرة في العهد الجديد، متّى 27: 46، إيلي ايلي لما شبقتاني؟ ومفضّلًا المعنى الأوّل على الثاني في حين أن أبا سرجون يبقى متمسّكًا بالقول بأنّ المعنى هو ’ترك‘ ومعناه بالعربية قد حُرّف!
والجدير بالذكر أيضًا، أنّ الرابطة السريانيّة في لبنان، كانت قد منحت أبا سرجون درعًا تكريميّة تقديرًا لدوره الهامّ في مضمار اللغة السريانيّة، صدور ”معجم المصطلحات السريانيّة“ عام 2017.
في ما يلي مقتطفات اخترتها خلال جولتي المتأنيّة في المعجم: ايليّا عيسى، قاموس الألفاظ السريانيّة في العامّيّة اللبنانيّة ܚܰܫܚܳܝ̈ܬܳܐ ܣܽܘܪ̈ܝܳܝܳܬܳܐ ܒܰܣܘܳܕܳܝܳܐ ܠܶܒܢܳܢܳܝܳܐ. بيروت: مكتبة لبنان ناشرون، 2002. Glossaire des mots syriaques dans le dialecte libanais وعدد صفحاته 72. يذكر المؤلّف في نهاية الكتاب أربعة َمصادر، ثلاثة كتب قواعد: اللمعة الشهيّة في نحو وصرف اللغة الآراميّة السريانيّة بقلم المطران إقليميس يوسف داود، الموصل، 1896؛ غرامطيق اللغة الآراميّة تأليف القسّ بولس الخوري الكفرنيسي، بيروت 1962؛ البراهين الحسيّة على تقارض السريانيّة والعربيّة بقلم البطريرك إغناطيوس يعقوب الثالث، جونيه 1969 وقاموس واحد: قاموس كلدانيّ عربيّ تأليف المطران يعقوب أوجين منّا، الموصل، 1900.
من نافلة القول إنّ اللغة العربيّة بشقّيها الأساسيّين الفصيحة والمحكيّة قد تأثّرتا كثيرًا باللغة الآراميّة، فهي كانت اللغة السائدة حِقبة طويلة من الزمن في بلاد الشرق الأوسط، ولا سيّما في سوريا الكبرى وبلاد ما بين النهرين. ومن المعروف أنّ أهالي القرى، معلولة وبَخْعة وجَبْعَدين، الواقعة شماليّ غربيّ دمشق ما زالوا يتكلّمون باللهجة الآراميّة الشرقيّة. أمّا في جبال لبنان وغيرها من بلاد الشام فكانت السريانيّة لغةَ الكلام حتّى منتصف القرن الثالث عشر. وثمّة دلائل تشير إلى بقايا السريانيّة على ألسنة الطاعنين في السنّ حتى منتصف القرن التاسع عشر.
ألفاظ دينية سريانيّة الأصل:
الآب؛ إشْبين أي العرّاب أو كافل الطفل في المعموديّة من شَوْشبينو؛ آمين؛ أبيل؛ الدنح من دِنْح أي عيد الغطاس؛الزيّاح من زويُحو أي تطواف؛ طبليث أي مذبح التقديس؛ شَمّاس من شَمُشو أي الخادم؛ الفصح من فِصْحو؛ كاهن، كهنوت من كُهْنو وكُهْنوتو؛ باعوث أي صلاة ثاني عيد الفصح؛ الملكوت من مَلْكوتو؛ الناقوس؛ هيكل؛ مْدَبِّر من مْدَبْرونو أي رئيس دير، راعٍ، أُسقف؛ عماد من عْمودو ومَعْموديّة من مَعْموديتو (ܡܰܥܡܽܘܕܺܝܬܐ) ܿܿأي غسلٌ، غطْسٌ، غمْس، استحمام مثل: حضرنا معموديتو بالكنيسة؛ مارْ من مُر(ي) أي سيّد، قدّيس؛ كنيسة من كْنوشتو أي اجتماع، جمع؛ قدّاس من قُودُشو أي ذبيحة إلهية مقدّسة مثل: راح عالكنيسة تيحضر قِدّاس؛ قرْبان من قُورْبونو أي تقدمة، ذبيحة مقدّسة مثل: قِربان مقدّس، أوّل قربانة؛ قسّيس من قَشيشو أي شيخ، كاهن، رجل دين، معمّر مثل: كلّلو القسّيس بالكنيسة؛ شَعْنَن، شعانين؛ سلّاق من سولُقو أي صعود والمعنى عيد صعود المسيح؛ أُقنوم من قونومو؛ بُرشان من فورشُن أي خبز القربان المقدّس؛ سلّيح من شْليحو أي الرسول؛ شْحيم من شْحيمو أي بسيط، كتاب فرض الكهنة؛ كِرح من كورحو أي بيت ناسك أو راهب؛ لاهوت من أَلُهوتو؛ مار بمعنى قِدّيس من مُر أي سيّد؛ مُطْران من مِطران (الأصل يونانيّ، بعبارة موجزة يجب التمييز بين الدخيل السريانيّ المباشر والدخيل غير المباشر أي بواسطة لغة أخرى)؛ ميمَر من ميمَر بمعنى عظة، نشيد، كتاب والمقصود ترتيل قبل قراءة الرسائل في القدّاس المارونيّ؛ ناقوس من نُقوشو أي جرس الكنيسة.
أفعال سريانيّة الأصل:
تْفَرَّج؛ تْنَيّح أي ارتاح من ܐܶܬܬܢܺܝܚ؛ بَحَشْ أي حفر، نبش مثل: بعدو عَبْيِبْحَشْ بالأرض؛ بَعَق أي استفرغ، بعق مصارينو؛ بَرْعَط أي تحرّك مثل: ما بيقعد عاقل بلّش يبرعط؛ جَرَم، جَرَّم العظام ما خلّا فِيونْ شي، بحياتك جرِّملي هاللحمِه مليح؛ قَشَط أي قشر، سلخ مثل: الدهّان قشط الطرش قشط؛ دَنْدَل من ܕܰܢܕܶܠ أي هزّ، رمى نزولًا، مثل: دَنْدَلو تْدِنْدُل بالحبلة؛ هَدَس أي تأمّل وتفكّر مثل: ليك هيدا شو بيهدس؛ هَلَّل من هَليل أي سبّح، مدح، عظّم مثل: بيهلّل للرّايح والجايي؛ زَمّ مثل ليك كيف زمّ هالقميص عالغسيل؛ زَمّر من زْمَر في الوزن الأوّل وزَمَر في الوزن الثاني بمعنى أنشد، غنّى مثل زَمِّر عالكوع أي أنشِد على المنعطف؛ زَنْجَر أي صدِىء، أصدأ مثل: زَنْجَرْ/جَنْزَر القفل؛ تْزَفَّر من زْفَر/زَفَر أي نتن، قذر مثل: ممنوع الواحد يتزفّر بالصوم؛ زَفَّت أي طلى بالقير مثل البلديّة زفّتَت كل الشوارع؛ زَقْزِق أي زقزق، غرّد مثل: بس سمع الخبر زقزق؛ حَسَّك من حْسَخ/حَسِخ بمعنى اذّخر (كما في العبريّة חסך) مثل: بدنا نحسّكلنا كم قرش (موجودة في شمال لبنان)؛ طَبَّل أي نقر الدفّ أو الطبل مثل: بيطبّل ويزمر؛ طَوَش أي أغاظ، لطّخ مثل: طوشْني قد ما بيحكي؛ طَفَش بمعنى طفش من البيت من زعلو، أصلها الفعل السريانيّ طْفَش/طَفِش ومعناه: دنّس، غلّظ، سمّن، قذّر، ولكن المؤلِّف لا يفسّر كيف تحوّل المعنى بالسريانيّة لمعنى آخرَ في العربيّة. طَرْطَش أي وسّخ، قذّر مثل: طرطشني ميّ وسخ ؛ طَرَش بمعنى رشّ مثل طَرش بيتو بالأبيض؛ إنْكَمَشْ من كْمَشْ أي تجفّف، انقبض مثل: بس الواحد بيخاف بينكمش، إنكمش عالصقعة؛ كَرْكَح بمعنى مرّغ، لوّث مثل: كَرْكَحني تْكِرْكُح، واحد حربوق مْكَرْكَح؛ كَشّ من كَش/كَشِشْ أي طرد، زجر، أبعد مثل: كِشْ برّا، كِشّاش حَمام؛ لَهَط من لْهَط/لَهِط أي حرق مثل: لَهَط جاط الأكل لَهِط (كيف تبدّل المعنى من حرق لأكل بسرعة، التهم؟)؛ لَز أي ضايق، ضغط مثل: بْعود عنّي حاج بقا تلزّ؛ لَحَم من لْحِم بمعنى التأم، التصق مثل: لَحَم الجرح لَحالو؛ لَطى من لْطُو أي كمنَ، اختفى مثل: بدّك تلطي من العاصفة، لَطالو بالليل وهجم عليه؛ لَكَح من لْكَح/لَكَح (بالعبريّة أيضا לחך) أي لحس مثل: لْسانو بيلكِّح طيزو؛ لَمّ من لَم أي جمع، التقط مثل: لمّلّي هالأغراض من الأرض؛ لاش يْلوش من لُش (بالعبريّة أيضا לש) أي عجن مثل: هالْمَرا بتلوش العجين مليح، ليك هيدا شو بيلوش؛ مَطّ من مَط أي تحرّك، ماد مثل: هلقماش بيمطّ؛ مَلَطْ من مْلَط/مَلِط أي طَيّن، رطّب، بلّ، خضّبَ مثل: مَلَط المَعْجونِه مَلِط؛ مَعَس من مْعَس أي عصر، داس مثل: مَعَسو معس؛ مَشَح من مْشَح (بالعبريّة أيضا מָשַח) أي مسح مثل: مشحو الخوري بالزيت عَ جبينو؛ مَتَّل من مْتَل/مَتِل أي شبّه، ضرب مثلًا مثل: شو باك عبتمتّلني بفلان؟ نَبَش ونَبَّش من نْڤَش/نَڤِش أي حفر؛ نكث مثل: نبش الأرض وما شاف شي، نبّاش القبور؛ نَوّى من نْوُو/نَوِي أي صوّت، صرخ مثل: هالبْسَيْنِة عبتنوّي؛ نَكَشْ من نْخَش أي استأصل مثل عبينكش الجنينة ليزرعها خسّ، عشو عبتنكِّش؟ نَشّ من نَشْ أي ضعف، ارتخى، مثل: السّقف عبّينشّ ميّ؛ نَشَّف من نْشَف أو نَشِف أي نقّى، صفّى، طهّر مثل: نشّف راسو بعد الحمّام، نشّف الغسيل؛ نَتَع من نْتَع أي سحب، نزع مثل: نتعو نتع، نتعو ومشي؛ سَطَم من سْطَم/سَطِم أي ردّ، سدّ الباب وغيره مثل: بواب وشبابيك البيت بيضلّوا مسطومين؛ سَكَّر من سْخَر/سَخَر أي أغلق، سدّ مثل: سكَّر الباب؛ عَبَط من عْڤَط أي كَثَف، تلبّد، ثَخَن مثل: عبطها وباسها؛ عَنّ من عْنُو أي صاح، صرخ مثل العمى شو بيعنّ؛ عَرَّم من عَرِم أي كوَّم، انتفخ مثل: عرّمهم تعريم، بيعرّم بس يمشي؛ فَجَمْ من پْچَم أي قطع، نقص مثل: فَجَم الحجر بس ركّبها، ضربو فجّمو تفجيم؛ فَزّ من پَز أي قفز، نطّ، كان عجولًا مثل: بيفزّ فزّ؛ فَلّى من پْلو/پَلي أي فتّش، نبّش مثل: بيفلّي الشغلة تفلاية؛ فَلَجْ من پْلَچ/پَلِچ أي شقّ، شطر مثل: قد ما زعّلو فلجو؛ فَلَش من پْلَش أي فتح، ثغر، ثقب، خرق مثل: فلوش هالحنطة عالبيدر، فلش حالو كتير؛ فَسَخْ من پْسَخْ أي فصل، فكّ العظم مثل: إذا كمشتو بدّي إفسخو فسخ؛ فَسْفَس (في لهجتي الجليليّة، كفرياسيف: فَصْفَص) من پَسّپِس أي عضّ، نهش، مزّق مثل: فَسْفَس العظام تفسفس؛ فَقَّح من پَقَح أي أزهر مثل فَقَّح الورد (زهر الربيع)؛ فَقَع من پْقَع أي صدع، انشقّ، انفلق مثل: فقع ومات من زعلو، فقعت قنينة الغاز؛ فَرَط من پْرَط أي بدّد، خبّط الثمر مثل: فرطوا الجماعة ما بقي حدا، فرطوا الزيتون؛ فَرْكَس من پَرْكِس أي بدّد، شتّت، محق أي: فَرْكَسْلو البَيْعة (اللعبة)؛ فَرَّع من پْرَع/پَرَع أي كشف رأسه مثل: ما تفرّع حالك بتنضرّ (بمعنى لا تشلح تيابك)؛ فَرْفَط من پَرْفِط أي فتّت، بدّد مثل: ما تفرفط مصرياتك، فرفط هالعنقود؛ فَرَقْ من پْرَق أي ابتعد مثل: فرق من هونيك، فْروق عنّي يا…؛ فَرْقَع من پَرْقَع أي لعب، فرح، تلذّذ مثل: عبيفرقع بالفرقيع؛ فَشّ من پَش أي أرخى، حلّل، هشّش مثل: بدّك تنطر ليفشّ الورم؛ فِسا/فسي من پْشُ أي أخرج ريحًا خفيفة من مفساه مثل: في ريحه مين فِسا (فسي)؛ فَشْكَل من فَشْكِل أي عوّج، فتل، لوى مثل: فشكلّو شغلتو؛ فَشَرْ من فْشَر أي هذى مثل: ما فشر واحد كذّاب؛ قَبّ من قَب أي اقشعرّ، ارتعد، انتصب مثل: قبّ شعر راسو؛ قَدَح من قْدَح أي ثَقَبَ مثل: قدح الحيط بالشوكة؛ قَفَح من قْفَح أي لطم مثل: قفحو كفّ على وجهو؛ قَرْمَط من قَرْمِط أي احتال، خبث مثل: عبيقرمط عليّ مصريّاتي؛ رَبَّص من رْبَص/رَبِص أي بلّل، روى مثل: ربّصت غسيلها مليح، تربّصت الأرض بالميّ؛ شَوَّش من شَوِش أي بلبل، حرّك، أقلق، أزعج مثل: شوّشلي عقلي وفكري؛ شَلَح من شْلَح أي تعرّى، خلع ثيابه مثل: شلح تيابو؛ شَلَف من شْلَف أي نزع، قلع مثل: شلف غصن الشجرة؛ شَمَط من شْمَط أي نزع، نشل، استلّ مثل: شمط ليمونة وهرب؛ شَنَق من شْنَق أو شَنِق أي عذّب، نكّل، شنق مثل: شنقوه شنق؛ شاف من شُف أي جرى، رصد مثل: شاف خيّو مبارح؛ شَقَل من شْقَل أي رفع، أصعد مثل: شقل كيس الحنطة من الأرض، شقول معي هالكيس؛ شَرَّح من شَرَح أي قطّع اللحم طويلًا مثل: اللحّام بيشرّح اللحمة، تشريح الجثّة؛ شَرَط من شْرَط أي مزّق، خدّش مثل: شرط قميصو؛ تَخّ من تُخ أي ارتخى، همد، فتر مثل: خشب السقف تخّ.
أسماء وصفات وظروف سريانيّة الأصل:
بِبّو أي الطفل الصغير مثل: الببّو عبيرضع حليب إمُّه؛ بُخْش أي ثقب مثل بخش الإبرة؛ بِزّ أي ثدْي؛ باحورة من ܒܳܚܽܘܪܐ أي غيم صيفي ينمّ عن مطر في الشتاء القادم مثلا: بَسْ تجي الباحوره بتدلنا عَ موسم الشتي؛ بَرّا أي خارج مثل: طْلاع لَبَرّا؛ جُوّا أي داخل؛ جِرْن مثل جرن الكبّة؛ جَوْره أي حفرة؛ جاروشِه مثل جاروشة القمح؛ دُكّان من دوخونو أي الحانوت؛ هَبْلِه من ܗܰܒܠܐ بُخار مثل طلعت هبلة الطبخة؛ هَيْكل من هَيْكلُ، المعبد المقدّس مثل: الخوري عبيصلّي بالهيكل؛ واوا في اللفظ الشرقي وواوُ في الغربيّ بمعنى ألم، وجع مثل: أنا واوا يا ماما؛ زُبونو أي الشاري الزُّبون؛ زوّاده من زوُودُو، زاد المسافر مثل: أخذ معه زوّادتو؛ زُومْ من زومو أي مرقة مثل: نشّف زوم الطبخة؛ زِنّار من زُونورو أي حِزام مثل: بتحطّ زنّار عالفستان؛ إزْميل من زْميلْيو، آلة من حديد للنقر مثل: قشر الورقه بالإزميل؛ زَنْبيل أي سلّة مثل: زنبيل معبّى عنب وتين؛ زَعْرور أي ثمر الزعرور مثل: معقِّد مثل قضيب الزعرور؛ زاروب من زُرُوبو أي المكان المحصور مثل: زاروب المحلة؛ حارة من حيرْتو مثل حارة النّصارى؛ حَجّ مثل راح حَجّ وإجا؛ حِوّارَه بمعنى اللون الأبيض مثل: هالأرض تربتها حِوّارَه؛ حَلِّه أي وعاء كبير من معدن مثل: كانوا يغلوا الغسيل؛ طَوَفان من طَوْفونو مثل: اليوم شتّت الدنيا طوفان؛ طيزْ من طيزو إي الإست، القفاء مثل: إمّو غسّلتلو طيزو؛ طَنْبور من طَنْبورو أي آلة طرب معروفة؛ طاسِه مثل طاسة المي؛ طَرْبون أي طرف العوسج الغضّ من طَرْبونو/طَرْبو مثل: شبّ متل طربون الحبق، العنزة بتاكل طربون الغصن (في لهجتي الفلسطينيّة الجليليّة، كفرياسيف: طَرْبونِه تعني القسم العلوي من النبات مثلا طربونة الدخّان)؛ كَبيسة من كُڤيشتو أي معصورة، مشدودة والمعنى السنة كانت كبيسة، لا تفسير لتحوّل المدلول من المعصور إلى الكبيس؛ كِبْريت من كِڤْريتو أي عُلبة كبريت؛ كْباش من كْڤوشو أي إذلال، قمع، قهر، شدّ مثل تع تَنِلْعب كْباش (في اللهجة اللبنانية تلفظ عادة بالإمالة الشديدة كْبيش، ابحث في الشابكة عن: حسيب شحادة، ماذا تمخّض من ”لِمْطاءَشِه والشرشوح“)؛ كوز من كوزو بمعنى إبريق، وعاء لشرب الماء مثل: بتَمّوز بتغلي الميّ بالكوز؛ كِزْبَرَه من كوزبَرْتو، نوع من النبات شبيه بالبقدونس مثل: طبخة البامة بدها كزبرة؛ كوع من كوعو أي المعصم والمنعطف مثل: دقّ كوعو بالحيط؛ كِلّابة من كَلُڤْتو أي الكمّاشة مثل: كمش الحديدة بالكلّابة؛ كانون من كونونو، موقد صغير مثل كانون النار؛ كِنْف من كِنْفو أي حضن، حماية، ملاذ، جناح مثل: عايش بكنف بيّو وإمّو؛ كَفْته من كَفْتو بمعنى لحم مهروس، كُبّة مثل: كَفْتة مشويّة، كُبّة نيّه؛ كِتّان من كِتونو أي قماش من القطن مثل: بدنا شراشف كتّان للتخوت؛ مَجزُون من مَچْزونو أي المِنجل مثل: بيحصد بالمجزون؛ مَجَلّة من مْچَلْتو؛ مَوْهَبِة من مَوْهَڤْتو أي عطيّة، منحة، هديّة؛ مَحْلَب من مَحِلْبو أي شجر له حبّ ذو طيب وعطر مثل: محلب- عجينة كعك العيد؛ مِكِنْسِه من مَخْنِشْتو مثل: كنّست الزبالة بالمِكِنْسِه؛ مالِش من مُلُوشو (ܡܳܠܽܘܫܳܐ) أي آلة لصقل الطين مثل: المورِّق بيملّش الورقة بالمالش؛ مَنْديل من مَنْديلو أي محرمة، فوطة مثل: حاطة منديل عَ راسها؛ مَصْطَبِه من مَسْطَبْتو أي تربيعة مرتفعة أمام الهيكل مثل المصطبة يللّي قدّام البيت؛ مَسّاس من مَسُسُو أي عصا الفدّان، مهمزة مثل: بدُو مسّاس الفدّان تيفلح الأرض (في لهجتي: مُنْساس)؛ مْصَرْصَع من مْصَرْصَع أي مشوّش مثل هيدا واحد مصرصع؛ مَرْقَه من مَرْقو أي الحساء/شوربا مثل: مرقة الأكل والطبخ؛ مْشَحَّر من مْشَحْرو أي مسخّم. مسوّد، مفحّم مثل: مسكين مشحّر معتّر؛ نْبيدْ من نْڤيدو أي النبيذ مثل: شرب النبيد طيِّب بالشّتِي؛ ناطور من نُوطورو أي حارس، حافظ مثل: ناطور الكرم (البناية)؛ نيشانْ من نِيشو/نيشونو أي وسام، هدف، فرض مثل: حطّولو نيشان عَ صِدْرو؛ ناعورة من نُعورُو أي دولاب لاستقاء الماء مثل: الناعورة بتسحب الميّ لتشغِّل المطحنة؛ سِتّ من سُڤْتو أي جدّة/شيخة مثل: سِتّ الستّات، سِتّي وستّك؛ سِمَّاق من سُومُقو أي أحمر مثل: زعتر وسِمّاق؛ سِحْنِة من سْحَنْتُو أي شكل مثل: ليك ملّا سحنة على وجهو؛ ساطور من سُطُورو أي سكّينة كبيرة مثل: كفتة بالساطور؛ سِكِّة من سِخْتُو أي وتد، رزّه، سكّة مثل: سكّة الفدّان، سكّة الحديد؛ سِمْسار من سِمْسُورو أي الوسيط بين البائع والمشتري مثل: سمسار بيوت وأراضي؛ عَبي من عَڤْيُو أي كثيف، ثخين مثل: شعرو عَبي؛ عِجِر من عَچْرُو أي قاس، غليظ، كثيف وصولا إلى غير الناضج مثل: هالتّين بعدو عِجِر؛ عِدّان من عِدُنو أي وقت، فترة، زمن مثل: كل شي إلُو عِدّان، عدان شتي؛ عِب من عُوبو أي حضن، بطن، وسط مثل: ضْحاك بْعبّك، حطّتو بعبّها؛ عِلْبِة من عُولبو أي صندوق، علبة مثل: عِلْبِة كبريت، حطّيتُن بالعٍلبة؛ عَقْبال من عُوقبل أي مثله، عند مثل: عَقْبال فرحتك (العايزين)؛ عَزْقَة من عِزَقْتُو أي خاتم مثل عَزْقَة البرغي؛ عامود من عَمُودو أي دعامة، إسطوانة مثل عامود خلده، سمعان العامودي؛ أعْمَص من الفعل عَمِص/أعْمِص أي أغمض عينيه مثل أعمص ما بيقشع؛ عَسْكَر من عَسْكَرْتو أي عسكر، جيش مثل: العسكر بيحمي البلاد؛ عِرّاب من عَرُوڤو أي كفيل، ضامن مثل: هيدا عرّابو للعريس؛ عِرْزال من عَرْزُلو أي كوخ من أغصان الشجر مثل: عِرزال ناطور الكرم؛ عَرْقة من عَرْقو أو عْرَقْتو أي مفصل، ضلع في البناء مثل: بدنا نصبّ عرقة باطون فوق الباب؛ فَجّ من پَچُو أي غير ناضج مثل هالتّين بعدو فَجّ؛ فِدّان من پَدُونو أي آلة الحرث، ثوران يقرنان لحرث الأرض مثل: كم فِدّان فلاحة عندك؟؛ فِرْن من پُرنو أي مخبز مثل: بدنا كعك وخبز من الفِرْن؛ تِفْشيخْ من پُوشُخُو أي فشجٌ، فحْجٌ، تباعد بين الرِّجلين مثل: بيحبّ التِّفشيخ؛ فِرْجة من پِرْچو/پُورچُويو أي انشراح، لهو، لذّة مثل: صندوق الفرجة، ليك ملّا فرجة؛ فِرّان من پَرُونو أي خبّاز مثل: عْطي خبزك للفرّان ولو أكل نصّو؛ فَشّيط من فَشيطو أي ساذج، أبله، غبيّ، جاهل مثل: ما تصدقو واحد فشّيط؛ صَنْدوق من صَنْدُوقو أي علبة مثل صندوق حديد/تفاح؛ قِدِح من قْدُوحو أي ثِقْبٌ (!)؛ قِفّة من قُوفو أو قُوفْتُو أي سلّة، زنبيل مثل: عبينقل تراب (حجار) بالقفّة؛ قِرْمِيِّة من قُورِمتو أو قُورْمو أي أصل مثل: بدنا قرمِيّة العايلة (الشجرة)؛ قِنّ من قِنو أي عش، وكر، مأوى للطيور مثل: قنّ دجاج؛ قَنْديل من قَنْديلو أي سراج (من اليونانيّة) مثل: كنا ندرس عالقنديل؛ قَريشِة من قْريشتو أي غشاء يعلو الحليب مثل: القريشة طعمها لذيذ؛ قَرْميد من قَرْميدو أي آجر، لِبْن مشويّ، مثل: سقف (!) بيتو قرميد، قِرْص من قَرْسو أي جامد، بارد، يابس مثل: جمّدت الميّ صارت مثل القِرْص؛ قِرْصْعَنّة من قَرْصَعْنو أي نوع من الحشائش مثل: حوّشت قرصعنّة؛ قاشوش من قُشوشو أي قشّاش، جامع القشّ مثل: متل القاشوش، ما بيخللي شي قدّامه، قاشوش ورق اللعب؛ رْبوبيّة من رْبُوبيتو أي دمّلة من الحالب، التهاب، ورم مثل: طِلْعِتْلو ربوبيّة بحالبو؛ رِجْمِة من رْچُومْتو أي مكان تكثر فيه الحجارة مثل: راح متل الخِرْبة بالرّجمة؛ رَفْش من رَفْشو أي مذراة بلا أصابع مثل: بيجبل الطين والباطون بالرفش؛ شُوب من شَوْبو أي حرّ، قيظ مثل: اليوم الدنيا شوب؛ شْوار من شُورو أي حائط مثل: ما تهزّو واقف عَ شوار، سور المدينة؛ شاقوف من شُقُوفو أي ضارب، صادم مثل: شاقوف المعمرجي؛ شِرْوال من شَربُولو مثل: لابس شروال حرير؛ سْراج من شُروچو أي مصباح، نور، ضياء مثل: بدّك تفتّش عليه بفتيلة وسراج؛ شِرْش من شِرْشو أي أصل، أساس مثل: عايلة ما إلها شرش، لازم تشيل الشجرة من شروشها؛
توك من تُوكو أي علّة، ضرر مثل: شغلة ما طلع فيها توك؛ تَنّور من تُنورو أي مخبز مستدير التفصيل مثل: خبز تَنّور.
موضوع التأثيل (مصطلح ابتدعه عبد الحق فاضل حامد الصيدليّ، 1911-1992) أو التأصيل اللغويّ أي علم أصول الكلمات (Etymology، أصلها من اليونانية أطيموس أي حقيقيّ ولوچوس أي بحث أي اشتقاق اللفظة) هو فرع من فروع علم اللغة الحديث، الذي يعتمد على نهج علم اللغة التاريخيّ، ومهمّته سبر أصل الكلمة وتاريخها وتطورها من حيث الصيغة والدلالة. وبمعناه الأوّلي يعود هذا الاهتمام إلى القرن الخامس ق.م. لدى كهنة الهنود. إلّا أن التأثبل العلميّ بدأ في القرن التاسع عشر في أعقاب دراسة اللغة السنسكريتيّة. وفي نطاق العربيّة يمكن القول إنّ المستشرق الألمانيّ أوغست فيشر (1865-1949) كان من أوائل من تصدّى لهذا الفرع اللغويّ في بدايات القرن الفائت، وكان فيشر ذا علم واسع وعميق بالعربية والعبرية والسريانيّة والحبشيّة وغيرها. ويذكر أنّ مجمع اللغة العربيّة في القاهرة، كان قد تبنّى مشروع فيشر الذي لم ينشر منه سوى مقدّمة وأنموذج صغير منه. ومن المعروف أنّ معجم الدوحة التاريخي للغة العربية، قد انطلق في العام 2013. باختصار شديد لا نبالغ إذا قلنا بأنّ هذا الفرع اللغويّ الحديث، يبحث بموضوع شائق ولكنه شائك جدّا ويحتاج متخصّصين في علوم ومعارفَ متباينة كثيرة إضافة للغات المدروسة، وفلسفات علم اللغة ومدارسها وطرائقها. المطبّات والمزالق في هذا الفرع اللغويّ كثيرة وخطيرة، ولذلك نرى أن قلّة من اللغويّين المعتبرَين، تلجه في عصرنا الحديث. وعلى نقيض ذلك نجد ما يدعى بالتأثيل الشعبيّ (folketymology) المزدهر لدى عامّة الشعب ومن اكتسب بعض المعرفة في هذه اللغة أو تلك ويحكم على الأمور وفق المظهر الخارجيّ للفظة مثل القول بأنّ أصل الإنفلونزا من أنف العنزة أو أن الفِعل ”دَحَل“ في العربيّة العامّيّة من الفعل السريانيّ دْحَل/ܕܚܰܠ أي خاف وأنّ Erde الألمانية من كلمة الأرض العربيّة وأن نابلس من نابُ لُس وهلمجرّا.
من المعروف حتّى لكل مبتدىء في علم اللسانيّات، أن لا وجود لأيّة لغة بشريّة حيّة نقيّة من الدخيل، إذ أنّ التلاقح اللغويّ المتبادل بين اللغات قديم قدم اللغة، وثمّة ما يُعرف بظاهرة المعرّب والدخيل. ففي الجاهليّة اقترضت العربية من الفارسيّة واليونانيّة والسريانيّة ثمّ جاءت القبطيّة وفي العصر الراهن نجد الإنچليزيّة والفرنسيّة والإيطاليّة. وقد تطرّق الأب رفائيل نخلة اليسوعيّ لهذا الموضوع في كتابه ”غرائب اللغة العربيّة“ واكتشف أن عدد الدخيل في العربيّة يصل إلى 2503 كلمات تأتي في صدر القائمة الآراميّة /السريانيّة بواقع 982 كلمة، الفارسية بواقع 850 كلمة، اليونانيّة بواقع 470 كلمة، اللاتينية بواقع 67 كلمة، العبريّة 42 كلمة. وفي هذا السياق تجدر الإشارة إلى أنّ الأغلبيّة الساحقة من مفردات الإنچليزيّة دخيلة (يراجع: على القاسمي، دخيل أم أثيل، دراسات في التأثيل اللغوي، من ص. 22 فصاعدًا).
في قاموس السيّد إيليّا عيسى، قيد العرض والمراجعة، عشرات وعشرات من الكلمات التي يدرجها الكاتب غير المتخصّص باللسانيّات على ما يظهر، في عداد الكلمات الدخيلة في العامّيّة العربيّة اللبنانيّة من الأصل السريانيّ. وهنالك الكثيرون الذين يسمّون هذه العامّيّة باللبنانيّة فقط. وتلك الكلمات ومثيلاتها ذكرناها آنفًا تعود في الواقع لما يعرف بالمشترك الساميّ أي يعود أصله إلى الأرومة الساميّة الأم (Protosemitic). من ذلك المشترك الساميّ نكتفي بهذه العيّنة الصغيرة: بقبق (محاكاة الطبيعة، onomatopoeia)، بَرَك، بطْن، جزّ، جِسْر، ذبح، زِبِل، زعق، خبط، حبس، حصد، طحن، طعم، لم، كبّل، كُنية، كلّ، كميّة، كاس، كسا، كرِم، كرش، لُبّ، لوح، لحم، لقط، ماهر، مولد، مزج، مخط، ماء، عصر، مفتاح، مصّ، مقصّ، نعْل، سياج، عبْد، غنّى، عتيق، فصل، صوم، صيّاد، قبر، قطف، قصّاب.
وأخيرا وليس آخرًا، كلمة مَرَه العامّيّة بمعنى امرأة متحدّرة من اللفظة مَرْأه مؤنّث مرء فحذفت الهمزة من مَرْأه فغدت مَرَه ولا مسوّغ للقول بأنّها دخيلة من السريانيّة مُرْتو ܡܳܪܬܳܐ أي: امرأة، مولاة، ربة، صاحبة، مالكة، خاتون (انظر قاموس أوجين منّا). ومرتا (قاموس لويس كوستا). وأخيرًا أذكر مقولة النحويّ الفذّ ابن جنّي (ت. 1002) ”كلُّ ما قيس على كلام العرب فهو من كلام العرب“ (الخصائص تحقيق محمّد علي النجّار. بيروت: دار الهدى للطباعة والنشر، ج. 1 ص. 114).