تبّتْ قلوبٌ فبئسَ الفكرُ والقلمُ
وبئسَ عرشٌ علاهُ العِلْجُ والقزمُ
وبئسَ فِكرٌ بنو صهيونَ شكّلهُ
فاخْتلَّ عاهلهُ والوِلْدُ والحَشَمُ
بعتم قضيّتنا والسّعرُ ذلّتكمْ
هيهاتَ نعذركمْ لا وغدَ يُرتحمُ
ذُلٌّ فعائلكمْ في فُرشِ نِسْوَتكمْ
ذلٌّ رجولتكم كأنّكمْ خَدَمُ
كنتمْ رجالاً وفي الذِّرْواتِ ناركُمُ
مِحجّةُ الدّينِ تخشى طفلكمْ أُممُ
والآنَ صرتمْ كما عُمُدٍ مُسنّدةٍ
لا شعبُ يحرزكمْ رِقّاً ولا رِمَمُ
يا شامُ عزّتنا منجى عروبتنا
ما هادنتْ غاصباً سِرّاً وقد عَلِموا
ردّتْ لأُمّـتنا ما بيعَ من شَرَفٍ
فخرٍ عتيدٍ وعزٍّ كادَ ينعدمُ
وانتمُ يسحقُ المحْتَلُّ أنفَكمُ
فالخيرُ لا يُرتجى منكم ولا رَحِمُ
تلقونها خُطَباً كالنّارِ تُلهبُنا
وفي الظّلامِ إلى صهيونَ تنسجموا
جعلتمُ النّفطَ والدّولارَ آلهِةً
نهْجٌ خسيسٌ ودربٌ سوفَ ينقصمُ
ستُسألونَ غداً واللهُ يعلمُكمْ
وشاهدُ الحقِّ أيديكمْ يلي القَدَمُ
خنوع ومذّلة
إذا ما اعتادتِ النّاسُ المَذلّةْ
ستنهشُها الكلابُ بدونِ زلّةْ
وذا سُدْفُ (1) القَتَامِ يلفُّ شعبي
سيأتي عارياً من غير حُلّةْ
وأُغرقَ في شرابِ الذّلِّ دهراً
وعاش إعاقةً من غير علّةْ
فوا عَرَباهُ كم قد طاقَ شعبي
وَبالَ الحُكمِ لا من غير إلّةْ
فبئساً للشّعوبِ فكيف تقوى
وكيف يسوسها بالذُّلِّ ذِلّةْ
أنَنْشُدُ نجدةً ممن يُعادي
كمن يحني ليعبد من أغلّهْ (2)
ركعنا تحتَ عرشِ الغرب دهراً
لَعَمرِ الحقِّ تيكَ ذُرى المذلّةْ
أيرجعُ مجدُنا أم أنَّ شعبي
يحاول عاهرٌ تقتيل كلّهْ
فذا الماضي الذي شِنّاهُ شَتْماً
وحُكّامٌّ كما وجهين عملةْ
نعيشُ مفاخرَ التّاريخِ ليلاً
وفي ساحِ الوغى بِتْنا أقِلّةْ
أجل نحن الهِزَبرَ بغير نابٍ
يحاولُ أن يُنازعَ مَن أضلّةْ
1) أظلمَ من جوعٍ أو كِبَر 2) نَسَبَه إلى الخيانة
عمر رزوق الشامي – أبوسنان