قراءة نقدية في ادب سعيد نفاع- مصطفى عبد الفتّاح

27.حزيران 2022

كلمة الاتحاد العام للكتاب الفلسطينيين الكرمل 48

قراءة نقدية في ادب سعيد نفاع- بيت جن 28.6.2022

 

بقلم: مصطفى عبد الفتاح

 

السادة الحضور الضيوف الكرام مع حفظ الألقاب والاسماء

الاخوة الأعزاء في جمعية الجذور

الزملاء والزميلات أعضاء الاتحاد العام للكتاب الفلسطينيين الكرمل 48

أهالي بيت جن الكرام، اسعد الله اوقاتكم بكل الخير والمحبة

جئنا من جميع انحاء الوطن، الى اعلى قمم الجليل الاشم لنتمتع بجمال الوطن الذي نحتويه بمحبتنا كما يحتوينا، فكم بالحري في هذه القرية الجليلية الشامخة باهلها الجميلة بطبيعتها، الرابضة كالنسر في أعالي القمم، جئنا لنشارك ولنحيي أمسية أدبية ثقافية وطنية، ترفع من منسوب وعينا وثقافتنا الوطنية وتجمع أبناء الشعب الواحد معبرة عن نسيجه المتين الذي لا تنفصم عراه مهما تغيرت وتبدلت الأحوال.

يشرفنا ويسعدنا هذا اللقاء الادبي الثقافي في بقعة من أجمل بقاع فلسطين، وفي قرية حفرت على علمها شعار الثقافة والادب، والالتزام الوطني والإنساني بقضايا شعبنا العربي الفلسطيني، فكم بالحري حين يكون المحتفى به أحد أبنائها، وامين اتحادنا العام، الزميل سعيد نفاع في قراءة نقدية لأدبه

هذا اللقاء هو فاتحة للقاءات قادمة لأدباءنا أعضاء الاتحاد العام للكتاب الفلسطينيين الكرمل 48 بقرار اتخذته الأمانة العامة في اجتماعها الأخير، وستأتي تباعًا حسب طلبهم وبرغبتهم وارادتهم وفي قراهم ونأمل ان تكون لقاءات ناجحة ومثمرة وتصب في رافد ثقافتنا وحضارتنا الوطنية العريقة فتعمق الانتماء للاتحاد وللوطن، وتشجع الكتاب على الابداع.

اقو لكم بصراحة، بعد هذه المقدمة التي كتبت، احترت عن ماذا اكتب في كلمتي هذه، عن الاديب سعيد نفاع ام عن الاتحاد، وسرعان ما تبددت حيرتي حين اكتشفت ان بإمكاني الكتابة عن أحدهما وكأني اكتب عن كليهما.

عرفت سعيد بشكل شخصي منذ ان عرفت الاتحاد العام للكتاب مع تغير اسمائه وتقلب احواله، فكان انتمائه للاتحاد خالصا، ومثالا للموقف الصلب المبدئي، المحافظ على قوانين الاتحاد واسس النظام، وتطبيقها بحذافيرها، من منطلق احترام التنظيم من اجل احترام الأشخاص، عرفته مخلصًا صادقا ومعطاءً لما يؤمن به فيرى واجبه الأول الالتزام الادبي والاخلاقي والقانوني، فعمل بكل طاقته وبكل الجهود لنجاح المهمة، وقد أبدع في وحدة الاتحادين وتجسير الهوة بينهما فكان الاتحاد مثالا لوحدة الشعب.

هكذا حملنا راية الاتحاد  ورسمنا طريقه معًا ومعنا أعضاء الاتحاد أصحاب المبدأ والرسالة والموقف ، وقد قدم كل واحد منهم ما استطاع من جهد ، في طريق صعب وشائك، وكان فيه بعض المطبات وبعض الزلات والاخفاقات، ولكن كانت الإنجازات اعظم ، والنجاحات اقوى واصلب والطريق كان واضح والخط مستقيم ، فأنجزنا من المشاريع بجهودنا وقوانا الذاتية ومن جيوبنا ما تعجز عن إنجازه مؤسسات كبيرة، وحققنا وحدة كان شعبنا بأمس الحاجة اليها، حتى وصلنا الى هذا المنتج الرائع الذي يحمل رسالة شعب، وهم وطني جامع، يضم جميع أطياف المجتمع الفلسطيني، فهو الهيئة الوحيدة الجامعة لتشكلات الشعب وفئاته الاثنية والطائفية والسياسية والاجتماعية والجندرية، وهو يحمل رسالة وحدة الشعب الفلسطيني ويسعى اليها.

والاتحاد منذ تأسيسه قد خط على علمه، ان يكون مشروعا ادبيا ثقافيا جامعا وموحدا لجميع أطياف الشعب الفلسطيني. وهو يقوم بعمل برامج ومشاريع وحدوية ذات رسالة وطنية جامعة للكل الفلسطيني، نحن نريد شعبا واحدا موحدا بثقافته ولغته ورسالته وعطائه ونضاله القومي والوطني والتحرري والإنساني. ونحن نريده ان يتوحد تحت مظلة الوطن.

اتحادنا مكون من كافة المشارب الفكرية والسياسية والاجتماعية، هذه روعته وهذا سر تميزه ونجاحه، لذلك رفعنا شعار ما فرقته السياسة سيوحده الادب والثقافة، وما لم تستطعه السياسة فالأدب قادر عليه، لأنه الغذاء الروحي للشعب، والمكون الأساسي لعناصره، وبدأنا بتنفيذ برنامجنا منذ زمن طويل بلقاءات تواصلية متواصلة مع أبناء شعبنا في جميع انحاء الوطن رغم التقسيم والتقطيع الجغرافي له فكان لنا لقاءات في القدس وفي رام الله ونابلس وجنين وطول كرم، وغيرها.

ومن أعظم انجازاتنا اصدرنا مجلة “شذا الكرمل” وهي في سنتها الثامنة، لتكون منبرنا الادبي والثقافي ورسالتنا الثقافية وهي تصدر بكل دقة واتقان. لنا موقع على الشبكة العنكبوتية نفخر ونعتز به وهو يحمل حروفنا الى جميع انحاء العالم، وكلمتنا تصل الى كل عشاق الادب والثقافة.

كما حملنا راية السجناء الأمنيين القابعين خلف القضبان في برنامج ليس له مثيل، بقيادة المحامي الرائع حسن عبادي، وعنوانه لكل اسير كتاب ومن كل اسير كتاب. وهو اطلالة على عالمهم وتعرف على احوالهم وتضامن مع قضاياهم الإنسانية والاجتماعية.

هذا بالإضافة الى برامجنا الثقافية المنوعة كأمسيتنا هذه التي نلقي الضوء من خلالها على ادب كتابنا وادبائنا، فقد أقمنا المؤتمر الثقافي الأول والثاني وهو عمل جبار ومجهود كبير فيه برامج ثقافية منوعة، وقد حضره العشرات ان لم يكن مئات. وارسينا دعائم مؤتمر ادب الأطفال الأول في طرعان وقد حضره جمهور غفير ولقي تأييدًا منقطع النظير ، ومن نتائجه أقيم مجلس لأدب الأطفال تابع للاتحاد.

كان لنا أمسية قراءات أدبية في كفرقرع، وفي أبو سنان شارك فيها العديد من ادابائنا وشعرائنا. وكان لنا اشهار لروايات ونصوص أدبية عديدة واخرها واجملها كان اشهار رواية ابن قنير على ارض قنير الشاعر والاديب سيد المعنى، ناصر الشاويش ، اقمنا اللقاء تحت شجرة عملاقة رفضت التهجير والاقتلاع وما زالت صامدة تنتظر الاهل والاصحاب.

أقمنا فعاليات ثقافية في مدارسنا وكان اخرها في كوكب أبو الهيجاء، حيث استضافت المدرسة سبعة عشر اديبًا ليتحدثوا لابنائنا عن الهوية والتراث واللغة وعلى مدار شهرين، وتوِّجت بإصدار كتاب فيه نبذه عن كل اديب شارك، وخبر عن مشاركته في البرنامج.

كذلك نفذنا برامج دعم لأدباءنا من خلال إيصال قائمة باسماء انتاجهم الادبي الى المكتبات العامة وغيرها، وهذا ان دل على شيء فعلى مدى الجدية والالتزام الصادق والنبيل، بعيدًا عن الانانية والذاتية، إننا نحقق النجاح تلو النجاح. وسيبقى اتحادنا منارة ادب وثقافة في سماء الوطن.

وأخيرا يجب ان نذكر ان سعيد نفاع سياسي مخضرم واديب بارع، يرى في الادب مشروع نضالي، رسالة وفكر ورؤيا ومضمون يوصله الى المتلقي، الى أبناء اللغة العربية أينما كانوا، وبرى روعة وجمال الادب فيما يقدمه من ابداع جديد يعتمد على الفكر والفكرة، وفي سعيد تتوحد الشخصيتان، الاديب والسياسي في شخص واحد، يكفي مثال واحد اذكره في كتابه أيام الغبار حين يصف الزابود رمز النضال اذ يقول ” الزابود الذي غدا اسمه يتردد في الارجاء في قلوب عربية كثيرة، واروقة عبرية كثيرة …. ” كل الكلمات تضيِّع احرفها وتعجز عن لمها حين يرى العقل في الزابود ما لا تراه العين… الزابود يهشم المقولة ” جبل مع جبل لا يلتقيان …ز الزابود شوق وحنين ازليان وابديان بين شقيقين …. احرق الشوق الجرمق الأكبر وألهب الحنين “عروس” الأصغر في زمن قبل الزمن … فمد الجرمق يسراه مبسوطة الراحة تفيض شوقًا، ومد عروس يمناه مبسوطة الراحة تفيض حنينًا فتعانق الشوق والحنين”.

وقبل سنوات كتبت مقالا عن روايته التي صدرت اثناء مكوثه في السجن، أصف فيها ادب سعيد نفاع من خلال روايته ” وطني يكشف عريي” كتبت” يقطف سعيد نفاع من كل بستان زهرة ليغرسها في بستان روايته فيجعلها حديقة غناء يتمتع بجمالها كل من يدخلها، فهو يمزج بشكل ساحر ورقيق، كل أنواع العلوم الإنسانية القديمة والحديثة ليصبها جميعا في قالب روايته، فيتحدث في الفلسفة وعلم النفس والتاريخ، والوطنية، والقومية، والادب والشعر”.

الاتحاد يفتخر ويعتز بامينه العام، الزميل سعيد نفاع وبدورة الريادي في إرساء قواعد واسس الاتحاد كتنظيم وكمشروع ادبي ثقافي جامع في إطار وحدوي، رغم الهزات والارتجاجات التي حدثت وهي امر طبيعي في كل تنظيم.

 

 

 

 

 

 

 

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*