كانت تتمتع باسترخاء تام بعد زوال حرارة الشمس الحارقة، أخذ جسدها يستيقظ بعض الشيء بعد نوم طويل منذ عودتها من عملها فجر هذا الصباح. انزلقت بهدوء الى المسبح الذي كان يودع عائلة مع أطفالها فاصبح لها لا يشاركها فه احد. أخذت تتلذذ بطرطشة المياه ونعومتها ودفئها في بداية فصل الشتاء الذي تصبح فيه درجة الحرارة معقوله وتقل زخات المطر التي لا تتوقف عادة خلال فصل الصيف الساخن وخوفها الدائم من أن مدينتها المحبوبة ستغرق يوما ما في المحيط الواسع الذي يحيط بجزيرتها.
كانت تسبح باسترخاء حتى تستعد للذهاب الى عملها الليلي. كان المكان هادئا ونسيم الجو ودي ولطيف، والشمس بدأت بالزوال تدريجيا ولكن زخات من أشعتها الذهبية تغمر جسدها مما ساعدها على الإسترخاء والتركيز على السباحة حتى تستعيد طاقتها ويقظة ذهنها. كانت تسبح بانسجام تسمع زقزقات العصافير قبل أن تهجع في أوكارها على الشجر المحيط بالمسبح… المكان هادئ في بداية فصل الشتاء ولا يؤمه الا القليل من الزوار لأن سكان المنطقة من كبار السن يخافون من الهواء حتى لو كان دافئا… أخذها الإسترخاء ودفء الماء بعيدا… ولكنها فجأه ودون سابق انذار… سمعت ـزيز نحله وكأنها تنازع… نظرت حولها فشاهدت نحلة صغيرة تتخبط في وسط المسبح… كانت تقاوم الغرق بشكل مستميت.
ورغم خوفها الشديد من النحل وتحذيرالأطباء لها منه بعد أن تأكدوا من فحوص الحساسية التي أجروها لها بأن لديها حساسية مفرطة من لدغ النحل وأن عليها الحذر منه، ووصفوا لها دواء عبارة عن حفنه تشتريها كل شهر من الصيدلية لتحقن بها نفسها اذا لدغتها نحلة، وفعلا حرصت على ذلك لأشهر ثم لم تعد تهتم بذلك بعد مرور سنوات عدة.بل نسيت الموضوع تماما. رغم تحذيرات الأطباء لها هبت لإنقاذ النحلة مع حرصها الشديد ألا تمسها. أخذت تدفع الماء المحيط بالنحلة بيديها بقوة حتى تصلها بامان الى قناة صغيرة تحيط بالمسبح البيضاوي الشكل… أخذت سعاد تدفع النحلة باتجاه القناة والنحلة تستميت في البقاء على ظهرها حتى تتنفس… وبعد جهد استطاعت أن تدفع النحلة باتجاه القناة وخرجت بسلام فتنفست الصعداء.
عادت الى الإسترخاء ثانية وأخذت تحرك أطرافها ببطء لتستعيد قواها وتهدأ من انفعالها، وبعد برهة شاهدت النحلة تخرج من القناة ففرحت لنجاتها… ولكن النحلة اللعينة دارت دورة واسعة من حولها ثم حطت عليها فرفستها سعاد بدفعات قوية من الماء بهلع… وأخذت تطرطشها به عسى ان تبعد عنها فاختفت النحلة، عندها قررت الخروج من المسبح ولكن النحلة دارت ثم استدارت ثم داهمتها مرة أخرى ولدغتها في رأسها ورقبتها ومن ثم ذراعيها وهي تحاول الهروب ثم اختفت بهد ان أنهت مهمتها.
بدأ جسد سعاد يتورم بسرعة كبيرة وضعفت مقاومتها بعد أن تغلغل سم النحلة الىي دمائها بسرعة وبحساسية شديده… وعندما وصلت الى المستشفى الذي تعمل به هبوا لإنقاذها ولكنها كانت قد فقدت القدرة على المقاومة بعد أن تغلغل سم النحلة في دمائها وانتفخ جسدها وفارقت روحها الحياة رغم كل محاولات الإنقاذ.
نوال حلاوه
فلوريدا نوفمبر 2012