بدا الارتباك واضحا في قسمات ” يوسي “مسؤول المخابرات الذي اخذ يجوب الغرفة ذهابا وايابًا، توقف قليلا ثم ضرب الأرض بقدمه وقال لنفسه: لقد كُلفت بقتل تلك الصحفية التي طالما كشفت ما نقوم به في “يهودا والسامرة” صمت قليلا ثم استرسل في محادثه نفسه: صحيح ان الامر لا يزعجنا كثيرا خاصة وان العم سام يقف إلى جانبنا في كل كبيرة وصغيرة نقوم بها ولكن هذه الصحفية تعرف ادق التفاصيل كما انها شجاعة جدا ومثابرة حيث تجدها في كل موقع تمر من بين الرصاص حتى وهو ينعف في كل الاتجاهات، من اين لها هذا القلب الصواني انها تخاطر بحياتها من اجل فضحنا لا سيما وأننا في الفترة الأخيرة بالغنا في التحرش والاعتداء على كافة المواطنين هناك، خاصة في أماكن العبادة مما أدى إلى موجة من التنديد بما نقوم به في شتى بقاع الأرض، حتى ان العام سام نفسه اتصل ليستفسر وطلب التخفيف قليلا.
وكان مجلس الوزراء المُصغر والذي يجمع رئيس الوزراء، وزير الاعلام ووزير الحربية إضافة إلى رئيس المخابرات قد اجتمع لتدارس الأوضاع الأخيرة قال رئيس الوزراء: ان هذه الصحفية مشاغبة جدًا ولا تترك حدثا إلا وقامت بتغطيته.
وزير الاعلام: بالرغم من اننا لا نعير اهتماما لما يقال عنا بشكل عام، ولكن الحقيقة هي انها في الفترة الأخيرة شكلت لنا الاحراج حتى لدى أقرب المقربين لنا، الذين عادة يغضون الطرف عما نقوم به، والمشكلة انها مسيحية ولكنها في غيرتها على كشف الحقائق وعلى الأماكن المقدسة الإسلامية تتفوق على الكثير من المسلمين.
رئيس الوزراء باستغراب: هي مسيحية، لم اعلم من قبل ولكن هنا أيضا علينا أن نستغل ذلك ونقوم بعمل ما، اتركوا لي هذه المهمة، سوف نتصل بالأصدقاء في الدول العربية من اجل خلط الامور.
وزير الحربية وقد رفع عنقه: مما لا شك بانكم تعرفون قدراتي وتدركون باني محوت حيًا كاملًا بما فيه وأبدت 96 عائلة عن بكرة ابيها فهل سنعجز عن قتل فردًا واحدًا؟!
رئيس الوزراء: لقد عاشت هذه الصحفية أكثر مما يجب، ارجو قتلها وان يكون التدمير شاملًا في المخيم.
وزير الحربية بحزم: لن يعيش من يقف امامنا.
رئيس الوزراء: ان ذاك مخيم بؤرة إرهابية خطيرة خرج منه الكثير من الإرهابيين ورفع معنوية المخربين.. وشكل الكثير من العراقيل امامنا وعلينا أن نتخلص منه سريعًا.
شن الجيش هجومه وكان كما هو متوقع، حيث وجدواها قد سبقتهم إلى هناك والقرار واضح، يجب وضع الحد لحياتها انها فرصة ذهبية للتخلص منها، صوب الضابط المكلف بالمهمة بندقيته ونظر بواسطة المكبر، واخذ يحاور نفسه: هل أوجه الرصاصة إلى قلبها.. لا.. لا انها ترتدي الثياب الواقية وقد لا تُقتل.. هز برأسه ثم صوب الفوهة إلى رأسها واخذ يحرك البندقية بحركات صغيرة وهو ينظر بواسطة المنظار.. يجب ان يكون التصويب دقيقاً جدًا لا سيما وأنها تعتمر الخوذة، يجب ان تستقر الطلقة تحت الأذن بالضبط وإلا فان الإصابة لن تكون قاتلة وان كانت الرصاصة من النوع القوى الذي ينفجر.. أمعن النظر أكثر وهمس لنفسه: رائع.. رائع جدًا لقد استدارت قليلا.. الآن سأضغط على الزناد.. وبحركة تنم عن قرار فيه تصميم ضغط على الزناد فانطلقت الرصاصة من الفوهة إلى رأس الصحفية فسقطت وتدفق الدم المقدس ليزيد من قدسيتها، وانفجر بركان الغضب اتصل الضابط بالجنرال المسؤول عنه واعلمه: لقد نجحت بالمهمة، وبدورة اتصل الجنرال بوزير الحربية الذي دعا الوزراء لاحتساء قدحا من الخمر احتفاءً بنجاح المهمة..