سبعون نكبة – عمر رزوق الشامي

 

غدراً جنودُ الظّلمِ تهدمُ داري

       فأماتَ لي قهرُ الحصارِ أُواري

قد غابَ حرفي إذ مُنِعتُ تكلّماً

   لغتي غدتْ طللاً من الآثارِ

شعبُ الرّباط فلا يزالُ مُشتّتاً

    فيها ولكنّي رسمتُ مداري

سبعون عاماً والخصومُ مثيرةً

 لعواصفي ولُجاجتي وغباري

سبعون عاماً قد طُوِينَ وما شكتْ

  من لُجِّ شاطئنا ومن أمطاري

من أيِّ سجنٍ جئتِ يا حرّيتي

       من أيِّ يأسٍ ثُرْتَ يا إصراري

في أيِّ بحرٍ دُرْتِ يا دوّامتي

 من أيِّ بيدٍ هُجتَ يا إعصاري

من دمعِ قدسي فاض ثديُ رضاعتي

   فاستنفرتْ في بابها أخباري

من نزْفِ طفلٍ ثار بُركاني ومن

     تلك الدّموعِ تفلّتتْ أنهاري

من قتلِ أحلامي نَبَتْنَ أظافري

وبسمِّ صهيونٍ سَمَتْ أشجاري

 أنا صرخةٌ دوّتْ بغير حناجرٍ

        وحناجرٌ دوّتْ بلا أوتارِ

وببسمتي حيّرتُ رتلَ مجنّدٍ

   وبعثرتي جاوزتُ خطَّ جدارِ

بشعاعِ نورٍ قد حضنتُ معالمي

    وعلى يديَّ نقشتهنَّ سواري

ومسار أقداري إلى أوطاننا

          باتتْ دليلَ تعثّرَ الأقدارِ

 فحذارِ من قهري ومن إعصارنا

                  وحذارِ من طفلي ومن أبكاري

هل تسألوا عنّي! فأصبح وسعُكًم

                   أن تقشعوا دجني بنور نهاري

 

عمر رزوق الشامي

أبوسنان

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*