ما عاد بي،
ما عاد بيَ المشي حافي القدمين
لا استطيع الدوس على القطن ،
بعد تَدْويسي على الصبار
ما عاد للرأس خفض، وللعينين إغلاق
ما عاد للفم لجم ، وللسان إقصار
لم يعد بي للظهر إحناء
ولا تسلق الجبال وعد السياط
لم يعد بالإمكان الرقص
في الأقبية الظلماء
كفى.
كفى لي قهر .
ما عاد بي أكل البرد والثلج
الألم احتل جسمي من الرأس
إلى الرجلين
سكاكين أُسكنت في القلب
وخناجر أُرسيت في الاكباد
سفحت من شراييني الدماء .
كفى ،
كفى لي صلب .
كفى حرقا لأكلي وشربي
فأمعائي خاوية خالية غصب ،
وما عادت قادرة للهواء طحن
ما عاد بي الركوع على الركبتين
لم يتبقى بي صبر،
ما عاد بي السجود لإله الشر .
فعصفتُ هائما على اللهب والجمر .
فيا نار : هبي واشعلي محركي ،
واخرجيني من هذا الغور .
لأطير من عالم الغث والظلمات
فالشيطان ممسك بشمس الزمان ،
” ابو فيس ” ابتلع الضوء والحرس نيام .
فخذيني أيتها الأعاصير ،
على أجنحتك .
إزرعيني خارج هذا العصر ،
إزرعيني بعيدا في حضن ” ماعيت ”
إزرعيني بعيدا ، شجر نخيل،
تتدلى منه الرطب .
إزرعيني بحار قمح وشعير
أصنع منه خبزا لأمي
تطعم به إخوتي الجوعى
فََجِّريني ماء زلالا
يشرب منه العطشى
أنبتيني دواء صالحا
يتعافى منه المرضى
فقد رافقنا في هذا الزمان ،
الجوع والعطش ،
وزارنا الموت والمرض
زارنا البارود والمدفع
حلت علينا ضيوفا ثقيلة الظلال ،
ارسلها علينا ” ابو فيس ”
من مخدع الشمس .
اسيد عيساوي
15/3/2022