الحركة الثقافيّة الموحّدة منذ العام 2019 وعلى اختلاف مشاربها وقناعاتها؛ الفكريّة والسياسيّة والاجتماعيّة، والتي تجمع في صفوفها أجمل ما في شعبنا الفلسطينيّ من تعدّدية تنضوي تحت خيمته الوطنيّة الفلسطينيّة الجامعة الواحدة، هي درّة في جبين مشهدنا الثقافيّ العام والمحلّي، والواجب الوطنيّ يحتّم الحفاظ عليها وتقويتها.
عمّمتْ مجموعة من أعضاء الاتّحاد يوم 12 شباط 2022 بيانًا تحت عنوان: “إعلان انسحاب… من الاتّحاد”، وقد سبق هذا البيان مقالات ومنشورات في بعض الصحف وعلى المجموعات التواصليّة بأقلام البعض منهم. المشترك فيها كلّها هو التهجّم السافر على أعضاء الاتّحاد عامّة والأمين العام خاصّة بكلمات أبعد ما تكون عن النقاش الحضاريّ، علمًا أنّ الحديث يدور عن الأكثريّة العظمى الساحقة من الأعضاء حسب نتائج التصويت في المؤتمر والتي ناهزت ال%80. ورغم ذلك امتنعت الأمانة العامّة للاتّحاد وتمتنع عن الدخول في متاهات ما تضمّنته المنشورات والمقالات والبيان من التهجّم على أعضاء الاتّحاد كافّة وإن كان نصيب الأمين العام “حبّة زيادة”.
نرى في غالبيّة المجموعة المذكورة براء ممّا جاء في البيان، وبين أيدينا بيّنات دامغة من البعض، فالبعض استقال من فترة لأسباب لا تمتّ بصلة إلى بيان الانسحاب المذكور وبعض لم يستقل البتّة. والأهم أنّ عددًا كبيرًا منهم تمّ تنسيبهم عشيّة المؤتمر التنظيمي وصوّتوا وانسحبوا إثر عدم فوز مرشّحيهم وبغضّ النظر عن معرفتهم من عدمها بفحوى البيان. دوافع عدّة تكمن وراء هذا البيان نربأ عن تناولها، ونكتفي بالإشارة إلى دافع واحد وهو فشلهم في الانتخابات وعدم تقبّلهم النتائج الانتخابيّة على المستوى التنظيمي وعلى المستوى الشخصي.
الاتّحاد العام للكتّاب ومن حيث كونه الجسم الوحدويّ الناظم للكتّاب، وانطلاقًا من مسؤوليّته الوطنيّة الوحدويّة في حقل التشظّي العام، يدعو هؤلاء الذين حافظوا على رقيّ النقاش إلى العودة، فالاتّحاد أكبر من وفوق كلّ عضو وأبوابه مُشرعة.
هنا الزمان والمكان لنشير إلى أنّ الاتّحاد لن يشغل نفسه في صراعات هو في غنى عنها وهو ماضٍ في برامجه التي خطّط لها من قبل وبعد المؤتمر وهي أغنى من غنيّة، وتكفي الإشارة إلى “المؤتمر الأوّل لأدب الأطفال” في ال-25 من آذار 2022. وهنا الزمان أيضًا والمكان لنشير إلى أنّنا نرى في المنضمّين الجدد الكُثُر إلى الاتّحاد من الكتّاب والشعراء والباحثين شهادة ثقة بالاتّحاد وعمله وخطوة مباركة تؤكّد على ضرورة المتابعة بعزم نحو المستقبل متخطّين أيّة عقبات.
نؤكّد أن أبواب النقاش كانت وما زالت وستظلّ مفتوحة للجميع ومنبر المؤتمر الشاهد الحيّ فقد كان منبرًا مفتوحا لكلّ من أراد أن يناقش وفعل، أمّا تصوير الاتّحاد على أنّه كان وعلى مدى عمره يحمل صورة ما وأنّها تبدّلت وتغيّرت فجأة بين ليلة وضحاها إثر عدم نجاح البعض في الانتخابات الديموقراطيّة فذلك مرفوض، تمامًا كما نرفض الإساءة لأي عضو في الاتّحاد ونعته بألقاب تسيء قبلًا إلى قائليها ومروّجيها، فالأواني تنضح بما فيها.
وأخيرًا: نؤكّد أنّ شحن الأجواء في المشهد الثقافي يسيء إلى الحركة الأدبيّة عامّة، ولن تحيد الإساءة عن الكتّاب أنفسهم سواء كانوا داخل التنظيم أم خارجه. ونحذّر من إدخال أطروحات فئويّة وكلّ ما يمتّ إليها بصلة إلى النقاش، لا تصريحًا ولا تلميحًا، وهي البعيدة كلّ البعد عن أخلاقيّات شعبنا الوطنيّة التي جبلها بالعرق والدم. ومن نافل القول، إنّه ما استباح عدوٌ حياضنا إلّا من هذه الأبواب!
الأمانة العامّة
18 شباط 2022