سرُّ المذلّة – عمر رزوق الشامي

                           

فكري يمجُّ الدّلْسَ والتهليلا

ويعفُّ أن يصفَ الذّليلَ نبيلا

 

كم مِن وضيعٍ سلّموه زمامَنا

حَسِبَ الحياةَ مُهيرةً وفحولا

 

كم مِن فقيهٍ بجّلوهُ لعلمِهِ

 لكنْ تراهُ مُلَقَّماً مسطولا

 

 كم مِن بليدٍ أمّروهُ تزلُّفاً

يرثُ الخيانةَ بُكرةً وأصيلا

 

 سرُّ المذلّةِ أننا في أُمّةٍ

تهدي إلى درب التّفاهةِ جيلا

 

 وتدسُّ فينا الغلَّ حتى أنّنا

 بِتْنَا نُجيدُ النّحرَ والتّقتيلا

 

ومن التّفاهةِ أنّ جُلَّ رجالنا

 تحيا الخيالَ وتبغضُ المعقولا

 

  مَن قالَ أنّ الذُّلَ فينا جُبْلةٌ

     وهناكَ “راعٍ” يعشقُ التّذليلا

 

 إعلامُنا يُعطي الطليعةَ للتي

 تُبدي النّهودَ وتُكثرُ التّقبيلا

  ولِمن يبثُّ السّمَّ في أجسادنا

ولِمن يحضُّ ويُنكرُ التّنزيلا

 شاشاتُ عُهرٍ في البلادِ تشعّبتْ

 تدعِ الشّعوبَ بفُسقِها مشغولا

  سَكَنَ الهوانُ صدورَنا ورؤوسَنا

فترى الغزيرَ مع الغزيرِ بخيلا

هذي بلادٌ إن أردّتَ دمارها

 أِمِّرْ عليها جاهلاً وعميلا

 

  ما كلُّ خَيلٍ يُبتغى لمهمّةٍ

حتى وإن صبغَ السّماءَ صهيلا

 

  وطني نقشتُكَ في فؤاديَ وردةً

لمّا أضأتُكَ في السّما قنديلا

 

 لا تنتظرْ جمعَ التّقى من أمّةٍ

 تضعُ الحقيرَ على الكريمِ وكيلا

 

 لمّا تصهينَ مَن تولّى بيعنا

   سرقَ اليهودُ بلادَنا تضليلا

 

من شكَّ في أنَّ الكَيانَ (1) عدوّنا

   فليقرأِ الإنجيلَ والتّنزيلا

من ديواني الجديد ” عصر المؤامرات ”
عمر رزوق الشامي
أبوسنان

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*