في المقهى الرابض على تلةٍ
في الطريق المؤدي إلى اللامكان
إذ هاجروا!
تذكرت الغياب والغائبين
وسافرت إلى ما كان بيتا وسكان
تذكرت من كانوا يملؤون القلب.
همست لي الصخرةُ الرابضةُ
بين شجيرات السدر:
اجلس
فجلست!
قالت: صوتي خفيٌّ، اقترب!
كانوا هنا مثلُك وسألوا:
هل من أحد؟
استحضروك، أعادوك
إلى اذهانهم، اشادوا بك
ثار حزنُهم وهاج شوقُهم
ذكروا الربَّ دعاءً لك
وبكوا
أمْطَرَتْ عيونُهم لآلئَ
“وَالدَّمْعُ السَّخِينُ تَسَاقَطُ كَالْمَطَرِ”.
“أراك عصيَّ الدمّعِ”.
وضعتُ يدي الاثنتين على الصخرة
تحسستها
اهتزتْ، ارتجتْ وتزلزلتْ
انتفضتُ فزعا
قالت: رايتُك في لألئِ أعيُنِهم.
بكيتُ وتركتُ المكانَ
في المقهى الرابض على تلة
في الطريق المؤدي إلى اللامكان
إذ هاجروا!