صدور الديوان السادس عشر للشاعر/ الكاتب عمر رزوق الشامي، بعنوان “عصر المؤامرات”. وقد قدّم له المحامي سعيد نفاع: الأمين العام لاتحاد الأدباء الفلسطينيين الكرمل 48، فقال:
عمر رزّوق الشامي، نبيّ غضب
ولكنّه شاعر تقليديّ بالشكل والجوهر!
لا أكتب هذه المقدّمة كناقدٍ فلست كذلك، ولا أكتبها كشاعر ولست كذلك، أكتبها وقد وقع عليّ الاختيار دون خلق الله، كقارئ وكاتب. أن يتناول كاتب ليس هو بناقد انتاج شاعر ليس تقليديّا وليس سهلًا، وبغضّ النظر، فقد قبلت مبدئيّا وليس خجلًا من أو إحراجًا في وجه رفض، قبلت وبعد أن قبل الشاعر منّي تحفّظي الأوّل الذي كان مشروطًا بقراءة أولى، قبِل وعاد وأخذ المجموعة مع الكثير من “الخربشات الرصاصيّة”.
حقيقة وكقارئ فاجأني عمر، فنظم القصيدة العمودية يتطلّب القدرة الشاعريّة والمخزون اللغوي الغزير وإلّا صارت أبياتها مليئة بالحشو، وعمر تحلّى بالأمرين وليس المعنى أنّه كامل الأوصاف، ولكنّ نظمه تحلّى بالكثير منها. لكنّي وجدتني أمام شاعر تقليديّ حتّى النخاع شكلًا وجوهرًا. حاول الشاميّ أن يراعي في قصائده ما قيل في القصيدة العموديّة فتراوحت محاولته بين نجاح وأقلّ نجاح، ولكن بالمجمل، وأقول ذلك كقارئ متذوّق، حالفه النجاح.
وقد ظهّر للديوان الناقد والكاتب: محمد علي سعيد، فقال:
كلمة حق في الصديق الشاعر/الكاتب عمر رزوق الشامي
بين المشهور والمغمور والمهم
عمر رزوق الشامي/ أبو فراس (من قرية “أبو سنان” الجليلية): مثقف واعٍ وشاعر جيد وكاتب جريء ومصمم ديكور مبتكِر ونجار فني له ذائقة، والأهم أنه انسان متواضع، يحب الخير للغير لأنه من أهل الخير.
قد يتهمني البعض بالمبالغة بسبب الصداقة بيننا، ويعرف كل مَن يعرفني بأني عندما أبدي موقفا جادا لا تنقصني الجرأة، ما دمت لا أخون ضميري ومعرفتي ولا أجامل وإن كنت أُجمّل أحيانا من باب الدعم والتشجيع وتمتين النسيج الاجتماعي.
لا حاجة للمجاملة وحقيقة الرجل تقول إنه أصدر: ستة عشر ديوان شعر، وكتابين في المقالات (اجتماعية وأدبية وسياسية) وقريبا سيصدر كتابه “مختصر لسان العرب- حرفا الألف والباء، ويعمل على تصنيف مواضيع معجم “لسان العرب” وجميع هذه الكتب تشهد بغزارة ثروته اللغوية جدا من حيث المفردات وتراكيبه المبتكرة وتناصاته المتنوعة المراجع وتمكنه من بحور الشعر. فما حاجتي للمبالغة أو للمجاملة!
ويرتفع السؤال أو التساؤل الاستدراكي حادا وحارا: ولكن أين حضوره في الساحة الأدبية؟ ويأتي الجواب الموضوعي معاتبا وساخرا ” ليس كل مشهور مهما وليس كل مهم مشهورا”.
ويرتفع سؤال استمراري آخر: من هو السبب؟،
ويأتي الجواب الموضوعي والصادم: أجْنَدَةُ وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، والمؤسسات القطرية والمحلية التي تميّز بين الخيار والفقوس لأسباب ما في نفس يعقوب.
وإلا كيف نفسر هذا التجاهل والتهميش لهذه القامة الأدبية واللغوية (عمر رزوق الشامي نموذجا). ومع ذلك فإن هذا لا يعفي الأديب صاحب الشأن، فإن الله لا يسمع من الساكت وفي الحركة بركة وبيّن حسابك واتركه، وفي الوقت نفسه ليس من الاحترام أن يستجدي الأديب انتباه الآخرين وإن كان الكثيرون يجيدون مسح الجوخ والألاعيب الإعلامية وسياسة التملق والتسلق وسياسة حكّ لي فأحك لك.
لا عليك يا صديقي عمر (وغير عمر، فأنا أعتز بنصرة المظلومين وسأبقى) أيها المغمور المهم، وثق بمحكمة التاريخ التي حكمت منذ زمن بعيد: الكلمة هي الباقية والمخلدة لقائلها، ولا بقاء للمناصب ولا للثراء ولا للحضور الإعلامي الزائف… ولن تبقى في الوادي إلا حجارته البازلتية.