نص كلمة الكاتب حسين ياسين التي القاها في ندوة مدريد يوم 8/9/2021 (عبر الزوم) بمناسبة الاحتفال بصدور العدد السادس عشر من مجلة “ادياربيا”

هذا نص الكلمة التي القيتها في ندوة مدريد يوم 8/9/2021 (عبر الزوم) بمناسبة الاحتفال بصدور العدد السادس عشر من مجلة “ادياربيا” (Idearabia)  لصاحببتها بروفيسر كارمن رويث برافو.
حضر الحفل لفيف كبير ومجترم من المستشرقين الاسبان (16 مشارك)، اذكر منهم المستعرب الكبير الاستاذ بيدرو مرتنيث مونتابث، الاستاذ خوسية ميغيل بويرتا، بالطبع الاستاذة كارمن رويث برافو صاحبة الشأن.
من الجدير ذكره ان في هذا العدد مقالة من 12 صفحة عن رواية “علي – قصة رجل مستقيم”، بمناسبة صدور الرواية باللغة الاسبانية، عن دار “قوماريش الغرناطية”.

ملاحظة: قريبا سأضع كل الندوة والرابط للمجلة على صفحتي بالفيسبك.

*************
مساءكم خير
تحياتي للحضور الكريم فردا فردا مع حفظ الالقاب
اسمحوا أن أخص بالذكر بعضا من الحضور، من لهم فضل كبير عليّ وعلى اصدار كتاب “علي – قصة رجل مستقيم”
ألاخت الأستاذة كارمن رويث برافو صاحبة الشأن الذي من أجله التقينا
ألاخ الصديق الأستاذ خوسية ميغيل بورتا بليشت
الأخ المستعرب الكبير الاستاذ بيدرو مرتينيث مونتابث
الصديق الحميم ومترجم الكتاب أنطونيو كاسترو
وبالطبع دار النشر كومريش في غرناطة وصاحبتها انا ديل اركو
شكرا على دعوتكم اللطيفة.

انه من دواعي سعادتي وسروري أن اشارك في هذا الاحتفال المهيب مع لفيف محترم من عالم الثقافة الاسبانية الذي، بلأ شك، يغلب عليه التقاء الحضارة والثقافة الاسبانية مع الحضارة والثقافة العربية. التمازج بين الحضارتين تجعلنا نتذكر أشاء تأتي من غابر الأزمان. أيام كانت غرناطة وإشبيليا وقرطبة منارات للعلم…
الأ أن الفضل الكبيرلمشاركتي في ندوتكم هذه، يعود للمناضل الفلسطيني “علي عبد الخالق”.

علي عبد الخالق، ثائر فلسطيني يهتز جسمه للنضال.
كأي مثقف عادي هزني، لحد الغضب، ما قرأته عن المأساة الاسبانية بين سنوات 1939-36 من القرن الماضي. على أرض اسبانيا تجمعت كل قوى الشر العالمية مقابل أحرار العالم. معظمهم، وفي لغاتهم الوطنية كتبوا ووثقوا المأساة الاسبانية. العرب، كـ”عادتهم” لم يكتبوا. أكثر من ذلك، فمشاركة المغاربة الكثيفة “القسرية” في صفوف الرجعية وسمت العرب، كل العرب، بـ”الرجعية”. هذا الأمر أحزنني.
فجأة يأتيني مؤرخ الماني (غرهارد هوب) ليخبرني أن الفلسطينيين شاركوا في الحرب من ضمن الألوية الأممية، وأن اثنين  منهما (فوزي صبري النابلسي و علي عبد الخالق) سقطا في الجبهة ودفنا في اسبانيا.لاحقا اكتشفت أنهم كانو خمسة فلسطينيون واثني عشر ارمن فلسطينيون، أيضا.
يا الهي! كنا هناك! فلماذا يزاود علينا الغير؟
بدأت البحث عنهما وفي نيتي أن انتشلهما من غياب الاهمال وألملمهما شظايا من شواطئ النسيان.
بحثت عنهما في اراشيف الحزب الشيوعي. عند قدامى الرفاق. في اراشيف الدولة. في ارشيف الكومنتيرن في موسكو…
بعد جهد كبيرعرفت أن علي من الجييب (قرية صغيرة بين القدس ورام الله) وأن ضريحه  في مقبرة البسيط العسكرية… أخطو بين القبور وقد ابهظ الحزن شرودي وفي خطايا لوعة الغريب والتياع اليتيم. على حد الشفرات تنزلق تساؤلاتي وعلى حدها تسيل لوعتي المذبوحة. اتسربل بالحزن ويلفني اصرار عنيد… في امانة المدينة استصدرت له شهادة وفاة. في المقبرة بنيت له ضريحا.
أريد أن يكون معلوما للجميع. بأنه لأ يوجد أبطال مجهولين. ليعلم الجميع أن كل هؤلأء الأبطال كانو بشرا. لهم أسماءهم. لهم شخصياتهم الخاصة. ولهم شهواتهم وأمانيهم. أريد أن يبقوا، جميعهم، قريبين منكم، مثلكم تماما.
هل سيحظى علي بنصب تذكاي في البلاد التي وهبها حياته، فوق الأرض التي أثرى ترابها؟

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*