ضمن جولاتنا الثقافية قمت وصديقي الكاتب محمد علي سعيد، الأسبوع الماضي بزيارة للمثلث الأشم، صحبنا فيها الصديق الشاعر صالح سواعد.
وكانت إحدى محطاتنا المميزة قرية كفر قرع، حيث زرنا الصديق الدكتور محمود أبو فنة، الباحث في أدب الأطفال، ومفتش اللغة العربية في المدارس سابقا، حيث عرفته قبل نحو عقدين عندما كنت مدرسا للغة العربية، ومنذ لقائنا الأول بتنا صديقين ولم يشعرني أبدا أنه مفتش وأني معلم، مفتش متواضع طيب المعشر ولديه روح الدعابة الذكية.
أما صديقي الكاتب محمد علي سعيد، فتربطه بالدكتور محمود علاقات صداقة وطيدة منذ سنوات طويلة، حيث عملا معا في اعداد مناهج اللغة العربية وأساليب التدريس وحاليا يتعاونان في مجال أدب الأطفال من خلال مجلة “المرايا” الخاصة بذلك، والصادرة عن كلية بيت بيرل.
بعد الاستقبال اللطيف وتبادل الكلام واهدائه الكتب، وبعد الضيافة الكريمة، ولأننا أبدينا اعجابنا بالقرية ونظامها ونظافة شوارعها، عرض علينا أن يصطحبنا في جولة سريعة في القرية لاطلاعنا على أهم معالمها.
كأنت أول محطة “متمشى الحوارنة” ويخبرنا أبو سامي أن هذا هو مسار لممارسة رياضة السير، وهو مسار طويل مظلل بالشجر على طوله مما يتيح السير في ساعات النهار أو الليل، حيث عمل المجلس على اضاءته وبجانبه تسمع خرير مياه الوادي، فيوفر لك جوا رومانسيا رائعا، وتنتشي عندما تسمع أن رواد المسار من أبناء القرية وبلدات مجاورة، من مختلف الأجيال، نساء ورجال، فتيان وفتيات، والى جانب مسار السير مسار آخر لراكبي الدراجات الهوائية.
وفي طريقنا نشاهد “قصر الثقافة” في طور الاعداد بعد الانتهاء من بنائه، ونعرج على مركز أبحاث المثلث، هذا المركز الذي يديره أحد أبناء القرية وله علاقات علمية مع جامعة تل أبيب ومعهد “وايزمان”، ندخل المكان الواسع والجميل بحديقته الجميلة، وندخل أحد المختبرات العلمية، وللأسف لم نجد أي مسؤول عن المكان لنستمع منه عن المركز وأعماله، فغادرنا المكان، وعدنا لشوارع القرية الرحبة والنظيفة، وفي ختام الجولة شاهدنا بناية المجلس المحلي الجميلة والأنيقة، هذا المجلس الذي يشرف على ما شاهدناه وما لم نشاهده في القرية الجميلة العامرة بأهلها كفر قرع. ومن أهم الانطباعات من هذه الزيارة ومشاهداتنا، أنها كسرت مقولة بأن العرب لا يحافظون على الأملاك العامة، ويحطمون الألعاب ويتركون الأوساخ وراءهم، فاذا كان ذلك، للأسف، صحيحا في بعض الأماكن إلا أنه لا ينطبق على كفر قرع، فألف تحية لأهلها وناسها.
كانت زيارة ذات وقع في نفوسنا ولا تنسى، وخاصة برفقة الأستاذ الصديق أبو سامي، فله كل الشكر، والذي صادف يوم زيارتنا له عيد ميلاده، فتهانينا بلا حدود مع أحلى باقات الورود، ونتمنى له العمر المديد والعيش الرغيد ودوام العطاء المفيد.