بقاءُ الرّحيل –  عمر رزوق الشامي

رحلتَ وحدكَ! للأوطانِ نرتحلُ

كيفَ الرّحيلُ وأنتَ السّهلُ والجبلُ

كلُّ الخلائقِ قد جاءتْكَ مُرتَحَلاً

كلُّ القلوبِ أتتكَ اليومَ ترتَحِلُ

أنبتَّ فينا كما الفلاحُ سُنبلةً

خضراءُ تنبضُ أو صفراءُ تنجدلُ

واجتازَ صوتُكَ حتى صارَ قعقعةً

كالغيثِ ينثرُ من أحشائهِ الأملُ

إن القلوبَ التي تنعيكَ يا جبلاً

دمعاً تُصبِّبُ والأحزانُ تتصلُ

إن كان طيفُكَ يا نفّاعُ كوكبةً

فكيف خطوكَ إن جالتْ بها النُّزُلُ!

فيحُ الدّموعِ دليلُ الفجْعِ يا جبلاً

إلا عليكَ سَرِيُّ العينِ يبتهلُ

ناحتْ فلسطينُ إذ تنعي أحبّتَها

وصبّتِ الدّمعَ إذ ضاقتْ به المُقلُ

فكيف أقرضُ يا “نفّاعُ” قافيةً

مسكوبةَ الدّمعِ في جنبيكَ تغتسلُ

 

عمر رزوق الشامي
أبوسنان

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*