وداعا يا طفل المراعي.. وحارس التراث. وداعًا أديبنا الكبير.. محمد نفّاع.. بقلم: شهربان معدّي.

وداعا يا طفل المراعي..
وحارس التراث.
وداعًا أديبنا الكبير..
محمد نفّاع..
لروحك السلام..
يا طفل المراعي..
الهائم بين قُصَفْ الشيح..
وتلال الأبدية..
لروحك السلام..
يا ابن البراري الأصيل..
حارس الحقول.. والتراث..
وأبجديّة الأجداد..
قلمك القرويّ النظيف..
المغموس بملح التراب
وعطر الوطن..
وحُرْقة الزعتر..
حفر عميقًا في وجدان الإنسانية..
والإنسان..
أكرمت المحراث والعجّال..
ومساطيح الزّبيب.. والطيور الآمنة
على سنديانة شامخة
في أرض “الخيط”
وخابية الزيت.. والفلفل الزعيتريّ..
وفدّان البقر.. وتعليلة العريس..
وأنين شبّابة القصب في فناء الدار..
والقهوة المُرّة.. ورقصة المهباج
ودعسات الأمهات الّملطّخة بالطين
العائدة في ضبّ الرمّسْ..
مع مرّاق الدرب.. والدواب..
وأكرمت..
الحطّابات والملّايات والحلّابات والحصّادات..
وصفّ السحجة والكردان والعصبة
وثياب أقلام السّكر واللباسات الحرير.
وأطباق القشّ والحُصّرْ المجدولة من شلوح الغار والآس..
وزكاكير اللّبنة وقراقيش البُطم.
قدّست الفكرة.. وأخلصت للمبدأ..
وأكرمت الإنسان..
لروحك السلام..
يا ابن الطبيعة البِكرْ..
وخليل السواقي الصافيات
صاحب الإرادة الصُلَبة..
كشقفان  الجرمق..
لروحك السلام
أستاذي المتواضع في كبريائه
الكبير في تواضعه..
صاحب المواقف المشرّفة..
الثابتة كجبل الزابود..
المغموسة بلقمة الحلال..
وعرق جبين الأمهات الطاهرات
لروحك السلام..
أستاذي الكبير..
محمد نفّاع.
بقلم: شهربان معدّي.
ملاحظة:
المصطلحات القرويُة أعلاه؛ منتقاة من المجموعة القصصية
 “أنفاس الرّبيع” التي أُصدرت للكاتب عن دار الحكمة للنشر والتوزيع، في إبريل 1998.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*