يا رفيق الشمس والقلم
والحياة
أيّها المعروفي الأصيل
والشيوعي العريق
والفلسطيني المعتق
والكاتب العميق
يا سندياتنا الباقية
وحارس “الزابود”
تكدر صباحي
حين علمت بالفجيعة
الدهماء
فلماذا تركت بيت جن حزينة
وجريحة؟
ولماذا تركت الحزب و” الاتحاد”
بلا ميعاد؟!
ولماذا تركتنا دون كلمة وداع؟!
ولماذا، ولماذا؟
وألف سؤال وسؤال في البال
حاصروك وطاردوك
لكنك لم تنحنِ أبدًا
ولم تنكس الراية
وبقيت حتى النخاع
متمسكًا بالموقف
والفكر
والطريق
منحازًا لجموع الفقراء
ومنتصرًا لكادحي الوطن
وعمال العالم
يا ذاكرة التراث
مّنْ سيعرف الأجيال الجديدة
على الأمكنة والأمثال الشعبية
وعلى أسماء النباتات والأزهار
النابتة في روابي الجليل
وجبال فلسطين
ومّن سيرسم ويكتب الموقف العقلاني
للحزب البروليتاري
بنظرته الثاقبة
ورؤيته الطبقية
بعيدة المدى؟
أحببناك يا أبا هشام
أيها الإنسان المبدئي النظيف
والمقاتل الصلب
وكم أحببنا قصصك “الودية”
التي خطتها ببراعة فائقة
يراعتكَ
فإن رحلتَ جسدًا
لن تغيب أبدًا
ستبقى حاضرًا في أذهاننا
في قلوبنا وذاكرتنا
فأمثالك لا يموتون
ولا يغيبون عن الوطن وناسه
وإنما يبعثون من رحم الأرض
والتراب المقدس متجددين.!