ارفعوا أقلامكم أيها الغاضبون من حال الثقافة والفكر، اجعلوها تقطر إبداعا وكتابة رغم التجاهل لكم ولدوركم، لا تقفوا في طوابير البطالة التي ألمت حتى بأحلام الشعراء، صبوا جام قوتكم ضد إدمان الجهل وإعلاء الأمية، هذا ليس استجداء بل تحريضا.
انتم أيها الأدباء والمفكرين والفلاسفة والشعراء والروائيين والفنانين والأكاديميين، أيتها القوى الحية وانتم تدركون أن الوعي هو الضرورة الأساسية للتقدم الحضاري، ألا يؤلمكم امتهان الثقافة وتحول الشعراء إلى رياء الحاكم وعليه تموت قصائدهم كقصاصات الكتابة الصفراء.
ما زلت انشد القصائد المهربة وأتمتع بكل الشعر المحظور من الحاكم العربي وأقدس المظفر النواب واحمد فؤاد نجم واغني مع الشيخ إمام واقرأ المحرضين على الحب والوطن محمود درويش ونزار.
ما زلت اعتبر أنني أعيش مع الطلبة الذين يتحلقون في خلايا سرية يشربون العشق الثوري في قصائد وأغاني ممنوعة.
لا ادري لم يحب العالم الطلبة والثوار، لأنهم يقرأؤون ويشقون طريق الوعي رغم تصغير دورهم اليوم، كنت تعرف الثوري من وعيه من عباراته من ضجيجه الثقافي لأنه حالة تمرد حلم بالتغيير، من تضحية وتعرض للاعتقال والسجن وجرأة وشجاعة، محاور ملم وقارئ نهم، إما اليوم فالانحدار للوعي وتراجع المفاهيم يحتاج منك أيتها القوى الحية أن تتحركوا تنتفضوا ثقافيا.
كان الطلبة يعرفون الفلاسفة والشعراء والفقهاء وعلماء الصوفية، وينشدون أشعار احمد فؤاد نجم والمظفر ودرويش ويقرؤون الطيب الصالح السوداني والطاهر وطار وبن جلون وكل من هو خارج عن المألوف المستسلم.
اليوم ماذا نقول للثقافة والشعر والفضاء العربي أضحى أكثر ضياء، نعيش عصر تكسرت فيه الرموز الشعرية والأدبية كما تراجعت فيه الرموز السياسية وهي الفوضى ليست الخلاقة .
بل يجب أن يعود المفكرون والشعراء والأدباء ليحتلوا مكانهم الطبيعي كقوى حيه تساهم في إعادة التوازن إلي المجتمع العربي الهلامي الثقافة والوعي وغياب الفلاسفة والمفكرين.
من يقرا اليوم وكيف قراءته، وكما قال الفيلسوف الشيوعي الفرنسي الذي اسلم:- ان العرب يقرأوون القرآن بعيون الموتى، وانا اسأل كيف يقرأوون الفكر والفلسفة والفيزياء .
وهل تحول اكتظاظ الشهادات العليا وحملتها من الدكتوراه الى درجة الأستاذية، يرافقها ضعف في الأبحاث والرسائل والإبداع ، يضعنا في ازمة المظهرية والشكل، ونكرس مقولة: “وقبل ان تظهر شهادتك أظهر أبحاثك، اظهر كتاباتك وإنتاجك الفكري والعلمي والثقافي”.
إذن هناك محطات يجب ان يشملها الربيع الثقافي العربي نعلن فيها ثورة في اطار الثقافة والعلم والوعي، وعدم اقتصارها على تمتمة او شعوذة بلا فائدة ولا معنى .
هذه صرخة ومناداة بل دعوة وتحريض على التغيير. الثورة على ادعياء العلم من حملة الشهادات الألقاب والتي تتشابه مع القاب الباشوية والبيكوية البيهاوية.
سادة الألقاب الفارغه والمفرغه، التي تملأ عالمنا العربي وتعد الآلاف من حملة الشهادات العليا بلا ابحاث ولا منتوج، ولا معني علمي او عمق ثقافي او بعد تربوي.
لنسأل والأسئلة مفاتيح التفكير، عندما تدخل ال قرية هل تميز المهندس الزراعي عن غيره في تلك القرية، طبعا لا، الا اقل القليل.
لان الشهادات ليست سلوكا علميا بل هي من اجل الوظيفة، ولا تستخدم العلم في الحياة، بل ورقة توظيف. ترسيخ التخلف والجهل.
والسؤال : ما العمل؟
إذن أصدقائي الثوار اعلنوا ثورة اليراع، ثورة القلم ثورة الوعي والفكر والفلسفة كي لا تنكسر ثورتكم، اعلنوا ان عدوكم واحد يتمركز في اولوياته الجهل والاحتلال والتخلف، وان الحل هو العلم والثقافة والابداع والوعي، والتفريق ما بين العدو والصديق وفهم معادلة الصراع وان الجهل عدوكم الاول والوعي هو طريقكم للخلاص.
ولكن القراءة هنا ليست عابرة بل متمعنه متعمقة واعية يتفكرون ويفكرون يزرعون العلم ليس معرفة بل تطبيقا، ليس حفظا أصما بل فهما واعيا.
أبها الشعراء والكتاب والمفكرين والأكاديميين انبؤكم ان القادم مختلف وعليكم ان تكونوا انتم فرسان القادم ، وانتم الوعي المنتظر القوي تعيدون للكلمة وهجها وبهاءها وسحرها، وتحملون ضياء الإبداع وسحر البيان وطريق التقدم والحضارة، وتكسرون عصا الظلم والطغيان والاستبداد، وتلبسون الحرية رداء جميلا يبعث فيكم أحلامكم.
وانتم العارفون بالذي أصاب الثقافة وانعكس على كل مجالات الحياة من فن وتراث وتفكير ووعي .
أيها …….اين انتم من الامر الرباني المتجلي في ” إقرأ” .