بدعوة من المركز الفلسطيني للبحوث والدراسات الاستراتيجية ومركز القدس للدراسات المستقبلية في جامعة القدس، عقدت ندوة تحت عنوان “الخيارات الراهنة والمستقبلية للشعب الفلسطيني في مناطق 48” وذلك في فندق الكرمل بمدينة رام الله بتاريخ 19 حزيران 2021. وكان المركزان وجّها دعوة للاتّحاد للمشاركة في مناقشة أطروحات هذه الندوة.
وقد بدأت الندوة بكلمة للدكتور محمد المصري رئيس المركز الفلسطيني مرحباً بالحضور باسم الرئيس والقيادة الفلسطينية التي تابعت باهتمام دور شعبنا في 48. كما أكد د. محمد على أن هبّة القدس كانت نتاج ذلك الشعور العميق بالتمييز العنصري والاضطهاد الممنهج من قبل السلطة الإسرائيلية الحاكمة، وأضاف ان الشعب العربي الفلسطيني في مناطق 1948 لهم فضل البقاء والدفاع عن الهوية العربية الفلسطينية من منطلق الايمان بوحدة الشعب الفلسطيني في كلّ أماكن تواجده ولهم ذات الاحلام وذات الأهداف، وان نضالهم المستمر والموحد كفيل بتحقيق الأهداف رغم صعوبة الطريق.
من جهته، تحدث الأستاذ سعيد نفاع، النائب السابق والأمين العام للاتحاد العام للأدباء الفلسطيني الكرمل 48، وممّا جاء في مداخلته: علينا أن نرفع من خطابنا السياسيّ من: “دولتين لشعبين ودولة واحدة و … إلى مستوى: حقّ تقرير المصير الوطني- القومي. بمعنى: حقّ الشعب الفلسطينيّ بتقرير المصير ليس مقتصرًا على بقيّة أبناء شعبنا في ال-1967 والشتات وإنّما يشملنا نحن وفي أماكن تواجدنا، لا ارتحال ولا انتقال.
أدّعي أنّ هذا هو الطرح والخطاب هما المطلوبان اليوم وبعد أن استنفذنا في ال-48 طرحنا وخطابنا الإسرائيليّين، واستنفذنا شعبنا ونحن منه كلّ الطرق لحلّ الدولة على حدود ال-67 أو حتّى على أساس حدود ال-67 وليس عليها، فتحًا لطريق تبادل الأراضي حلّا ل-“مشكلة” إسرائيل الاستيطانيّة!
أدّعي أنّ هذا الطرح وبالمعطيات المحليّة والإقليميّة والعالميّة الآنيّة، هو الطرح الوحيد الصداميّ مع المشروع الصهيوني، وإن للمدى البعيد تنفيذًا ولكن للقريب تأثيرًا! وهو الخيار إن لم يكن الراهن فالمستقبليّ لنا في ال-48.
وتحدث بعد ذلك الدكتور محمد الهيبي الناقد والباحث فقال: “كلّ ما يحدث على الساحة الفلسطينية، يهمّنا ويُؤثّر علينا سلبا وإيجابا. لذلك لا أبالغ إذا قلت لكم: إنّ الانقسام الفلسطيني يجعل شرعيتنا جميعا، تتآكل، خاصّة ونحن نرى أنّ المستفيد الأول من هذا الانقسام هو إسرائيل. الانقسام مصيبة، وإذا كانت منفعة إسرائيل هدفا مقصودا فالمصيبة أكبر، وهي بلا شكّ، نكبة أخرى في سلسلة نكباتنا المستمرّة، لكنّها هذه المرّة، من صنع أيدينا. ألا يحقّ لأيّ فلسطينيّ أن يسأل: لماذا لا ينتهي هذا الانقسام لو كانت فلسطين وقضية شعبنا هي القاسم المشترك والعامل الموحّد؟ وأقول لكم بصراحة: لا يُزعجني أنّ لدى شعبنا تعدّديّة وأحزابا كثيرة وفصائل أكثر، ولكن نعم، يُزعجني أن لا تكون فلسطين هي القاسم المشترك والعامل الموحّد بين كلّ الأحزاب والفصائل. وأكثر من ذلك، الحزب أو الفصيل العاجز عن هذه الرؤية، جهلا أو قصدا، يفقد شرعيته في نظري، أو يصبح مشبوها على الأقلّ. ولا أظنّ أنّني أقول رأيي فقط، بل يُشاركني الرأي، الكثيرون من جماهيرنا في الداخل.” وأضاف: ” بما أنّنا نمثّل الاتحاد العامّ للأدباء الفلسطينيين – الكرمل 48، ونتحدّث باسم أعضائه، بقي أن أذكر أنّ كلّ ما ذكرته وغيره، يجد طريقه بشكل أو بآخر إلى أدبنا، يُعبّر عنه كتّابنا شعرا ونثرا، بأسلوب مباشر أو غير مباشر. لأنّ أدبنا جزء لا يتجزّأ من أدب شعبنا، ولا يزال الهمّ الفلسطيني، هو هاجسه الأول والمهيمن.”
وتحدث الدكتور احمد رفيق عوض رئيس مركز القدس للدراسات المستقبلية في جامعة القدس، فرحب بالحضور مرة أخرى باسم جامعة القدس ورئيسها الأستاذ الدكتور عماد أبو كشك، وأشار الى ان الرواية الفلسطينية في الداخل استوعبت نضالات الشعب الفلسطيني من حيث تأكيد الهوية من خلال أدوات جمالية وبلاغية، وان الادب الفلسطيني في الداخل لعب أدوارا كبيرة وهامة في المواجهة والاشتباك وتأكيد الحضور. وانتهى الدكتور عوض الى القول الى ان الرواية الفلسطينية في الداخل ستظل أداة نضالية وجمالية في مواجهة عمليات الأسرلة الممنهجة التي تنفذها السلطة الحاكمة.
وختم د. إبراهيم ملحم الناطق باسم الحكومة بالرد على أسئلة المشاركين وأبدى رأيه حول دور أهلنا في 48 ووجه تحيات رئيس الحكومة للمشاركين بالندوة، ودعاهم لتكرار هذه اللقاءات.
وانتهت الندوة بنقاش موسع مع الحضور المميز الذي حضر من مختلف المدن والقرى في الداخل الفلسطيني وقد بلغ عدد الضيوف 28 كاتباً ومثقفاً وسياسياً. وقد شارك من المركزين ثلّة من المختصّين والمعنيّين، وأمّا من الاتّحاد فالأعضاء: أسامة مصاروة، عبد القادر عرباسي، أسمهان خلايلة، زياد شلويط، فوز فرنسيس، خالديّة أبوجبل، مصطفى عبد الفتّاح، أحمد الصحّ، يحيى طه، فهيم أبو ركن، حسن عبّادي، محمود خبزنا، يوسف بشارة، حسين حمود، علي التيتي، حسين جبارة، سليم أنقر، الشيخ عبد الله بدير، تفّاحة سابا ومفلح طبعوني.