قصيدتان – عمر رزوق الشامي

الحيّة الشّمطاء

قولٌ يجول بخاطري ويعربدُ

وأنا على جمر البوى أتوقّدُ

الفكر ملّتْ عينه مِن أن يرى

إسماً تلوّن بالدّماء ملبّدُ

قتلوا السّلام وفرّقوا أشلاءهُ

جعلوا الحقيقة مثل ضبٍّ ترقدُ

سلبوا الحقوق وعقّموا أفكارنا

إسلامنا أخلاقنا قد صفّدوا

جعلوا الحضارة عاهرٌ وخليلةٌ

خمرٌ وحضنٌ والزّنا يَسْتعبدُ

هي حيّةٌ شمطاء دسّتْ سُمّها

باسم التّحرّر والتّفوق تكتدُ

داسوا العقيدة واشترَوا علماءنا

كتبوا الفتاوى بالمساجد تُعمدُ

الحقّ صار سرابُ يشتاق المُنى

والمجد يُرمَسُ والعروبة تُفقدُ

فمشيتُ منعدم السبيل مشرّدٌ

وصراخ مجدي في الصَّحاف يندّدُ

ما للملوكِ كخرقةٍ بيد العِدا

ما للولاةِ لشعبنا تستعبدُ

ما للكرامة أُزهقتْ في صدرهم

أطفالنا تبكي الجراح وتصمدُ

عُرْبٌ أصابهمُ الخنوع استسلموا

والقدس تنعي موتها تستشهدُ

زخر الدّعاة التائهين عن الهُدى

بالمال قد لبسوا القناع وأفسدوا

هل لي أرى من خلف ظلمة ليلنا

فجراً منيراً للظّلام يبدّدُ!

وهلال عزّتنا يشقُّ وخلفه

بدرٌ يشعشع في الغيوم ويرشدُ!

 

 

وللحجارة ” عودة “

نارٌ وصلاةٌ في قُدُسي

والثورة نبضٌ من نَفَسي

أحقاد المجرم تلفحنا

صهيونٌ أفّاكٌ نَجِسِ

ورصاص الظّلم يصوّبه

في رأس الطفل المُبتئس

فانتزع الرّب امانته

يا رب شهيد الفردوسِ

*  *  *

نارٌ وصلاةٌ في بلدي

فالثورة تعلو في بلدي

في أرض الحريّة نشأتْ

أو أبواب السجن الأبدي

أو في المسجد إذ يُدْنِسهُ

جُند الصهيون المرتعدِ

إنْ حقّ الصّدق فلن نشقى

عيشاً بالشّكل وبالمددِ

لن نشكو إن عادتْ جمعاً

أحجار القدس ولم نَعُدِ

 

عمر رزوق الشامي

أبوسنان

من ديواني “أنين فلسطين”

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*