حرْبٌ عليَّ ,على ذاكرتي,وهويّتي,
يصرُخُ الحجرُ الصاحي من كِلسِ النوم,
صهيلُ خيولِكم صمَّ اُذُنيَّ ,
جفَّ نخيلُ التاريخِ, سقطَتْ تُمورُ الكلام ,
اغبَرّ الرَملُ حين أوْكَتْ خيولُكم وفقأ عينَيَّ,
أنا حجرٌ بلا هويّة.
لِمَ هذه الحربُ عليّ ؟؟
على أخاديدي ونمَشي الهَرِم,
وخدوشي من الرماحِ
على جهتي من الشمس
حَجَرٌ أنا في جدارٍ صامتٍ
لنزوةِ الطيرِ سبيّا.
حجرٌ أنا وإنْ مسَّني يوما خِفُّ البُراقِ
أوْ كفُّ نبيٍّ منْ بَشَر,
لسْتُ إله ولا قدّيسًا,
الأنبياءُ استظلّوا تحتي وواصلوا
أمّا البُراقُ فقد أوْثقَه النبيُّ في ساقي,
راثَ عليَّ من عناءِ السفر.
حجرٌ أنا , أنا حجر,
لا ضوءَ خافتا فيّ,
لا سفرَ التكوين و حكمةَ القران ملكُ يديَّ,
الله يصيحُ فيكم :
أنا هنا ,ضوءُ الكلامِ والسلام
في اللّيل والسحر.
حربٌ عليَّ أنا ,
سأخرجُ من أسمالي العتيقة إلى راوي التاريخ صارخا:
قتَلتْهم سطورُكَ حين ألَّهتني
شِخْتَ أيُّها التاريخُ, هرِمْتَ ومِتّ
والدّنسُ فيهم قد حضَر,
لوْ نَزلَ الأنبياءُ لتّخذَ كلٌّ رُكْنا قصيّا وانتحر.
حربٌ عليّ أنا الحجر,
والله فيكم ما انتصر,
والله فيكم ما انتصر.