Alkarmel 48 الاتحاد العام للكتّاب الفلسطينيين – الكرمل 48
قديم هو الجرح
كان يعدٔ انكساراته في طريق القيامه
يعدٔ الجروح
فيخطيء
يبدأ من حيث مات قديماً
ويخطيء حين أقرّ انهزامه
فتى كالصباح
ٱعدّ لكي يحكم الارضٙ حين تثور الزنابق
وحين يصير القرنفل شامه
ووشماً
على فوهات البنادق
يكمل بدر الأغاني تمامه
فتى من أغان
يدجن اشعاره للقوافي
ويمتهن العشق
يهدي لكل النساءِ سلامه
فتى من تلاقح سوسنتين على خدٕ عاشقةٍ مترفه
يشع كضحكة طفل صغير
يئن كمعزوفةٍ مترفه
سنمضي ؟ سألت
أجاب:
سنمضي الى حيث يعثر بيت القصيد على أحرفه
وحيث الدماء على الأرصفه
سألت : تحبّ ؟
أجاب : ٱحب
وحين ٱحبّ ٱخبئ راسي في الحب مثل النعامه
٢
قديم هو الجرح
مرت قوافل جيش المغول
الفلول ، الفرنجةٍ
مرت اقانيم كل الفصول
الطبول ، الخيول
التتار الجدد
وتاهت اليها جميع الصعد
صرخت : أضعت الكلام
فقال : توضأ بقطر الندى
وابتسم للصدى
واكمل غيابك حتى تمامه
فليس سوى الموت ما يمنح التائهين
السلامه
تجاذبت بعض الحديث عن العشق
بعض الحنين
فقال: انتفض كي تلين
وقل للصخور التي حاصرتك
بان الزنابق
تفتح في الصخر ثقباً صغيراً
لكي يدخل الياسمين
سألت :
اتدري لماذا خلقنا حيارى ؟!
اجاب : لكي نشبه الابتسامه
ونذهب حتى حدود الوسامه
قديماً هو الجرح
منذ ارتأوا ان راس كليبٍ
بديلاً لعهر البسوس
ومنذ قدوم المجوس
ومنذ احتلال حقول تهامه
قديمٌ هو الجرح
يبدا من حيث مات قديماً
ويكبر حيث اقر انهزامه
احدق في الافق
حيث الثريا
تغازل دمع القمر
وحيث المغيب
غلالة لحن يداعب همس الوتر
سالت: تحب
اجاب :
يحق لنا الحب
نحن يحق لنا الحب
مثل جميع السلاحف
مثل الطيور ، ومثل الشجر
يحق لنا ان نغازل سيدةً من قرنفل
ان نلعق الابنوس الذي يتوهج في صدرها
طيورا تحلق نحو الافق
وأن نلثم العاج من اخمص العطر
حتى العنق
يحق لنا ان نقبل ثغر فتاة تخبىء برقوقها للربيع
وتخشى التهامه
هبطنا
ذهبت افتش عني هناك
افتش عما بناه الأوائل فينا
وجدت القمامة
ولا شيء غير القمامة
وجدت شيوخاً يريدون ان يسجنوا الله
باسم العمامة
وجدت السلاطين باعوا الشياطين احلامنا
واستباحوا الإمامة
وجدت الأئمة
كل امامٍ
يصلي لرب الظلام
ويمشي أمامه
أنرجع ؟ قلت
ومن قال أنا خرجنا !!
أجاب
ومن قال أنا سنترك ظل الزنابق
قيد السراب
سنبقى هنالك رغم الممات
ورغم الشتات
ورغم الغياب
وأرواحنا ؟ قلت
قال ستبقى ترفرف حتى نعود
على سورها كاليمامه