يركضُ وراء المشيّعين باكيًا نازفا
“الله يسهّل عليك يابا”
قالها الصّبيُّ بحُرقةٍ
كلمات اخترقت القلوب فانفطرت..
كَحدِّ السّيف جاء وقعُها في الأكباد..
يشدّد الرّجالُ عزيمتَه
يهدِّئون من روعِه ويربِّتون على كتفيه..
تخدَّر الحزن..
بلَمحِ البصر تبدّلَ الموقف
بات الصّغيرُ الحالم رجلًا شجاعًا صابرًا مكابرا
كبُرَ دهرا ولم يزل عودا طريّا..
وسار مع الموكب يشيّعُ والدَه مودّعا..
كيف يمحو الموتُ دموعَ الصّغار المنسكبةِ من العيون النّضرة؟
كيف تُعتِقُ الطّفولةُ صغيرًا بهذه السهولة وترضى أن تتغيّرَ ملامحَه؟
أهو الموتُ من يخلقُ رجالا أشدّاءَ بواسل؟
أهو المسؤول عن كبْتِ مشاعرِهِم؟
من يُفهِمُ هذا الصّغير معنى الموتِ الحقيقي؟
وأنّه سقطت من قاموس لسانِه
أغلى كلمة…”يابا”
لماذا تركتَني وحيدًا يا أبي؟
يتيمًا صرت
كما العيدُ يتيما