المناضل الراحل الباقي عبد العزيز أبو أصبع
(العضو المؤسّس في اتّحاد الأدباء)
حينما كان طالب المدرسة الثانوية في الطيبة وقف ببوابة المدرسة يصد الطلاب عن الدخول ويُحوّلهم للمشاركة بالمظاهرة التي نظمت للاحتجاج ضد سياسات الحاكم العسكري آنذاك. حوكم وغُرّمَ ماليا.
وما أن أنهى الثاني عشر وهو في مطلع العشرينات من عمره حتى كان من مؤسسي حركة الأرض بالتعاون مع استاذه المناضل صالح برانسي وكردوش وبقية رفاق الدرب. في هذه الفترة دعم ثورة الضباط الأحرار بمصر إذ آمن بالناصرية وبمشروعها القومي الذي يتطلع للوحدة العربية يصنع الحرية يبني الرخاء.
في سنوات الستين المتأخرة أقام مع رفاقه من أبناء جيله حركة النهضة الوطنية حركة تنبذ العائلية تؤمن بالقضية الفلسطينية وبإعادة اللاجئين لوطنهم الأم. ومن خلال حركة النهضة ساند يوم الأرض الأول وأحيا ذكراه مع أبناء البلد من ام الفحم وأبناء الطيرة وجلجولية وجت وباقة الغربية وكافة الأصدقاء في المثلث.
ساهم بفعاليات مركز إحياء التراث مع صالح برانسي وقاد عرافة مهرجان سنة 1983 لعدة أيام. آمن بحركة فتح ممثلا شرعيا ووحيدا لشعب فلسطين وشارك بمؤتمرات دعم شعب فلسطين التي انعقدت في أوروبا. ساند المرحوم وحركةُ النهضة من خلفة الانتفاضة الأولى بداية ثم الثانية لاحقا.
عمل في تحرير مجلة “النقاء” التي صدرت بالطيبة مع الاديب الناقد الراحل صبحي الشحروري. أقام منتدى المثلث الأدبي بلقاءات دورية منحت شعراء المثلث والجليل منصة إلقاء القصائد أمام الحضور.
كان الراحل عبد العزيز ذا رؤية واسعة وأفق رحب فدعا للعمل المشترك ولتجميع كل القوى في ميدان واحد. شارك في بناء الحركة التقدمية ثم في بناء التجمع الوطني من بداياتهما. وقف على رأس لجنة الوفاق الوطني مع أصدقائه ورفاق دربه من أجل رأب الصدع وتوحيد القوى وكأني به يتنبأ بميلاد القائمة المشتركة. مثّل حركة النهضة في المجلس البلدي بالطيبة حيث أدى دورا مرموقا يرى بأبناء الطيبة جميعا اخوة لا ائتلافا ومعارضة.
ولما تقدّم به العمر نحا باتجاه الكتابة المسرحية حيث أصدر أربعة مؤلفات تعتمد الأسلوب الساخر والواقعية والدمج بين المحكية والفصحى. كان عضو تحرير في مجلة “الإصلاح” كما كان عضو لجنة “الابداع” في الطيبة. وقد كان من الداعين لإقامة اللجنة الشعبية في الطيبة حيث شارك في كل نشاطاتها منذ تأسست وحتى قضى.
وعندما انطلقت فكرة إحياء اتّحاد الأدباء في الداخل أوائل العام 2014 كان عبد العزيز من الثلة الأولى في المثلّث التي شاركت في الـتأسيس وكان أحد أركان المؤتمر التأسيسيّ الأول 19 حزيران 2014 حيث أُطلِقك “الاتّحاد القطري للأدباء الفلسطينيّين الكرمل”، وظلّ فاعلًا فيه حتّى انطلقت وحدة الحركة الثقافيّة أوائل العام 2019 تحت اسم: “الاتّحاد العام للأدباء الفلسطينيّين- الكرمل 48” والذي ظلّ عضوًا فاعلًا حتى ارتقى.
لم يهدأ ولم يركن، لم يترجل ولم يحط الرحال.
وُلدَ راكضا وقضى ساعيا يعشق الحريةَ يعشق شعبا لا يموت.
حسين جبارة أيار 2021
نخلد ذكراه سوية يوم السبت القادم الموافق 22-5- 2021 في قاعة بلدية الطيبة نبدأ إحياء الذكري في تمام الساعة الخامسة مساء. كلنا داعون ومدعوون. يسرني ان نلتقي مساندة للنضال وللمناضلين.