لا تلُمْني، لُمْ ضميري
رُبّ يومٍ قد تراءى
لا تسلني عن حياتي
كل أيامي هُراءٌ
بين أكواب النّدامى
لا تقل شعبي أسيراً
في قيود الاحتلال
لا تقل أهلي أُبيدوا
ليس ذنبي
إنّ للقبر المآل
هل تَرى دمعي تهامى!
أم تُرى قلبي تعامى
لا تقل لي أن قدسي دنّسوها
أو فلسطين الحبيبة قد سبوها
قد شَرَوها
يا ظنوني
غيّري الألوان في فجرٍ تسامى
وابعدي عن ناظري دمع اليتامى
لا تريني القدس في نير السلاسل
في ظلامٍ
زيّنيها لي سلاما
كيف أحيا النّور وحدي
بينما الأعراب في غلٍ وحقدِ
كلّهم غدرٌ يجيدون الحراما
قد غدتْ أعرابنا للنّعل وطءٌ
هل يكون البَطْحُ للغرب انهزاما!
لا تلُمني، لُمْ ضميري
إنّني فردٌ فقط أو قُلْ إماما
وابن صهيونٍ حليفي
ضد إخواني الّلئاما
هل تظنّ العُرب أبقوا لي ضميراً
أو كلام الغرب أبقى لي كلاما!
كلّ قولٍ لا يوازي الفُجْرَ كفرٌ
كلّ كفرٍ لا يعيب العهر داما
كلّما قيّدتُ في كفّي ضميراً
جاء قرش الغرب يسبيني قواما
يا رجال العُرب من نومٍ أفيقوا
هل يصيب الذّل مَن لله صاما!
قد سمعنا من كلام الله صدقاً
إنّ بأس الغرب لا يشفي زكاما
يستثير الرّعب من يمشي صراطاً
يا رجالاً في لهيب الخطب ناما
صِرفُ إفكٍ بُهرج الدّنيا غشاءٌ
عن دروب العزّ لا تُغني مراما
جولة الأيّام قد تكفي ولكن
غَوْثة المظلوم لا تكفي ابتساما
يا ملوك العُرب يكفيكم شروراً
قُدّ قبر القتل في قلبي سهاما
أكثروا الأحلام، في حقٍ رؤآنا
أجمل الأحلام ما يأتي مناما
من ديواني “أنين فلسطين”
عمر رزوق الشامي
أبوسنان