“إليكَ أيها الكادحُ المنسيّ” – محمد بكريّة

 

سلامٌ عليكَ وعلى جبينِكَ اليمام,

قُلْ لي بربّكَ منْ أعلاكَ فوقَنا وتحتكَ الغمام.

كانتْ الأرضُ أرجوحةً , بساطًا سابحًا منذ التكوين,

دونَ زِنْدِكَ ما ارتفعَتْ يا صاحبي سقوفٌ ولا انتصبَ بُنيان.

أمرُ الله حقيقةٌ قالَ كُنْ ,

  فكانَ انكماشُ الماء عن الهواء ,

 اليابسُ عن السماء قد انفصدَ,

طار طيرٌ في المدى وهدلَ الحمام.

هذا كفّكَ الصلبُ مَنْ رسّى جبالًا,

بعد نَبْرِه خَرُسَ الأنامُ وتعطّلَ الكلام.

سلامٌ عليكَ يا صديقي , ولك منّا السلام.

كم حملْتَ على كتفَيْكَ صُلبانَك !

كم رماكَ بالرماحِ ملوكٌ وحكّام!.

يا حاملَ الفجرِ رايةً , هذا الحَبابُ مِلكُكَ , احلبْه ماءً

يرتوي منه ضمآنُ وعطشان.

فقيرٌ يا صاحبي وُلدْتَ , كناسكٍ متعبّدٍ ,

الرغيفُ الأسمرُ كفافُكَ.

فارفعْ  ساعدَكَ سُلّمًا للعُلى,

إنْ شئْتَ انتصبَتْ قصورٌ أو خرّتْ تيجان.

فقيرًا  وُلدْتَ , لا الحريرُ غطّاكَ , لا الزمرّدُ كساك.

من عطرِ الحقولِ تقطّرَ عرقًا جبينُكَ , فيه المسكُ والريحان.

ارفعْ هامتَكَ يا صاحبي عاليًا ثمّ أعلى,

لكَ وحدكَ المجدُ, على القلوبِ أنتَ أميرٌ وسلطان.

سلامٌ عليكَ وعلى جبينِكَ اليمام.

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*