سلامٌ عليكَ وعلى جبينِكَ اليمام,
قُلْ لي بربّكَ منْ أعلاكَ فوقَنا وتحتكَ الغمام.
كانتْ الأرضُ أرجوحةً , بساطًا سابحًا منذ التكوين,
دونَ زِنْدِكَ ما ارتفعَتْ يا صاحبي سقوفٌ ولا انتصبَ بُنيان.
أمرُ الله حقيقةٌ قالَ كُنْ ,
فكانَ انكماشُ الماء عن الهواء ,
اليابسُ عن السماء قد انفصدَ,
طار طيرٌ في المدى وهدلَ الحمام.
هذا كفّكَ الصلبُ مَنْ رسّى جبالًا,
بعد نَبْرِه خَرُسَ الأنامُ وتعطّلَ الكلام.
سلامٌ عليكَ يا صديقي , ولك منّا السلام.
كم حملْتَ على كتفَيْكَ صُلبانَك !
كم رماكَ بالرماحِ ملوكٌ وحكّام!.
يا حاملَ الفجرِ رايةً , هذا الحَبابُ مِلكُكَ , احلبْه ماءً
يرتوي منه ضمآنُ وعطشان.
فقيرٌ يا صاحبي وُلدْتَ , كناسكٍ متعبّدٍ ,
الرغيفُ الأسمرُ كفافُكَ.
فارفعْ ساعدَكَ سُلّمًا للعُلى,
إنْ شئْتَ انتصبَتْ قصورٌ أو خرّتْ تيجان.
فقيرًا وُلدْتَ , لا الحريرُ غطّاكَ , لا الزمرّدُ كساك.
من عطرِ الحقولِ تقطّرَ عرقًا جبينُكَ , فيه المسكُ والريحان.
ارفعْ هامتَكَ يا صاحبي عاليًا ثمّ أعلى,
لكَ وحدكَ المجدُ, على القلوبِ أنتَ أميرٌ وسلطان.
سلامٌ عليكَ وعلى جبينِكَ اليمام.