بحضور رسمي وشعبي وإعلامي وأهالي الأسرى وأصدقائهم، وبرعاية المحافظة في نابلس عقد منتدى المنارة للثقافة والإبداع أمسية رمضانية بعد إفطار يوم الخميس 29/4/2021، بعنوان “حروف مضيئة في عتمة الزنازين” احتضنتها مصبنة كنعان التي تعد من الأماكن الأثرية البارزة في البلدة القديمة في نابلس.
تناولت الأمسية تكريم مجموعة من كتّاب نابلس الأسرى الذين ما زالوا خلف القضبان على مجمل منجزهم الإبداعي وما قدّموه من فكر وأدب للثقافة، مؤكدين مقولة “الثقافة مقاومة”، وهؤلا الكتاب الأسرى هم: كميل أبو حنيش، وباسم خندقجي، وعمّار الزبن، ومنذر مفلح، وياسر أبو بكر، ووائل الجاغوب”. كما تمّ في الأمسية إطلاق ديوان “أنانهم” وتوقيعه للأسير أحمد العارضة وتكريمه على منجزه الشعريّ.
بدأت الأمسية بالسلام الوطني وقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء الأبرار، ثم رحّبت الدكتورة لينا الشخشير، رئيس منتدى المنارة للثقافة والإبداع بالحضور، مثمنة دور المؤسسات والفعاليات الوطنية والشعبية في دعم الحركة الأسيرة ومساندتها، مشيرة إلى أن هذه الأمسية تعقد على شرف المناضلين الأسرى الذين أضاءوا بحروفهم زنازين الاحتلال البغيض.
وتحدث اللواء قدري أبو بكر، رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين مبيّنا جانبا من جوانب معاناة الأسرى جميعا داخل المعتقلات، مضيفا أن للكتاب الأسرى معاناتهم الخاصة، فهم لا يكتبون إلا وهم مهددون بمصادرة ما يكتبون عدا أن إجراءات السجن ليست مناخا مناسبا للكتابة، من هنا تأتي أهمية كتاباتهم.
أما ممثل وزارة الثقافة الفلسطينية، مدير مديرية الثقافة في محافظة نابلس الأستاذ حمد الله عفانة فقد بيّن دور وزارة الثقافة في دعم الكتاب الأسرى، حيث سبق للوزارة أن أصدرت مجموعة من الكتب التي أبدعها الأسرى.
وتناول الكاتب الحيفاوي المحامي حسن عبادي السيرة الإبداعية لهؤلاء الكتاب المكرّمين وعلاقته بهم، من خلال مبادراته المتنوعة، فتحدث عن كتاب كميل أبو حنيش “جدلية الزمان والمكان في الشعر العربي”، والرواية الجديدة المعدة للنشر “الجهة السابعة”، كما تناول في الحديث سردية “الخرزة” لمنذر مفلح، وأضاء على ما كتبه باسم خندقجي فتوقف عند رواياته “نرجس العزلة”، و”خسوف بدر الدين”، و”مسك الكفاية”، و”أنفاس امرأة مخذولة”، وأشار إلى روايته الجديدة المعدة للنشر “محنة المهبولين”.
وأما الكاتب وائل الجاغوب فتحدث عبادي عن كتاب الجاغوب “رسائل في التجربة الاعتقالية”، وعن كتب ياسر أبو بكر “أسفار العتمة”، وسلسلة بعنوان “كيف ننجح” حيث صدر منها كتابان، وكتابه الأخير “أشكال الفساد ومخاطره على حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح في سجون الاحتلال ووسائل علاجه”. أما عمار الزبن فذكر عبادي كتبه وهي: “عندما يزهر البرتقال” و”من خلف الخطوط”، و”ثورة عيبال”و”أنجليكا” و”الزمرة”، متوقفا عند رواية الزبن الأخيرة “الطريق إلى شارع يافا”.
في حين تحدث الكاتب فراس حج محمد عن ديوان أحمد العارضة “أنانهم”، وهو الديوان الثالث للشاعر الأسير، فقد سبقه ديوانان آخران هما “وشم على ذاكرة العدم” و”خلل طفيف في السفرجل”، ما زالا مخطوطين، وأشار إلى ما في “أنانهم” من لغة مكثفة، وصور شعرية لافتة، وإيقاع موسيقي هادئ، متوقفاً عند دلالة العنوان المصوغ من ثلاثة ضمائر (أنا ونحن وهم)، وحضور هذه الضمائر ودلالاتها في النصوص الشعرية. لافتا النظر كذلك إلى أن الشاعر العارضة قد استفاد في هذه العنونة اللافتة إلى ما تتيحه قوانين اللغة العربية من قواعد في النحت والاشتقاق. ورافق إشهار الديوان وتوقيعه إلقاء قصائد من الديوان، فقد ألقى الطالب زيد السيّد أحد طلاب الصف التاسع الأساسي في المدرسة الإسلامية قصيدة “أنتنّ أجمل” وبعض المقاطع من قصيدة (أ ن ا).