قصيدتان – عمر رزوق الشامي

دموع الأقصى –

كؤوسُ الموتِ مُفعمةً تُدارُ

تجيشُ بها الشّوارعُ والمسارُ

كلابُ الليلِ تنهشُ في هدوئي

فما للأمنِ في بلدي اعتبارُ

وما للحلمِ في وَسَني سبيلٌ

وما للظّلمِ في وطني قرارُ

أنا القدسُ التي سكبتْ دموعاً

به تُسقى الأراملُ والصّغارُ

يُدنّسُ حرمتي حاخامُ عُهرٍ

بِفُحْشٍ لا تنزّههُ البحارُ

فلا عُرْباً تأمّنُ لي سلاماً

ولا عزْماً يُثَلُّ به الجدارُ

ملوكُ العُربِ ناموا مثل مَيْتٍ

فما بالحيّ من ملكٍ جوارُ

تنوّعتِ المظالمُ يا لحظّي

فما ذهبتْ ولا ثبتَ الخمارُ

أَقُدْسُ نداكِ نسمعُهُ ولكن

نغضُّ الطّرفَ يمنعنا الخَوارُ

يُأمّلنا الرئيسُ بعهدِ سلمٍ

يزيدُ القتلُ يشتدّ الحصارُ

ستبكي عينُ مَن عشق الكراسي

خنوعاً لا يُبرّدها اصطبارُ

شهيدُ الغدرِ يصرخُ فاستعدوا

سراةُ العزِّ يحمدُهُ الفَخَارُ

سكونُ البحرِ لا يعني عناءً

فصمتُ البرقِ يتبعهُ انفجارُ

 

                 دَمُنا أرخص الأثمان

   كيف التّصبّر والدّجى أوطاني

والضّيم أضحى مضجعي وزماني

كيف التّحمّل خير موطننا سرى

ســـــــلبـاً لــــــكل معــــربـــــدٍ وجــــــــبان

كيــــف التّجلّــــــد والبلايــــــا كثّةٌ

نمســــــــي لفجـــــــرٍ فيــــــه سُـــــــــمّ طــــــعان

كيف التّعقّل، حَيْدرٌ بعرينه

يبـــــغي ويبنـــــــي رفعـــــــة الأنســـــــــان

ونســـــيب وهّـــــابٍ ســــــليل قريضةٍ

بالفــــــلس أمســــــى حاكم البلدان

كيف التّأمّل والنّفوس رخيصةٌ

سفْك الدّماء بأرخص الأثمان

وهناك بيتي ملعبي وحكايتي

يستصرخون فهل يُغاث بناني

يستنجدون بإخوةٍ لستُ أرى

غير التّآمر ” صحبة الإخوان ”

ومناهج الإسلام أضحتْ سلعةً

أَكَفيلها يا مُفتيَ الفتّان

يا رَب قَومي هم سموم بليّتي

بل دمّروني هدّموا بنياني

واليوم تنزف أدمعي من علّتي

بعضٌ يثور بداخل الوجدان

وأخطّ شعري من مدامع مقلتي

قل للحبيبة أطلقتْ أحزاني

هذا يراعي صارخٌ ممّا بنا

فهو انسجامٌ قولها ببياني

أنّاتها من لوعتي وتشنّجي

أفكارها من أحرفي بلساني

إن مات طفلٌ بالسقام كأنما

غال الربيع رصاصة الطّغيان

أو تلك أنثى أجهشتْ لبكارةٍ

كم مزّقتني أُشعلتْ نيراني

بل كل ظلمٍ واستباحة حاكمٍ

كل التآمر كان فيه الجاني

القدس تبكي والكنائس تشتكي

ترجيع صوتٍ في رُبى حوران

الشام أُعْنتْ من تآمر يعربٍ

من إدلبٍ لمعرّة النعمان

يا غادرون أطاب يوماً نومكم

فُقئتْ قلوبٌ ما بكتْ أوطاني

هل تقتلون الياسمين بجنّتي

سُحقاً، وتعجبُ ما الذي أبكاني!

 

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*