” صحائفُ ثقيلة ” – محمد بكريّة

 

ليسَتْ نبوءةَ القدّيسين , ولا رُؤى الصالحين , مِنْ فوقي أعلى من جسدي أراني بينكم , أراكُم.

لمْ أفترِشْ الصليب , لا في حُلُمي ولا يَقظَتي , صدِّقوا ما أقولُه اليومَ لي ولكم , وكلنا واحد ,

 نفوسٌ تتجلّى سويعات , هروبًا من خشونة الساعات.

صدّقوا الرؤية لا الرؤى.

علَّني , علَّكم , نرفعُ صحائفَ الأمسِ الثقيلة .

ثقيلةٌ هي ألواحُ الماضي المرقّشة بحروف النُسّاك,

تُجّارِ صُكوكِ الغفران , وذوي الصلاح المفسدين.

متى نطوي الهزائمَ ؟ سألْتُ .

قالوا:

غدًا يَحُطُّ الغبارُ على أرضِ المعركة وترى السهلَ والكرمَ والماء,

فاتّبعوا ما نحنُ فيه يا أولي الألباب, واصْرِفوا ما في الصدور .

قالوا غدًا ,كَتبُوا لنا ألواحًا في تجلّياتِ الحماقة .

والغدُ ملَّ الانتظار , والغدُ قد أجّلَ إطلالةَ الفجر

علّنا نصلُ في وضحِ النهار.

لمْ نصِلْ, ثقيلةٌ ألواحُنا , بطيئةٌ خُطانا على هذا الرمل ,

“سْبارتاكوس”

 خُذْنا إليكَ , لنرفعَ سيوفَ الماضي أعلى من أحلامِ الرقيق.

ثقيلةٌ الواحُنا , سطورُها مرقّشةٌ بريشةٍ مغموسةٍ بالأحمرِ الدمويِّ  والحبرِ الأسود.

لم يَهدِلْ الحمامُ فوقَنا

لمْ نتعلّمْ خفّةَ الفراشِ الربيعي ورشاقةَ الطير.

“سْبارتاكوس”

هذا السجنُ عالٍ كسدِّ يأجوجَ ومأجوج .

يقولُ لي هذا الصوتُ الطالعُ من نورٍ قريبٍ بعيد :

لله ملكوتُ السماواتِ والأرض , ولكم ما ملكْتُم

سِيحُوا أنّا اخترتُم , هناك كرمٌ وماءٌ وشجر ,

وهنا سلالمُ حتى الغيمِ لحلْبِ المطر.

فليحمِلْ البصيرُ الكَفيف ,

وليرفعْ الخفيفَ الثقيل .

إنّي أراكُم , عبثًا تَشوطون ,

عبثا تَلهثون ,

أحرارٌ أنتم ,

صدّقُوا ما أقولُ لي ولكم ,

ارفعوا عنكُم صحائفَكُم , دعُوها أو ادفِنُوها,

حطّمُوا التماثيلَ القديمة وكَبّلُوا حارسَها المجنون,

هيّا يا اخوتي , هيّا,

ماذا تنتظرون؟.

ماذا تنتظرون؟.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*