ليسَتْ نبوءةَ القدّيسين , ولا رُؤى الصالحين , مِنْ فوقي أعلى من جسدي أراني بينكم , أراكُم.
لمْ أفترِشْ الصليب , لا في حُلُمي ولا يَقظَتي , صدِّقوا ما أقولُه اليومَ لي ولكم , وكلنا واحد ,
نفوسٌ تتجلّى سويعات , هروبًا من خشونة الساعات.
صدّقوا الرؤية لا الرؤى.
علَّني , علَّكم , نرفعُ صحائفَ الأمسِ الثقيلة .
ثقيلةٌ هي ألواحُ الماضي المرقّشة بحروف النُسّاك,
تُجّارِ صُكوكِ الغفران , وذوي الصلاح المفسدين.
متى نطوي الهزائمَ ؟ سألْتُ .
قالوا:
غدًا يَحُطُّ الغبارُ على أرضِ المعركة وترى السهلَ والكرمَ والماء,
فاتّبعوا ما نحنُ فيه يا أولي الألباب, واصْرِفوا ما في الصدور .
قالوا غدًا ,كَتبُوا لنا ألواحًا في تجلّياتِ الحماقة .
والغدُ ملَّ الانتظار , والغدُ قد أجّلَ إطلالةَ الفجر
علّنا نصلُ في وضحِ النهار.
لمْ نصِلْ, ثقيلةٌ ألواحُنا , بطيئةٌ خُطانا على هذا الرمل ,
“سْبارتاكوس”
خُذْنا إليكَ , لنرفعَ سيوفَ الماضي أعلى من أحلامِ الرقيق.
ثقيلةٌ الواحُنا , سطورُها مرقّشةٌ بريشةٍ مغموسةٍ بالأحمرِ الدمويِّ والحبرِ الأسود.
لم يَهدِلْ الحمامُ فوقَنا
لمْ نتعلّمْ خفّةَ الفراشِ الربيعي ورشاقةَ الطير.
“سْبارتاكوس”
هذا السجنُ عالٍ كسدِّ يأجوجَ ومأجوج .
يقولُ لي هذا الصوتُ الطالعُ من نورٍ قريبٍ بعيد :
لله ملكوتُ السماواتِ والأرض , ولكم ما ملكْتُم
سِيحُوا أنّا اخترتُم , هناك كرمٌ وماءٌ وشجر ,
وهنا سلالمُ حتى الغيمِ لحلْبِ المطر.
فليحمِلْ البصيرُ الكَفيف ,
وليرفعْ الخفيفَ الثقيل .
إنّي أراكُم , عبثًا تَشوطون ,
عبثا تَلهثون ,
أحرارٌ أنتم ,
صدّقُوا ما أقولُ لي ولكم ,
ارفعوا عنكُم صحائفَكُم , دعُوها أو ادفِنُوها,
حطّمُوا التماثيلَ القديمة وكَبّلُوا حارسَها المجنون,
هيّا يا اخوتي , هيّا,
ماذا تنتظرون؟.
ماذا تنتظرون؟.