الصّفحةُ البيضاءُ
تفتحُ بابها للذكرياتْ
ليست تماماً ذكرياتْ
بل ما تخفّى في أقاصي الرّوحِ
من شَغفٍ ومن ألمٍ
ومن رؤيا السّراجِ
وزيتهِ المعصور من نبضٍ توارى
إنّما يبقى على وترٍ صداهْ
يدعى القصيدةَ في مداهْ
أين التقينا يا فراغَ الصُّدفةِ البيضاء قبل الآنَ
حتّى توقظي هذي المشاعرِ
والمشاعلِ والتساؤلِ والتفاؤلِ والرؤى
زرنا معاً عطرَ الحبيبةِ في المنامْ
زرنا أقانيمَ الطفولةِ قبل أن نضج الكلامْ
زرنا التأملَ والتردّدَ والهيامْ
زرنا جبالَ السنديانِ وقريةً مهجورةً
ما زال أشباحُ التذكّر أهلها
فطرحتَ يا قلبي السّلامْ
أشعلتِ فيَّ حنينيَ المكتوم للأشياء
إن ضاعت بفوضى العمرِ
كي أبقى على عهد الختامْ
وبكيتِ عنّي قبل عامْ
يا صفحتي البيضاءَ
أنت رقيقتي كالظّلِ
لكنَّ البياضَ من الظِلالِ يظلُّ مخفيًا بلا شكلٍ
يرافقنا يراقبنا
ويقرأُ في خفايا النفسِ
ما يخفى عن العقلِ المُفكّرِ عادةً
عرّافةٌ أنتِ
وإنّي الآنَ أجلسُ صامتًا
متأمّلاً روحي قليلاً
كي تبوحَ الرّوحُ
في هذا الغموضِ من البياضِ
تأمُّلي …
أو انكسارًا في هشاشتيَّ الدفينةِ
وارتباكَ عواطفي
ونقاطَ ضعفي
قوّتي
وتردّدي وتعودّي وتجدّدي وتشكّكي وتأكّدي
كلَّ انفعالاتي
وأفكاري الوليدةْ
فيما يبوحُ الحبرُ في دنيا البياضِ
بدورةِ الرّوحِ الجديدةْ
هكذا نَلِدُ القصيدةْ