ثائرة
هـذا الصّباحُ سأتَحرّرُ من سَطوةِ الرّمالِ وذرّاتِ الغبار
سأتحرّرُ من كلِّ الألوان ِ القاتمةِ التّي تغزو عينيّ
وتعبـثُ بأجنحةِ الخيالِ وبناتِ الأفكــار..
أذنيَّ في وجهِ ريحٍ عاصفةٍ أصُــدُّ
فلا صوتَها أسمعُ
ولعنفوانِهــا لا أخضَعُ..
وأصمـــدُ..
هي مناسَبةٌ سأحــاولُ.. قالت
ثــوري
كمــا الرّيحُ واكتُبـــي..
دعِي الصّمــتَ يُجَلجلُ ويعصِـفُ
ويطلـِقُ حِمَــمــًا كالبُركانِ
فمِن جوفِــه متــى تحـرَّرَ
يــولَـدُ الكلامُ..
هــي .. هــو
انتظرَ الصّباح اشتياقَ النّحل للأزهـــار
كــي يسمعَ منها حلمَها
وجديــدَ الأخــبــار ..
طــالَت وطــالت لحظــاتُ الانتـظــار
حتّـــى أيـقَـنَ …
أنَّ كـابوسًا ربّمــا عــصفَ
أو رؤيــا من واقــعٍ حــزيــن
لا محـالَ حــلَّ بهــا
وما أرادَت أن تُفسِــدَ لـهُ
إشراقــةَ نـــورٍ
وأحــلامَ النّهــار …
هــذا الصباح
غائم هذا الصباح
ولإطلالته لن أكترث
سأرقب الغيوم مشيتها
وعن شمسي المدلّلة
بين ثناياها أبحث
وتحيّة بها لن أبخل
لقمر ناعس يتململ
يداعب حبات الطلل ويعبث