فرحت “ألين” الصغيرة، حين عادت امها إلى البيت،،فتحت ذراعيها وركضت نحوها وهي لا تزال بالباب،
لتعانقها وهي تصيح فرحا ” ماما،،ماما،،،،،”
صاحت امها فرحا بها ، وهي تنحني عليها توقفها كي لا تقترب منها أكثر فتقفزإلى صدرها وتتشبث بها،،، ” أللللللللللونتتتتتتتتتتتتتي،”
توقفت “ألين”ثم راحت تتراجع وهي تنظر إلى امها ذاهلة وكأنها لا تعرفها مشيرة بإصبعها الممدودة نحو انفها وفمها غاضبة،،،
–لماذا ابعدتني عنك ،يا ماما ،وغطيت انفك وفمك كي لا تحضنيني وتشمشميني وتقبليني مثلما تفعلين كل يوم حين تعودين إلى البيت ،،! ؟
دمعت عينا “ألين” وقالت وهي تشهق حزينة :- انت زعلانة مني يا ماما،،وما عدت تحبيني!!؟
اشفقت “ريم الطبيبة” أمها عليها ؛ لأنها ابعدتها عنها وتسببت لها بكل هذا الحزن، ففتحت لها ذراعيها كما لو كانت تريد أن تضمها إليها وهي تقول،،،
:–لا تقولي هذا يا “الين”..ماما تحبك كثيرا كثيرا،،وتشتاق إليك طيلة النهار كثيرا،،وتنتظر حتى تفرغ من علاج المرضى المساكين في المستشفى لكي تعود إليك،،،فانا طبيبة يا ألين،،وعلي أن أعالج المرضى الذين يرقدون في المستشفى بسبب جرثومة كورونا التي اصابتهم بالحمى الشديدة ،وتمنعهم. من التنفس وإذا لم تعالجهم ماما يموتون،،،فماما طبيبة يا ” أللونة”،،حكيمة يا حبيبتي،،،ولذلك اغطي انفي وفمي، كي لا تنتقل إلي هذه الكورونة من هؤلاء المرضى فأ مرض و اموت،ثم أخرجت هاتفها الجوال وفتحته 0على صورة لكورونة قائلة
:– انظري يا ألين. انظري كم هي قبيحة ومعدية،ولهذا لا استطيع أن احضنك واقبلك حتى اتخلص من هذه الكمامة وأرميها في سلة المهملات ،فربما تكون مختبئة بها، ،وأغسل يدي بالصابون جيدا،،جيدا. خوفا عليك منها ومن شرها ،،ولهذا انتظريني في غرفتك حتى اعود إليك،،
نظرت “الين” إلى صورة كورونا ،ثم أنعمت النظر اليها،وحدقت بها، فشعرت بالخوف فرمت الهاتف من يدها واستدارت مسرعة إلى غرفتها فدخلتها وأغلقت الباب خلفها،،،وجلست خلف مكتبها يتملكها الخوف من صورة كورونة التي بدت لها كما لو كانت ساحرة شمطاء شريرة باصابعها المخيفة الطالعة منها وكأنها خراطيم صغيرة جاهزة. لتمسك بفريستها،،
فكرهتها ،،وقررت ان تعاقبها. وتجبرها على الرحيل والعودة من حيث اتت
اخذت ألين ورقة كبيرة من أوراق الرسم السميكة التي تحتفظ بهاورسمت عليها دائرة كبيرة ملأتها بالخراطيم الصغيرة الملونة بشتى الالوان،ثم،أخذتها ووضعتها على الأرض وركعت خلفها تتأملها وتحدق بها،،وقد قررت أن تنتقم منها…كي تخيفها وتجبرها على الرحيل،،
رسمت “ألين ” ذئبا يتقدم نحوها فاغرا فمه يهم بالتهامها،،،ثم رسمت كلبا يعضها ويغرس انيابه بها،،و ومن الجهة المقابلة قطة سوداء شرسة تنشب مخالبها بها،،وأخرى رمادية ،وثالثة شقراءولكنها بقيت مكانها ولم ترحل: فهي شريرة ولا تخاف من الذئاب ولا من الكلاب ولا حتى من القطط،،،،،،،
اخذت “الين” قلم الون الاسود. وغطت وجه كورونا. بالنمل الاسود الكبير. ثم بالنمل الأحمر الذي راح يهاجم خراطيمها الصغيرة المنتصبة. فيمزقها بفكيه الحادتين ويلتهمها ،،ولكن كورونا بقيت في مكانها ولم ترحل ؛؛فهي خبيثة وشريرة ولا تخاف من النمل ولا حتى من الحشرات كلها،،،،
فكرت ألين قليلا وقررت أن تخيفها “بحية ” رقطاء كبيرة .. فطوقتها بحية رقطاء تزحف فوقها وهي تكشف عن انيابها الحادة السامة،،وعن لسانها الطويل المتشعب،،،ثم راحت تلتف حولها وتلتف وتلتف وتلتف ،ولكن كورونا، بقيت مكانها ولم ترحل،، فهي شريرة ،لا يقتلها السم ولا تخاف الحيات الرقطاء السامة،،ولا حتى الحمراء منها أو السوداء..
..
غضبت “ألين” من كورونا غضبا شديدا لأنها لا تخاف شيئا،،ولا تريد أن ترحل وأن وتعود من حيث اتت ….
جمعت ” ألين” أقلام التلوين كلها بيدها ،وراحت تشطب وجه كورونا ، وتشطبه وتشطبه وهي تكز على أسنانها و تصيح بها غاضبة ،،،موتي أيتها الشريرة. كورونا،،موتي،،،هيا… موتي كي لا تقتربي من امي ،،وتقطعي انفاسها؛وتميتيها …فأنا احبها كثيرا كثيرا،،واريدها أكلما تعود إلى البيت،بدون كمامة على انفها. ولا على فمها. ؛؛ ان تاخذني بين ذراعيها وتحضنني وتقبلني،،ثم تقبلني وتقبلني
دمعت عينا ” ألين” الصغيرة مرة ثانية وهي تشهق باكية ،،موتي،،كورونا،،موتي، ف”ألين ” لا تحبك ايتها. الشريرة. ” الين” تكرهك. ،الشريرة كورونا،،،لا أحبك،،لا احبك،،واكرهك،،اكرهك
،،