التفاعل البروكسيمي في القصّ العربيّ المعاصر – أ. ميّادة أنور الصعيدي

البروكسيميا أو “علم المكان” هو العلم الذي يدرس إدراك الإنسان للمكان؛ إذ يهتم بمجموعة “النشاطات السلوكية وامتداداتها، التي تعرف في علم العادات والتقاليد باسم الإقليميّة وهي تعالج أساسًا مفهوم المسافة خارج العقل الواعي، وتدين بالكثير لأعمال سابير وورف[2]“. وعليه لم يعد المكان تلك الخلفية التي تجرى ضمن إطارها أحداث النص، أو أنّها مجرّد انعكاس لنفسيّة الشخوص فحسب، بل تعدى ذلك كلّه ليصبح عنصرًا ضروريًّا في تكوين هويّة الكيان الاجتماعي ورسم مرتكزاته الثقافية، وبهذا الشكل فهو محور أساسي من محاور التحليل النقديّ للبنية السرديّة.

لقد أصبح المكان في القصص المعاصر فضاءً حيويًّا تتجسّد من خلاله تجربة الشخوص، إذ ترتكز العلاقة بين الشخصية والمكان على قانون الفعل ” التّأثير” ورد الفعل ” التّأثّر” وبهذا يتفاعلان في جدليّة مستمرّة قوامها الاستمرارية بين المكان وقاطنيه[3]، ومن هنا أولى القاصُّ المعاصر الفضاءَ المكانيّ عنايةً خاصّة، بحيث أصبح يمثّل لديه ملمحًا أسلوبيًّا مهيمنًا على المستوى التركيبيّ والدّلاليّ، فقد تحكّم بالمكان بحيث جعله محورًا تدور حوله مشاعر القرّاء سلبًا أو إيجابًا، وبذلك فقد أكسبه قيمةً خاصّةً بحيث تؤثّر في مجمل القيم والمفاهيم الأخلاقية والجماليّة المحرّكة لأفكارهم ومشاعرهم.

إنّ تحليل البنية المكانيّة في القصّ المعاصر يتوقّف على مدى ورود الأنساق المكانيّة الأكثر عموميّة، فقد تكون هذه الأنساق إمّا نسقًا مجملًا لأعمال كاتب معيّن، وإمّا نسقًا لتيار من التيارات الأدبيّة، وإمّا نسقًا لثقافة من الثقافات الإقليميّة وتمثّل دائمًا هذه البنية صيغة من صيغ النسق العام[4]، والحقيقة أنّ الباحثة اختارت أربع مجموعاتٍ قصصيّةٍ من مجمل المجموعات المرسلة إليها من دار الآن ناشرون وموزّعون[5]؛ بحيث شكّل البعد المكاني فيها ملمحًا أسلوبيًّا دلاليًّا، بالإضافة إلى أنّ هذه المجموعات لا تتّبع تيارًا أدبيًّا بعينه، ولكنّها تنتمي لثقافات عربيّة مختلفة؛ ليتسنى الوقوف على الملامح الدلاليّة والجماليّة للفضاء المكانيّ، وعليه فقد وقع الاختيار بعد البحث والتحليل على:

  • “رواية الفصول الأربعة”، للأردني: باسم الزعبي، ط1، 2018م.
  • “رقصة الشحرور”، للفلسطينيّ: عبد الفتّاح مصطفى، ط1، 2019م.
  • قريه بوتيرو”، للتّونسيّة: لمياء بوكيل، ط1، 2020م.
  • “أمواج ريسوت”، للعُمانيّة: إشراق النّهدي، ط1، 2020م.

ولَعلّ القارئَ يدركُ قيمةَ الاختلافِ البيئيِّ، والذّي سيبقى مرهونًا برصدِ ملامحَ التشابه أو الاختلاف على مستوى السِّماتِ الفنِّيَّةِ، تلك التّي يظلُّ المكان محوراً للجمعِ بينها، وعندما تظهرُ السّماتُ الفارقةُ بما يكفي لرصدِها وتأمُّلِها يلزمُ عندئذٍ التّعليلُ لها ومحاولةُ استقراءِ جوانبِها واستقصاءِ أبعادِها، وعليه سَيَلْمَحُ القارئُ خلال تناولِ قصص المبدعين أنهم لم يُخضعوا مجموعاتهم لقالبٍ فنّيٍّ بعينه، فلم يعش المبدع تحت ظلالِ اتجاهٍ أدبيٍّ بذاتِه؛ ذلك لأنَّ الإبداع عنده هو الوجود الإنسانيّ الذي يكشف عن أصالتِه، ورفضه للتّهميش، والخداع، والتظليل، وثباته في المكان وانتمائه إليه. ومن هنا فقد واكب القصّ المعاصر متطلباتِ العصرِ والفترة، إذ جاءت مجموعاتهم القصصيّة مزيجًا بين الكلاسيكيَّة كمذهبٍ أدبيّ يُعني بجلاءِ المعانِي ووضوحِ الأفكارِ، والرومانسيَّة التي عالج القاصّ المعاصر من خلالها قضايا إنسانيَّة وبرز الانتماء الشعبيّ والقوميّ، وفي هذا الاتّجاه تزاحمت الصّورِ والأخيلةِ المتعلّقة بالمكان، مطعّمًا بالمشاعر المرهفة والأفعال المتناغمة. ومن خلالِ الاتّجاه الواقعيّ استطاع القاصّ المعاصر التّأصيلَ لقضيَّةِ الالتزامِ باستيعابِ معاناةِ البلاد العربيّة كــبلاد الشّام وهمومِ شعوبِها، ولأنّ الفنّ القصصي لا يحتمل الثرثرة فإنّ القاصّ قد لجأ إلى توظيف الرمزَ الدّال على المكان في الاتّجاهِ الرّمزيّ، دونَمَا إغراقٍ في الخيالِ أو شطط.

ولقد ازدادت أهميّة المكان في القصّ المعاصر بعد أحداث الحياة العربيّة المعاصرة بكلّ جوانبها، إذا أصبح للمكان سلطته الخاصّة في الإبداع بشكل عام وفي القصّ بشكلٍ خاصّ، فقد أصبح يؤطّر بقيّة تقنيّات القصّ ويخضعها لسلطته، ولقد تجلّى ذلك بوضوح من خلال تصوير الشخصيات ومجموع الأحداث التي تدور في هذا المكان، ومدى تفاعلها مع جزيئاته لتأسيس رؤيته الفنية، بحيث راح المبدع يشكّل في وعيه فضاءات تجاربه المغلّفة بطابع ذاتي؛ إذ إنّه ليس بمعزلٍ عن المكان وأحداثه، ومن هنا صار فضاء القصّ لديه بؤرةً تستقطب لواعج بطله ضمن مشاعر الغربة، والحنين للمكان أو النفور منه، وقد يؤدّي هذا التوظيف إلى انفتاح المكان على فضاءات أخرى متنامية أو انغلاقه، بحيث تتلاشى معه تلك الفضاءات، بالتّساوق مع العنصر الزمانيّ المحفّز لفاعليّة القصّ، ذلك أن المكان دون سواه هو القادر على إثارة الإحساس بالزمن. يقول عبد الفتّاح مصطفى: “عندما يحضر المكان فإنّ الزمان يستحضر نفسه ويبرمج ذاته ليلائم ما تريد أنْ تراه، لحظات غريبة تشعرك أنّك تعيش مسرحيةً قديمةً مرَّت من أمام عينيك بأشخاصها، بأفكارها، بشخوصها، بأزيائها وإضاءاتها، بهرتك بجمالها ورونقها، أخذت قطعة من حياتك، وجزءًا من فِكرك، وبسمة من فمك، وكلمة من لسانك، ودمعة من عينيك، ثم رحلت بكلّ ما فيها من سحر وجمالٍ وروعة. تعود بعد أيام أو أشهر أو سنين إلي نفس المكان لتستعيد تلك المسرحيّة لتستحضرها بكلّ ما فيها، ما عليك إلّا استحضار الزمان وهو كفيل بترتيب أوراقه وطرح أفكاره وتقديم عبره[6]. ولعلّ هذا القول يوحي بعدم اختلاف الإحساس بالمكان عن الإحساس بالزمان “وذلك بمقتضى الترابط أو التشارط العضوي بين الفضائَين من جهة وبمقتضى وحدة الرؤية المؤسسة لهما من جهة ثانية وبمقتضى المضمون القصصي للمرحلة من جهة ثالثة[7]“، يقول: “كل بقعةٍ من المكان تُذكِّرك بالزمان، والزمان دائمًا يذكِّرك بالمكان، غريبة هذه العلاقة اللانهائية بين الاثنين، إنّها تشبه قصة حبٍّ أبديّة ليس لها بداية أو نهاية، لا تستطيع أن تفهم كنهها إلّا إذا عشتها، ولا تستطيع أن تعيشها إلا إذا أثّرت فيك وجدانيًّا، حُبًّا أو كرهًا[8]وقد يلجأ القاصّ المعاصر إلى الوصف ليبلور الحالة الاجتماعيّة والنّفسيّة للإنسان العربيّ المعاصر. يقول: “لماذا سافرت؟ ذلك هو السؤال اللعين الذي أكرهه. إنّها ترمي بي في لجج الزّمن… تلك الظروف التي خرجت بها من البلاد: الفصل من العمل، الملاحقة، أزمة الحزب، الكلّ ينهش الكلّ، الأعداء يضعوننا على موائدهم، ويأكلون أجسادنا بالشوكة والسّكين، بمتعة وأناة متناهيتين… أهلٌ ينتظرون مساعدة تعوّضهم شقاء العمر، وأنت لا تستطيع مساعدة نفسك… أفكاري لم تسعفني على فهم الواقع، وعلى تحديد المسير. كنت في حالة من التمزّق والضياع…[9]” هذه الحالة التي يشعر بها كلّ عربيّ مغترب عن بلاده، وقد يشعر بالتّخبّط والتيه وهو في بلاده كذلك، يقول: “أغرق في ضباب الزمن. أغرق في ضباب مشاعري… هل يكون زمن… توقّف أيضًا؟ أم أنّه يسير على حد سيفٍ صقيلٍ، ويئن من الألم والضياع؟ هل يتوقّف الزمن؟ هل يعود إلى الوراء؟ لماذا أريد ذلك؟[10]“. هذا السير إلى الوراء مع توقّف الزّمن الحضاري، واستمرار زمن التّخلّف والتهميش هو من جعل بطل قصّة الزعبي يشعر بإحساس الاغتراب عن المكان، ومن أبرز العوامل التي تؤدّي إلى هذا الشعور: البطالة، تهميش المثقّفين أو تصفيتهم، محاولة تدجين العقل العربيّ من القوّة الخارجة والثقافات اللقيطة المخالفة للثقافة العربيّة؛ لذا تعدّ ثنائيّة التّأثّر والتّأثير العماد الأساس في العمل القصصيّ، بحيث تجسّدت فيه المعايير الفنيّة للنّصّ، والقيم الثقافيّة لشخوصه، على اعتبار أنّ كلّ إنسان يتأثّر بمجتمعه، وبذا يكون المكان المعادل الموضوعيّ لإحساس البطل المغترب في القصة، بكلّ ما يحمله الفضاء من قسوةٍ وظلمٍ وثقافةٍ مستجدّة، يقول: “الصلة مع المجتمع أصبحت أقلّ ممّا يعني في هذه الحياة، إنّها تثير أعصابي، ويهيّأ لي أنّنا نحن البشر لسنا أكثر من كائنات تعسة، مملّة، عبثيّة، زائفة وفارغة. المنزل يتحوّل إلى قبرٍ معتم، ضيّق يطبق على صدري… أجد قمري قد غاب وتحوّل الكون كلّه إلى قبر[11]وعليه فإنّ الصّراع النّفسيّ المحرّك الأساس في القصّة، فقد يتولّد الصّدام في المكان بسبب رفض كلّ ما هو خارج عن منظومة القيم المتعارف عليها عند العربي المسلم في بلاده وما يتعلق بمقدساته كالأرض، وقد يكون بلد كالعراق بؤرة لخيبة الأمل واليأس، ونتيجة للتعمّق الكبير لقوى الشر، يجعله متشبّعًا بالظلم والإحباط، لذا فقد رسم القاصّ “باسم الزّعبي” صورةً قاتمةً لواقع العراق، يقول: “ماذا تملكين هنا؟ هل يكترث بك أحد هنا؟ هل نبقى ننتظر دورنا الى المقصلة يا إلهي! كيف يصبح الإنسان أسيرًا ولا يستطيع أن يدفع باب سجنه غير المغلق أصلًا، ويخرج؟ هل قَدَرُ العراقيّ أن يبقى أسيرًا أينما حلَّ؟[12]، ويمكن أن يلحظ القارئ توظيف الزعبي للمكان العام بقوله: مجتمع _ العراق، ولكن رغم رحابة هذه الأماكن إلّا أنّها في نظره “مقصلة، أسر، سجن، قبر”، إنّه لم يشأ المكان بعينه بل مجموعة العوامل التي ساهمت في تحوّل مكانٍ فسيح ورحب إلى مكانٍ يضيق بل يجعل صدر ساكنه حرجًا ضيّقًا كأنّما يصّعد إلى السماء، يقول: “أمريكا تحرّض على الحرب على العراق. الحرب مؤكّدة، أعصابي مشدودة مثل حبل غسيل، وأنا معلق عليها مثل غسيل قذر بين نشرتي أخبار، لا شيء سوى الحرب، تشتعل الحرب، تصل كلّ مكان… اللعنة على هذه التكنولوجيا لقد استباحت الزمان والمكان، حشرتنا في بوتقة فوق نار وقُودُها أعصابُنا وقلوبُنا المتعبة[13]“. ومن هنا فإنّ فسحه الفضاء أو ضيقه، انفتاحه أو انغلاقه، رهينان بدرجة الحساسيّة للقاص اتّجاه واقع البلاد؛ لذا فإنّه يجسّد الدفاع عنه ضد المحتلّ مناهضًا لأيّ ثقافةٍ مخالفة لثقافة المكان، إذ “لا يمكن أن نعي ثقافتنا إلّا وعيًا غامضًا إذا لم نجابه أفرادًا ينتمون إلى ثقافات أخرى[14]“، وهذا ما لمسته الباحثة في مجموعة مصطفى عبد الفتّاح في سياق قصّة “ظلُّ اللهِ في الأرض”؛ حيث تحدّث عن سوريا تلك الأرض التي تكالب عليها القريب قبل الغريب في غفلةٍ من الزّمن الرديء، ووصف ذلك الطفل السوريّ “يونس” الذي نزح إلى تركيا؛ ليجد نفسه كالمستجير من الرمضاء بالنّار، إذ استبيحت حرمته وترك بالعراء، وراح يدقّ أبواب العالم الآخر؛ راغبًا في الحصول على فضلة يسدّ بها رمق وعائلته، يقول: “سنعود إلى وطننا قريبًا، سنعود إلى الأرض والوطن، هناك سنعيش مجدّدًا كما كنّا بعزّةٍ وكرامةٍ، بهدوء وسكينةٍ وسلام… سنحمي الوطن من كلّ المجرمين وعلى الرغم من أنّ الجوع كان أقوى من حبّه للوطن لكن زادت رغبته في بيع ما يحمل من بين يديه من علكةٍ ليشتري طعام يسد به رمق عائلته[15]“، هنا حدث خلاف ما ورد في قصص الزعبي؛ إذ رأى بأنّ العالم صغير لدرجة الحقارة، ووطنه كبير بما قدّم أهله من تضحيّات، فأي عالمٍ هذا الذي يجعل صبيًّا في مقتبل العمر يبيع العلكة ليقنع نفسه أنه لا يتسوّل؟!، لقد عُدمت الإنسانيّة لذا يقول: “أيها العالم الظالم، يا روحي المعذبة أمام هذا الصبي أفيقي من سُباتك، ارحمي قلوبنا الممزّقة على هؤلاء الذين نتذكرهم فقط عندما نراهم وكأنّهم جزءٌ من ترفنا اليومي وعاداتنا البالية التي نعيشها، في هذا العالم الحقيقي والافتراضي على حدٍّ سواء[16]“، ورغم أنّ الراوي “البطل” كان أمام منظرٍ خلّاب وهو شاطئ البوسفور إلّا أنّه لم يشعر بجماله، ولم يحظَ باستكمال لحظات الوداعة والدّعة، فقد أفزعه حال يونس، وأيقظ ضميره، يقول: “أهو يونس الذي ما زال يعيش في بطن الحوت يبحث عن مخرج له ولأمَّته، أم هي صحوة الضمير المعذَّب أصلًا والمخدَّر فعلًا، أمام هذا الصبي؟ أم هو نوع من التَّرف وقضاء وقت تسلية مع هذا الصبي الذي يتحدث العربية في بلاد الغرباء[17]“. إنّ هذا التضارب بين ما يشعر به البطل وبين ما يرى حوله في المكان قد خلق إيقاعًا مريرًا طال نفوس القرّاء على اختلاف جنسيّاتهم العربيّة؛ لاجتماعهم على وحدة الدمّ والشعور بالمسؤوليّة والإنسانيّة، ويمكن القول إنّ باشلار أطلق على مثل هذا المكان بــ “المكان المعادي” إذ تتشكّل بنيته من مجموعة الصور التي تعبّر عن مجموعة من الأفكار والأحاسيس التي تجعل المبدع يبتعد عن أجواء البيئة المحيطة وما يتعلق بها، حتى يصبح ذلك المكان على جماله محيطًا يستشعر فيه بالغربة والحنين. وما هذا الاضطّراب الحاصل في سلوك البطل وأقواله إلّا لتمنّيه أن يحتضن المكان الحميم الرابض في ذاكرته؛ حيث أحبابه الذين فارقهم، وأرضه التي ترعرع فيها.  ومقابل ذلك كلّه فقد يلجأ لوصف المكان الخالد في وجدانه، بحيث يسترسل في وصفه، ويقوم بعرض مفصّل لكلّ جزيئاته عبر تقنية الفلاش؛ بحيث ينفتح النصّ على الماضي من خلال استحضار طفولته وأحداثها الضاربة في عمق المكان، وفي نهاية المطاف يغلق النص على صورةٍ عامّةٍ ترسم للقارئ إرادة الحياة وتحدّي الصعاب.

وهنا سأعرض صورتين، الأولى: مخالفة لتلك الصورة التي شعر بها بطل القصّة السابقة حين رسم منظر شاطئ البوسفور، وهي تلك الصورة التي رسمتها القاصّة العُمانيّة إشراق النهدي لشاطئ ريسوت؛ إذ انفتح المكان على المخيّلة، واعتنت به القاصّة أيّما اعتناء، وراحت تهتم بتفاصيله وجزيئاته، بحيث عكس تلك النفس المرهفة والشاعريّة المختزنة في روحها، ورسمت للقارئ تلك اللوحات المونلوجيّة التي جاشت في نفسها أثناء تواجدها على شاطئ ريسوت، تقول: “الأمواج لا يقل هديرها عمّا يجيش في دواخلنا… الذاكرة ثابتة لا تتزعزع ولا تنحرف، وكأنها شجرة منغرسة ذات فروع وارفة متسلقة على الروح، جذور متشابكة ضاربة في الوجدان. يمتد على مد البصر شاطئ برمالٍ فضيّة؛ يختال في لمعته ماسة على جيد الغواني… نشعر بالسكينة…نعطي للبحر فرصة غسل الأتراح العالقة وتحرير الأفراح منا[18]، ويبدو جليًّا تشكّل ذاكرة القاصّة من ذلك التفاعل الحاصل للزمان مع المكان، ممّا يزيد من تدفقها في الذهن نحو أعماق روحها، ومن ثمّ تسرّبها إلى وجدان القرّاء. ومن الرائع القول: إنّ المبدعة قد التزمت في القصّة بصيغة النحن، ذلك لأنّ السعادة الروحيّة في المجتمع العّمانيّ تتطلّب المشاركة الوجدانيّة، فالشخص المستقرّ نفسيًّا يضفي سعادته على الأماكن والشخوص من حوله، ودليل ذلك ألفاظ الجمع الواردة في الفقرة كــ: “أمواج، فروع، جذور، رمال، الغواني، الأفراح”؛ ففيها إيحاءً قويًّا بأنّ الفرح والاستقرار يعمّ البلاد، وخلاف ذلك ما ورد في القصّة السابقة؛ ذلك لأنّ الطفل السوري هو اللاجئ الملفوظ في بلاد غريبة عنه؛ لذا كان لزامًا أن يكون هو الوحيد الذي يشعر بالألم والغربة، ودليل ذلك صيغة الإفراد التي برزت في النصّ، وتنويه السارد غير مرة على عدم إحساس العالم المحيط بمثل حالة ذلك الطفل المغترب، وغياب الإنسانية جمعاء.

أمّا الصورة الثانية: فهي مشابهة للصورة المتغلغلة في وجدان بطل قصّة عبد الفتّاح مصطفى السابقة، وهي صورة الوطن، وتلك الحميميّة المتعلّقة بالمنزل المطلّ على عبدون رغم وصمه بأقذر الصفات، وهنا يقف القاصّ على قيمٍ دلاليّةٍ جماليّةٍ كاشفًا من خلالها عن العقليّة الاجتماعيّة وطرائق تفكيرها؛ إذ يغوص في طبقات المجتمع ويرصد وعيها الطبقيّ، يقول: “ينزل الدرجات الحجريّة المهترئة في جبل عمّان، تزحم أنفه رائحة الرطوبة والعفن والطحالب، تأسره العتمة حتى يدخل منزلها… المنزل الملتجئ إلى كتف الجبل خجلًا من تواضعه[19] وفي الجهة المقابلة لذلك المنزل يشرد ذهن البطل بالمنازل الفخمة، فيلعن حظّه لأنه لم يكن من سكّان تلك المنازل، ولكنّه الحبّ الذي ينسيه أمر العفن، وتلك الرائحة التي تلاحقه ككلبٍ أجرب _على حد وصفه_ والفاصل في هذا القول رد محبوبته حينما سألها عن سبب تعلّقها بهذا المنزل، فتقول عنه :”إنّه وطني لا أقايضه بأفخر قصور الدنيا[20]“، فالبيت الذي ولد فيه الحبّ هو أكثر من مجرّد تجسيد للمأوى، بل هو تجسيد للأحلام، فكلّ ركنٍ وزاويةٍ فيه كانت مستقرًّا لأحلام يقظة الشخصيّات، وعادات مجتمعهم التي اكتسبوها في ذلك المستقر[21]، ولعلّ هذا أحد الأسباب التي دفعت القاصّة التونسيّة إلى وصف البيت العربيّ بتفاصيله الدقيقة؛ مع الإشارة إلى الخواء الذي أصابه جرّاء غياب دور الأب الثمل على الدوام، تقول: “خفضت هاجر صوت التلفاز حتى انفضح صمت الغرفة وبرودها. كانت “بيت لقعاد” غرفة زائدة الاستطالة، تطلّ على البهو “وسط الدار العربيّ”، وتنقسم الى جانبين حيويّين: جانب للجلوس أو لاستقبال الضيوف شتاءً، وجانب آخر فيه “سدّة” عالية[22]، واسترسلت القاصّة بتلك العلاقات المتباينة نحو الأم والأب في البيت؛ لذا كثيرًا ما يصبح “المكان” البيت بيت الذكريات معقّدًا سيكلوجيًّا، يرتبط بزوايا العزلة وأركانها، البيت الذي تنتشر في كلّ زاوية من زواياه ذكرى الأهل وتحلّق بها أرواحهم.

ولقد بدا الأمر مختلفًا في قصّة “رقصة الشحرور” للفلسطينيّ مصطفى عبد الفتّاح؛ إذ أثار اهتمام القرّاء بقصّته المفعّمة برمزيّة العشّ “بيت الشحرور” وجماليّة الحضور، بل فتح الباب على مصراعيه لأحلام اليقظة لديهم، فقيمة الألفة التي تنطلق من مشاعر طائر الشحرور الأسود في فضاء البيارة التي تحوي عشّه تمتلك جاذبية تجعل القارئ الفلسطيني على وجه التحديد ينطلق من ذكريات بلاده المريرة، إلى أن يصغى لذكريات الطفولة المغدورة في أعماقه ويعيد صور الذكرى المؤلمة ومحطّات الزمن المرير، يقول: فراحت… تستنجد بأبناء جلدتها من الطيور العون والمساعدة، فما سمعت منهم غير لحن المناصرة والتأييد، بمظاهرةٍ تردّدت أصداؤها في جميع أرجاء البيارة، لعلهم يبعدون عن البيت أعداءه. لم يفهم الصغير سرَّ الغضب ولم يلقِ بالًا لأمٍّ تتمزّق غيظًا، ولا لطيورٍ يتملَّكها الخوف والقلق، بل ظنَّ أنّ الغناء الحزين نوعٌ من النشيد الوطني الذي يعزف لحن استقباله، فهو الملك الأوحد صاحب القوّة والجبروت، وعلى الجميع أن يدين له بالولاء[23]“، ويبدو أنّ القاص لجأ إلى الترميز، فالبيارة: هي بلاده فلسطين، والطفل: هو المحتلّ الطائش الذي لا يعي عواقب الأمور، والعشّ: هو بيت كلّ فلسطينيّ معرض للهدم وقتل ساكنيه، وأم الشحرور: هي كلّ أمّ فلسطينيّة ثكلى وصامدة على ثرى الوطن، وبقيّة الطيور: هم رؤساء العرب الذين لا يُسمع منهم غير الاستنكار والشجب. ولقد أكّد القاص في قصّته على أحقيّة الفلسطينيّ بأرضه، ونادى بسلامة العيش، فالفلسطيني لا يستطيع أن يعيش بعيدًا عن بيّارته، أو يقتلع من بيته وجذوره. ولقد خصّص القاص قصّة “المحطّة والغول” لتصوير مأساة اللجوء والاغتراب، ومعاناة الشعب الفلسطينيّ في نكبة 48، ونكسة 67؛ لذا فإنّ مثل هذه الذكريات التي تجمع بين عنصري الزمان والمكان “فلسطين” تحدث علاقة بين القارئ “الفلسطيني على جه التحديد” والنص؛ ممّا يسمح للقارئ خوض التجربة والولوج إلى عمق الأحداث، فيصبح المكان واقعًا خياليًّا تتولّد حفريّاته من زمن القراءة، لذا فإنّ دقّة القاصّ في استحضار المكان ومعالمه ومن ثمّ ربطه ببقيّة مكوّنات القصّ يخلق بينهم علاقة جدليّة مترابطة، مما يمنح القصّة أبعادًا جماليّةً مؤثّرةً، ويضفي المزيد من المفارقات في ساحة الأحداث السالفة للمكان والحاضرة، ويعطي مجالًا للقرّاء لاكتشاف الحلقات المفقودة، والربط والمقارنة فيما بينها.  

ورغم قسوة الصحراء لكن براعة القاصّ حوّلته إلى مكان حقّق فيه غايات جماليّة ودلالات نفسيّة للبطل، فنجح في إثارة قرائه بفصاحة لغته وفيض معانيها، وبجمال تصويره لمكوّنات المكان، ذلك لأنّ “النفوس بكل أمر عجيب عالقة والقلوب مع البعيد والغريب معانقة[24]“، وذلك من خلال قلب القاصّ الاعتقاد السائد عن الصحراء، ففي مواضع عديدة بقصصه جعل البطل يأنس بالصحراء، لأنّه منها وهي منه، إنّها موطنه الأوّل، يقول: أن تعود إلى نفس المكان الذي بدأت منه رحلتك ليست مجرد أمنية، وليست مجرّد فكرة إنّها حلم يراودك سنين طويلة، أن ترجع إلى البدايات الأولى تحمل في ثنايا الذاكرة عبء سنوات طويلة من النضال والجهاد والعمل والتعب والعرق، وتقديم الغالي والنفيس من أجل لحظة… لتقول “أنا هنا، الزمان لي، المكان لي، وأنا لي”… كلّ شيءٍ حولي يتحوّل بلحظةٍ إلى جزءٍ من كياني ومن وجودي[25]“. ويبدو واضحًا أنّ شخصيّة البطل جزء لا يتجزأ من فضاء الصحراء؛ إذ شكّل بنيةً تعكس منظومةً فكريّةً وجماليّةً في القصّة؛ إذ يطفح هذا المكان بإيحاءاته، إذ لا بدّ من الاتصال الرمزي بين البطل والصحراء حيث تتجسِّد معان وأفكار مضمرة لعالم القاصّ الفكري، إنّه يريد بهذا الاتّصال أن يوصّل للقرّاء فكرة الجسد محتلّ لكنّ الروح تغلي، عن طريق بثّ رمزيّة الصحراء وإيحاءات تكرار ورودها في القصّة، فإقرار القاصّ بسلطة المكان جعلته يكسر نمطية المعرفة لدى المتلقي محققًا غايات تخيلية، يقول: هذه الكثبان الرمليّة الممتدّة إلى أقصى ما يمكن أن ترى عيناك، وتلك التلال الصغيرة المترامية هنا وهناك تكسوها حجارة متآكلة تشعرك أنها ستنهار بعد لحظات ولكنها صامدة أبدًا، رغم كلّ عوامل الطبيعة، وهذا اللون الأسود الذي يكسو وجهها، يشي بصبرها وقوّتها على البقاء والصمود[26]“.

تشكل المدينة بؤرة الحركة في أغلب القصص المعاصر وهي المكان الغالب لأنها مجال الصراع ينبثق منها وفي تعاريجها يشتد ويحلّ فالمدينة العربية المعاصرة هي المصب الكبير لروافد الأرياف العربية بشتى نزعاتها وتصوراتها، وربما أخذت منحى آخر مشكلةً متاهة قد تقطع بين أهلها أواصل العلاقات الإنسانية وأسباب التماثل في العيش والحلم، وهذا ما أوحى به الأردني الزعبي في قصّة “تقاسيم المدن المتعبة”، وقد يشعر البطل بتقيّده في مكانه المرسوم له؛ فيلجأ إلى الرفض، وإعلان الثورة، كما في قصّة “قرية بوتيرو” حينما رفضت الراقصة التي رسمها بوتيرو منذ أعوامٍ طويلة وضعيتها التي رُسمت لها، وأعلنت ثورتها على ذلك الإطار الذي رسمه بوتيرو لها، وحين سألها عن كيفيّة إنصافها، أجابت :”أن تعيد خلقي من جديد،… المهم عندي أن أشم هواءً نظيفًا ومتجدّدًا، وأن أذوق مرّة في العمر طعم الانطلاق والحريّة… الفنّ يا صديقي هو الخلاص الوحيد لأن يجعل الحياة ممكنة وجديرة بأن تعاش، ولولاه لكان العالم قرية أطلال[27]“.

على ما سبق تبين أنّ:

  • المكان قد يكون معبّرًا عن عوامل الخيبة والاغتراب رغم جماله واتّساعه، وقد يكون معبرًّا عن الأنس والرحمة رغم قبحه، وهذا يعني أنّ العامل النّفسيّ للشخصيّة له الدور الأكبر في رسم صورة المكان.
  • تتجاوز الذكريات هندسة المكان إلى أصدائه وأصواته وأضوائه وروائحه والطبيعة التي شكّلته، فكلّها تضع ختمًا أثيريًّا على صور الذاكرة، تمدنا بوثائق ذات طبيعة نفسية مؤثرة وخالدة، ومن هنا فالمكان يشكل “هوية العمل الأدبي الذي إذا افتقد المكانية يفتقد خصوصيته وتاليا أصالته، وربما كان المكان أهم مظاهر الجمالية الظاهرتية في الرواية العربية المعاصرة مما يستدعي من النقاد العرب وعلماء الجمال الاهتمام به[28]
  • لم يقف القاصّ المعاصر عند وصف المكان بأبعاده الهندسيّة بل امتد إلى التوصيف الجمالي للمكان، وللشخصيات، وللبعد الوجداني المتشكّل وفقا للأحداث، مستثمرًا طاقات اللغة الجماليّة، ولعل تلك الصفات التي خلعها القاصّ على المكان إنما هي تجسيدًا لطبيعة العلاقات بين الشخصية والمكان من جهة، وبين الشخصية والشخصية الأخرى.
  • المكان مرآة تنعكس على سطحها صورة الشخصيات، وتنكشف من خلالها الأبعاد النفسية والاجتماعيّة، لذا فإن التلاعب بصورة المكان في القصّة المعاصرة يمكن استغلاله إلى أقصى الحدود، فإسقاط الحالة الفكرية أو النفسية للأبطال على المحيط الذي يوجد فيه، يجعل للمكان دلالة تفوق دوره المألوف كديكور أو كوسيط يؤطر الأحداث، إنما يتحول المكان في الحالة إلى محور حقيقي ويقتحم عليه القصّ محرّرًا نفسه هكذا من أغلال الوصف[29].
  • تختلف درجة التعبير عن جماليّة المكان ورمزيّته من قاصٍّ إلى آخر؛ إذ تتوقّف على عدّة عوامل أهمها: طبيعة المكان وأحداثه، فالقاصّ أو بطله الذي ترعرع على شاطئ البحر ووداعته، يختلف تعبيره عن القاصّ الذي عايش الصحراء، أو الجبل، أو قضى بطله سني عمره في معتقلٍ سياسيّ عنوةً وظلمًا. كما أنّ القاصّ الفلسطينيّ الذي رأى بأمّ عينه مأساة بلاده التي تتصاعد وتيرتها يومًا إثر يومٍ يختلف تعبيره وإحساسه اتّجاه وطنه عن إحساس قاصٍ آخر وتعبيره عن وطنه الذي ينعم بالسلام والاستقرار السياسيّ.
  • كما وتتوقّف شاعريّة التعبير عن المكان من قاصٍّ إلى آخر حسب تنوّع الإبداع لديه، فالقاصّ الذي يكتب الشعر تتجلّى لديه شاعريّة التعبير بشكلٍ واضح، ذك لأنّ فن القصّ يتطلّب لغةً إيحائيّةً ترتكز على التكثيف والتّصوير؛ ممّا جعلها أقرب للغة الشّعر.
  • وقد يكون المحرّك الشعوريّ وراء التعبير عن المكان ووصفه بشكلٍ جماليّ؛ إذ يتوجّع المبدع ويذرف إبداعه ألمـــًا في حين أنّ القارئ يشعر بالمتّعة بما يقرأ، فكلّما ازدادت محن البطل في المكان كلّما ارتفع عامل التشويق والمتابعة لدى المتلقّي، والعكس صحيح.

 

[1] الناقدة الفلسطينيّة ميّادة الصعيدي: حاصلة على درجة الماستر في الأدب والنقد بمعدل امتياز مع مرتبة الشرف الأولى، لها ثلاثة كتبٍ قيد الطباعة، كما ونشرت العديد من الدراسات النقديّة الموثّقة، ومنها قيد النشر.

[2] هال، إدوارد: البروكسيما أو “علم المكان”، تر: بسام بركة، مجلة العرب والفكر العالمي، ع2، ربيع 1988م، 67 _ 71.

[3] ينظر: حسين، خالد: شعرية المكان في الرواية الجديدة للروائي إدوارد الخرّاط إنموذجًا، مؤسّسة اليمامة الصحفيّة_ الرياض، 1421هـ _2000م، ص64.

[4] ينظر: جنداري، إبراهيم: الفضاء الروائي في أدب جبرا إبراهيم جبرا، دار تموز للطباعة والنشر والتوزيع_ دمشق، ط1، 2013م، ص200.

[5] دار الآن ناشرون وموزّعون، الأردن_ عمّان، شارع الملكة رانيا، عمارة البيجاوي (69)، الطابق3، بجانب صحيفة الرأي.

[6] مصطفى، عبد الفتّاح: مجموعة “رقصة الشحرور”، قصّة “رحلة الصحراء”، ص133.

[7] العوفي، نجيب: مقاربة الواقع في القصة القصيرة المغربية، منشورات المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء_ المغرب، 1987م، ص150.

[8] مصطفى، عبد الفتّاح: مجموعة “رقصة الشحرور”، قصّة “رحلة الصحراء”، ص133.

[9] الزعبي، باسم: “رواية الفصول الأربعة”، قصّة “الطريق إلى مروة”، ص17.

[10] الزعبي، باسم: “رواية الفصول الأربعة”، قصّة “الطريق إلى مروة”، ص18.

[11] الزعبي، باسم: “رواية الفصول الأربعة”، قصّة “الطريق إلى مروة”، ص30.

[12] الزعبي، باسم: “رواية الفصول الأربعة”، قصّة “شقائق النعمان”، ص 35-36.

[13] الزعبي، باسم: “رواية الفصول الأربعة”، قصّة ” رواية الفصول الأربعة”، ص61.

[14] مال، إدوارد: البروكسيميا أو علم المكان، تر. بسام بركة، مجلة العرب والفكر العالمي، ع2، 1988م، بيروت، ص68.

[15] مصطفى، عبد الفتّاح: مجموعة “رقصة الشحرور”، قصّة “ظلّ الله في الأرض”، ص46.

[16] مصطفى، عبد الفتّاح: مجموعة “رقصة الشحرور”، قصّة “ظلّ الله في الأرض”، ص47.

[17] مصطفى، عبد الفتّاح: مجموعة “رقصة الشحرور”، قصّة “ظلّ الله في الأرض”، ص48.

[18] النهدي، إشراق: مجموعة “أمواج ريسوت”، قصة “أمواج ريسوت”، ص41-44.

[19] الزعبي، باسم: “رواية الفصول الأربعة”، قصّة “المنزل المطلّ على عبدون”، ص63.

[20] الزعبي، باسم: “رواية الفصول الأربعة”، قصّة “المنزل المطلّ على عبدون”، ص63

[21] ينظر: باشلار، غاستون: جماليات المكان، تر. غالب هلسا، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر_ بيروت،ط2، 1984م، ص44.

[22] بوكيل، لمياء نويرة: مجموعة “قرية بوتيرو”، قصّة “شركس”، ص9.

[23] مصطفى، عبد الفتّاح: مجموعة “رقصة الشحرور”، قصّة “رقصة الشحرور”، ص9.

[24] أبو زيد، نصر: إشكالية القراءة وآليات التأويل، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء_ المغرب، ط7، 2005م، ص44.

[25] مصطفى، عبد الفتّاح: مجموعة “رقصة الشحرور”، قصّة “رحلة الصحراء”، ص138.

[26] مصطفى، عبد الفتّاح: مجموعة “رقصة الشحرور”، قصّة “رحلة الصحراء”، ص139.

[27] بوكيل، لمياء نويرة: مجموعة “قرية بوتيرو”، قصّة ” قرية بوتيرو”،، ص139، 141.

[28] النابلسي، شاكر: جماليات المكان في الرواية العربية، المؤسسة العربية للدراسات والنشر_ بيروت، ط1، 1994م، ص17.

[29] ينظر: تحريشي، محمد: في الرواية والقصة والمسرح (قراءة في المكونات الفنية والجمالية السردية”، دار دحلب للنشر_ الجزائر، 2007م،ط1، ص33.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*