حنين – توفيق فياض

بتسالني يا ابن أخوي إن كنت حنيت

وإن كنت  بعدني عالبعد  مقهور

و ان كنت بعدني بتعن عبالي مقيبلة

وناسها  العايشين واللي في  القبور

حيف عليك. يا  إسلام  وحيف  عبوك

إللي  ما  علمك  شيمة  الصقور

إللي  مهما  طارت وعلت

واللا  بعدت أو أنت وهوت فوق الصخور

بتظل  تشوف  مرابعها    وتسبح في سماها

مهما طالت الايام والشهور تعقب شهور

عداك العيب  يا عمي وانت اللي اخوك

هشام تغرب سنين وقطع البراري والبحور

كيف بدالك تسايلني وكيف طاوعك قلبك

تكسر بخاطري وتغوص بخوصتك فقلبي وتغور

حيف عليك يا بن اخوي والف حيف اللي ما شفت

طيف عمك بلف في البيت وفي الحواكير بدور

نعم حنيت لمقيبلة. يا إبن اخوي وقتلني الشوق

لزقاقاتها وطوابينها وسناسلها  وطين الدور

وحنيت لارض الجدر والموارس والوقف

والحواكير المزنرة  بالصبر دار مايدور

وللشراقي ولليالي السود ولامطار كوانين

وعواصفها ورعودها وبرقها اليغمرنا  بالنور

ولشباطها الشباط اللباط  وريحة الصيف فيه

ولمة  الفقاعات السارحات بالفجرقبل النور

ولآذار ومستقرظاته ونوار اللوز والحنون

ونصب الفخاخ تحت الشجرللامي المغرور

ولنيسان اللي شتوته بتسوى العدة والفدان

وربيعه مع اخوه ايار.  توأمه المشهور

بمروج قمحة المثل البساط لخضروالشعير

ولحزيران  وتموز ومروج  الذهب عمد البصر

وللحصادين واللقطات اللاماته غمور غمور

ولك حنيت للبيادر وسهراتنا على فراش قشها

ولعبة القطة والغميضه والنوم بدفا الحلل مثل الدور

وحنيت  لعراسنا فيها والدبكة  بضو القمر بتدور

و ابو حسين  يلعب عيرغوله لحد ما الثريا تغور

والصبايا يهاهن ويزغردن للدبيكة ولواحهم غازي

زين الشباب عراسهم مثل المهر يصول ويمور

ومن قبله كان ياسر الحماد زين الفوارس  وأشهمهم

واللي كانت فريدة الغجرية  تزغردله  من فوق السور

تأتكيد صبي صغير حبها. وهام فيها وانكوى

بجمرها ومن قطرالندى عخدها والهوا غيور

حتى انت يا راشد يا ابن عمي بعدك بتسالني

إن كنت لمقيبلة عروس ابن عامر ومرجه حنيت

ولك حنيت حنين اليتيم لإمه ،وحنين القعودالمعقور

حنيت لعجال بلدنا وهو مروح ورعيانه التعبانين

ولشليات.الماعزوالغنم لمعقبة وراها الكلب سمور

وحنيت لابو سعد  وآجريه الطويله وللقطا والزاغ

والغربان  وللكركس والقنابروالزرزور

ولك حنيت للمقطع والكسلان والمسناوي والقبور

ولقطينات ابو حسين المدودة وكعكبان ابو الأمين

وحنيت لستي انيسه ووشم السنابل عكاحلهاممهور

وحنيت لإمي مريم ولخبزاتها المقمرة من الطابون

ولشربة مي من دلوها الناشلته من بيرنا المحفور

وحنيت لدرب التبانات وخلاخيل الصبايا

الناقلات السليقة باللجون والحلل

واشتقت  لكحل المها في عيونهن

وغمغمات الحمام اللي كان بينهن عسطوح ععقودنا يدور

وريحة الحطب ،والفحم  في الكانون والبخور

ولكم وحنيت لدارنا ودروجها  ولعبة الحجلة

مع البنات، ويهود وعرب، مع الولاد ود والسدور ار دور

ولريحة مقيبلة وغنمها وبقرها وخيولهاوجاجها

وحمامها ووزها  ونباح الكلاب ونهيق الحمير

إللي تركتها غصب عني بالحديد والسلاسل

وبالقفاروالصحاري رموني بحر شمسها والهجير

حسرتي  عليك يا توفيق يا ابن مريم عالفراق

وعاغربتك والمنافي اللي صارلها سنين ودهور

واللي يفارق مقيبلة يا ابن أخوي و يا ابن عمي

يظل جناحه ، وين ما راح ولو كان نسر ،مكسور