ارتجالات القدر – سامي مهنّا

البَرقُ في عينيكِ باغتني

كسهمٍ تاهَ عن مَسرى

الرُماةِ ومرصدِ الرّيحِ

الرفيقةِ للمُحاربِ

وانتهى في غَيرِ قلبٍ

لم أقُدْ هذي السُّطورَ لتنتهي

بثباتِ قافيةٍ وحُبٍّ

كلُّ شيءٍ بيننا

يخطو بنا ويقودُنا

نحوَ احتمالاتٍ أكيدةْ

عطرُكِ المعجونُ بالعرَقِ المنَّدى بالتشوّقِ

والإضاءاتِ المطلّةِ من خفاياكِ

انحناءاتِ الرُموشِ

وغيمتينِ من البنفسجِ

في سما قمرينِ

مشتعلينِ بالنَّعناعِ

والضَّوءِ المُستَّرِ والمُذاعِ

فهل هما نَفَسُ الحَبَقْ

أم أنهم قدرُ اليدينِ

ومسرحُ العينين والشفتينِ

والكأسينِ في أفُقِ العَبقْ

وتُنَقِّحينَ قَصيدتي بكمالِ فِتْنَتِكِ

المُؤَنَّقَةِ الفَريدةْ

لا يَضيعُ العِطرُ في مَسرى البُخارْ

تَصحو الحَواسُ على الأُنوثةِ

كلَّما اجتاحَ النَّسيمُ تشوّقَ المَساماتِ

إنَّ قَطْرَ العِطْرِ يُنبتُ في مخيّلتي

التَّلهُفَ للانتفاضِ اللؤلؤ المخفيِّ

في صَدَفِ الحِصارْ

صدرٌ سطا شدَّ الخُطى

وأَطَـــــلَّ من ثَوبٍ وطــــــــــارْ

وتَهُزّني هذه التَفاصيلُ

المُرَقْرَقةُ المُعَرَّقةُ المُؤنَّقةُ الفريدةْ

إنني رَقصٌ تَدَفَّقَ من أنامِلِها

التي بتوتُّر ِالشَّهواتِ تُجفِلُ نَغْمَةَ الأوتارْ

إنَّ احتمالاتِ اشتهائي

تحتفي دَومًا بالتَفاصيلِ

المُعطَّرةِ المُقمَّرةِ المُجمَّرَةِ العَديدةْ

وارتجالاتُ الحياةِ تقودُنا

نحوَ استعاراتٍ مُثاراتٍ

وأصواتٍ جديدةْ

تحتفي بالعشقِ والدَهشاتِ فينا

إنّنا أبطالُ هذا النَصِّ

عُشّاقُ الرِوايةِ

مَنْ يوقِّعُها سوى هذي الحَياةِ الشّاعِرةْ

ولهاثِ أبياتِ القصيدةِ والحُروفِ الحائِرةْ

وأظنُّ يا قدري المباغتَ

أنَّ هذا العشقَ برقًا طارئًا

أو طارقًا شُبّاكَ ليلي والسَّهَرْ

يسطو كاحتمالاتِ القَدَرْ

لولا تُهيؤنا البُروقُ

لكي نُعدَّ قلوبَنا للحبِّ… للإيقاعِ…

للنبضِ الجَديدِ…

لَما مَشينا

تحتَ موسيقى المَطرْ

لولا تهيّأَ شاعرٌ

لبُروقِ عينيكِ المُباغتةِ الشَّريدةْ

لم تكنْ هذي القَصيدةْ

سامي مهنا

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*