يوم اللغة العربيّة واتّحادنا

 

اليوم العالمي للغة العربية – 18 كانون الأول

 

اللغة العربيّة بالنسبة لنا نحن الأقليّة العربيّة الفلسطينيّة في بلادنا ليست مجرّد وسيلة تخاطب، لغتنا هي شكل من أشكال وجودنا وبعد أن تفرّق شعبنا أيدي سبأ ولاقت بقيّته الباقية الويلات لتجريده من مواطن قوى الحفاظ على كيانه، كان يجب صون ثقافتنا وفي مركزها لغتنا نقيّة من كلّ شائبة كموطن قوّة لنا لأنّه وإن طالته أيّة شائبة طالت صُلب الوجود.

انطلاقًا من هذا الفهم جذّرنا تاريخيّا ثقافتنا وفي صلبها لغتنا، وكأدباء صانها رعيلنا الأول وما زلنا نصونّها بدمع ودم وفرح أقلامنا. وكاتّحاد أدباء وبعيد الإعلان العالمي بفترة قصيرة أطلقناها من مدينة الطيبة، إحدى كبرى بلداتنا العربيّة، يوم 18 كانون الأول 2014 حملة “على طلّابنا” في كلّ مدارس المدينة بمشاركة ما يقارب الأربعين عضوًا في الاتّحاد حاملين رسالتنا لأجيالنا حول تجذير الوعي للمعاني والأبعاد الوطنيّة والقوميّة في الحفاظ على لغتنا وتجذيرها. ولعلّ ما جاء لاحقًا في “قانون القوميّة” لإثبات ولو ارتجاعيّ على توجّهنا الذي كنّا أطلقناه وانطلقنا به لاحقّا من الطيبة في مثلّثنا الجنوبيّ عبر الأوسط فالشمالي، فقرى سهول وروابي وجبال بلادنا في الجليلين والكرمل، وما زال من مهامّنا الأولى في مسيرتنا الثقافيّة… والمسيرة مستمرّة!                  

يوم اللغة العربيّة والقرار الأمميّ

تقرر الاحتفال باللغة العربية في هذا التاريخ لكونه اليوم الذي أصدرت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها رقم 3190 في كانون الأول/ ديسمبر عام 1973، والذي يقر بموجبه إدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة.

طريق الوصول إليه طويلة

بعد جهود بذلت منذ خمسينات القرن الماضي، أسفرت عن صدور قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 878 الدورة التاسعة المؤرخ في 4   ديسمبر 1954، الذي يجيز الترجمة التحريرية فقط إلى اللغة العربية، ويقيّد عدد صفحات ذلك بأربعة آلاف صفحة في السنة، وشرط أن تدفع الدولة التي تطلبها تكاليف الترجمة، وعلى أن تكون هذه الوثائق ذات طبيعة سياسية أو قانونية تهم المنطقة العربية.

وفي عام 1960 اتخذت اليونسكو قراراً يقضي باستخدام اللغة العربية في المؤتمرات الإقليمية التي تُنظَّم في البلدان الناطقة بالعربية وبترجمة الوثائق والمنشورات الأساسية إلى العربية. واعتُمد في عام 1966 قرار يقضي بتعزيز استخدام اللغة العربية في اليونسكو وتقرر تأمين خدمات الترجمة الفورية إلى العربية ومن العربية إلى لغات أخرى في إطار الجلسات العامة. وفي عام 1968 تمّ اعتماد العربية تدريجياً لغة عمل في المنظّمة مع البدء بترجمة وثائق العمل والمحاضر الحرفية وتوفير خدمات الترجمة الفورية إلى العربية.

واستمر الضغط الدبلوماسي العربي، والذي برز فيه المغرب بالتعاون مع بعض الدول العربية الأخرى، إلى أن تمكنوا من جعل العربية تُستعمل كلغة شفوية خلال انعقاد دورات الجمعية العامة في سبتمبر 1973، وبعد إصدار جامعة الدول العربية في دورتها الستين قرارا يقضي بجعل اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية للأمم المتحدة وباقي هيئاتها، ترتب عنه صدور قرار الجمعية العامة رقم 3190 خلال الدورة 28 في ديسمبر 1973 يوصي بجعل اللغة العربية لغة رسمية للجمعية العامة وهيئاتها. أما مسألة استخدام اللغة العربية كلغة عمل في دورات المجلس التنفيذي، فأُدرجت في جدول الأعمال في عام 1974 بناءً على طلب من حكومات الجزائر، والعراق ، والجماهيرية العربية الليبية ، والكويت، والمملكة العربية السعودية، واليمن، وتونس، وجمهورية مصر العربية، ولبنان.

وفي أكتوبر 2012 عند انعقاد الدورة 190 للمجلس التنفيذي لليونسكو تقرر تكريس يوم 18 ديسمبر يوما عالميا للغة العربية، واحتفلت اليونيسكو في تلك السنة للمرة الأولى بهذا اليوم. وفي 23 أكتوبر 2013 قررت الهيئة الاستشارية للخطة الدولية لتنمية الثقافة العربية (أرابيا) التابعة لليونسكو، اعتماد اليوم العالمي للغة العربية كإحدى العناصر الأساسية في برنامج عملها لكل سنة.

أهمية اللغة العربية

تعد العربية من أقدم اللغات السامية، وأكثر لغات المجموعة السامية تحدثًا، وإحدى أكثر اللغات انتشارًا في العالم، يتحدثها أكثر من 467 مليون نسمة ويتوزع متحدثوها في المنطقة المعروفة باسم الوطن العربي، بالإضافة إلى العديد من المناطق الأخرى المجاورة، وهي من بين اللغات الأربع الأكثر استخدامًا في الإنترنت، وكذلك الأكثر انتشارًا ونموًا متفوقةً على الفرنسية والروسية.

للمعلومة: في21  شباط / فبراير يحتفل بيوم اللغة الأم وليس يوم اللغة العربية.

تنويه: المادة التاريخيّة عن ويكيبيديا العربيّة بتصرّف!

هيئة التحرير

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*