مشاعر – امال ابو فارس.

سَكَبْتُ مِنَ الْحُروفِ لَهيبَ شَوْقٍ
عَلى الْأَوْراقِ مِنْ حِبْرِ الْيَراعِ

فَسالَ الشَّهْدُ يَنْبوعًا سَخِيًّا
مِنَ التِّحْنانِ مِنْ غَيْرِ انْقِطاعِ

وَلَمْ أَبْخَلْ عَلَيْهِ بِفَيْضِ قَلْبي
فَمَلَّأَني بِأَشْجانِ الْوَداعِ

فَهاجَ مِنَ الْفُؤادِ لَهيبُ مَدٍّ
وَأَغْرَقَ مُقْلَتي هَمُّ الطِّباعِ

فَإنّي حينَ يَسْرِقُني حَنيني
إلى الْخِلّانِ أبْدو في ضَياعِ

فَبَيْنَ مَشاعِري وَلبيبِ عَقْلي
تَرى حَرْبًا ضَروسًا مِنْ صِراعِ

لِأَنّي مَنْ أُحِبُّ أَراهُ يَمْضي
إلى أَرْضِ الْبِعادِ وَالانْقِطاعِ

يَتوقُ إلى الْغِيابِ بِدونِ عَوْدٍ
وَحَتّى لا يُفَكِّرُ في الْوَداعِ

فَيَتْرُكُني لِخَيْباتِ انْتِكاسي
كَسيرَ الْقَلْبِ جَهْرًا لم يُراعِ

لِآلامٍ تَحَمَّلَها فُؤادي
يُضاهي لَسْعُها سُمَّ الْأَفاعي

فَيا لَيْتَ الْحَبيبُ يَعودُ يَوْمًا
لِأَعْزِفَ لِلِّقاءِ بِنايِ راعِ

نَشيدًا لِلسَّماءِ يَضوعُ عِطْرًا
فَتَسْبِقُهُ الطُّيورُ إلى اسْتِماعِ

وَلكِنْ لَيْتَ لا توفي بِوَعْدٍ
فَما لِلْحَرْفِ فِعْلٌ كَالشِّراعِ
27/3/2019

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*