شيء ما في الصوت، في نبرة الصوت، في موسيقى الكلمات، جعلني أشعر قريبة، جعلني أكون مترقبة وأنتظر بتوتر الخطوة القادمة.. لعلها لقاء!
شيء ما في الجسد، في حركة الجسد، في رائحته الخالية من رائحة العطور، جعلني أزداد توترا وكأني على موعد مع مجهول معروف..
شيء ما في انسجام نبرة الصوت مع حركة الجسد مع حلاوة الروح وخفتها جعلني أشعر وكأني مع موعد قديم، من زمن قديم لا علاقة له بالأزمان.
إنه ليس الحب من أول نظرة.. إنه ذلك النوع من اللقاءات التي عندما تحدث تقول لنا شيئا عنا، عن غابر أعماقنا وغابر وجودنا في هذا الكون.. إنه ذلك النوع من اللقاءات التي تقول فيه لنفسك بيقين لا تعهده في نفسك: “أعرفه من زمان”.. وتشعر بأنه لقاء متجدد، لقاء معهود، ورغم البلبلة ورغم المفاجأة تجد نفسك تنساب وجسدك يتحرك بحرية.. وتنطلق ليس من خلال ما تعهده عن نفسك، وليس وفقا للقوانين ولا لمنطق الأمور إنما تتصرف مدفوعا بمنطق الأعماق السحيقة التي لا يفهمها أحد سواك وربما أنت ايضا لا تفهمها لأنك مدفوع بشيء من داخلك يصبو لشيء معين لم تحدده يوما.. كنت فقط تستشعره وها أنت تراه يحدث أمامك