قومي احضني كل الحِمى – حسين جبارة

 

———————–

حيفا أعانقُ باليمينِ أضمُّ يافا بالشِمال

وهما الجمالُ بسحرهِ وبسرّهِ

بوحُ القريضِ يفيضُ لوحاتِ ارتجال

القدسَ أرفعُ فوقَ رأسي عاليًا

للربِّ تسمو بالصلاةِ وبالخشوعِ بالابتهال

ذي رملتي يبني سليمانُ الخليفةُ قلعةً

شمختْ جذورًا وانتماءً، أوقفتْ زحفَ الرمال

مدّتْ يديها كي تساندَ جارةً

أختًا لها، لدًّا تناغي خضرةً

لدًّا بلونِ الخدِّ لونِ البرتقال

السبعُ دارةُ يعربٍ

فيها الخيامُ مضافةٌ، رمزُ القِرى

وهي الفوارسُ في الرّبى أسدُ الشرى

أبلتْ تناهضُ غازيًا، أمُّ الرجال

أزهو بغزّةِ هاشمٍ بلدِ الإمامِ الشافعي

وهي المدينةُ كم عصتْ واستعصمتْ

ما استسلمتْ للأجنبي

تبغي حياةَ كرامةٍ وتكُرُّ تشتاقٌ النزال

أفدي الخليلَ مقامَ إبراهيمَ عاصمةَ المدى

كانتْ لأربعَ عرصةً وخميلةً

كنعانُ فيها سيّدٌ فاقَ الذُرى

شادَ الأمارةَ والعمارةَ بالنهارِ وبالليال

يا بيتَ لحمَ تزيّني بالتلحمي بالتّعمري

بكنيسةٍ وبمسجدٍ وتوحّدي

رُدّي غزاةً بالصليبِ وبالهلال

أهوى أريحا واحةً وقرنْطَلًا

قصرَ الهشامِ ووادَ قلطٍ جاريًا

كرْمَ التمورِ وعزّةً

قمرَ السماءِ سَبَى الغزال

أشدو لرامَّ اللهِ قصّةَ ثائرٍ

حملَ البنادقَ يستعدُّ لعودةٍ

بالغصنِ بالزيتونِ لوّحَ ناشدًا سِلمَ الورى

يُهدي الثواكلَ والأراملَ واليتامى

بيتَ دفءٍ قد بنى

للعاشقينَ هو المُنى

بالتضحياتِ وبالنضال

نابُلْسُ رأسُ تمرُّدٍ

وجنينُ هبّةُ ثورةٍ

وبطولِ كرمَ مجاهدٌ ومقاومٌ

هنَّ الثلاثُ مُثلّثٌ

الرعبَ يزرعُ كانِسًا مرَّ احتلال

عكا الصمودُ بوقفةٍ

تحمي الثغورَ من اجتياحٍ داهمٍ

وتصدُّ نابليونَ تطردُ طامعًا

بالسورِ بالجزّارِ بالأهلِ الكرامِ شموخُها

تُعلي الهُويّةَ رغمَ ضربٍ واعتقال

شعبي بناصرةِ الجليلِ منارةٌ

زيّادُها غنَى ترانيمَ الوغى

وحشودها سيلٌ تدفّقَ ما انثنى

قادتْ مسيرةَ غاضبٍ هزّتْ دخيلًا بالمقال

يا طيبتي حيّي المدائنَ والقُرى

قومي احضني كلَّ الحمى

عربَ السواعدِ والنعيمِ كذا الصفا

غنّي السواحلَ والسهولَ كما الروابي والتلال

نَقَبًا أعانقُ بالجنوبِ أضمُّ خالصةَ الشَمال

وهما الأوارُ هما النَّوارُ لعفّةٍ

أفديهما بالطُّهرِ بالتطهيرِ في رفضِ المُحال

حسين جبارة آب 2020

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*