وادي “المجنونة”
حثّتْ طفولتُنا الخُطى
تتّكئُ الصداقةُ على السّناسِل
تُسلّمُ على أشجارِ الزّيتون
براحاتِها الطّريّة
وقلوبِها المبسوطةِ
وطلعتِها البهيّة
وتسجدُ على وقعِ أقدامِها
السّنابل
تشكرُ الحقلَ
الذي جمعَ الخُطى
بالمُنى
***
تبحثُ البراءةُ عن نفسِها
تشربُ رائحةَ الفيجن الخضراءَ
وطُهْرَ أطباقِ النّرجسِ
وتأكلُ سيقانَ عصا الرّاعي
الحامضةِ كالشّهدِ
والواعدةِ كالعهدِ
بين حبيبينِ
تضيقُ الدُّنى
بِحبِّهما
كلّما زادَتْ منه
سالَ لُعابُ النّفسِ
لحلوِ الجَنى
***
يغسلُ الصّديقانِ
مياهَ الوادي الجارية
بِكفّيهما
ويضحكانِ
هل يُحبُّ الوادي
فيُصيبُهُ الجنون؟!
ومَنْ محبوبةُ الوادي المجنون؟!
وهل يعرفُ الوادي
الوَفا؟!
***
الآنَ
وبعدَ أنْ جرى حبُّها في شراييني
تيقّنتُ
أنّ ماءَ الوادي الجاري
لا يستقرُّ إلّا في قلبِ البحرِ
وهو يسيرُ
على غيرِ هُدى
***
بدايةٌ ونهايةٌ
نقطةٌ واحدةٌ تصنعُ الدّائرة
من طفولةِ الحبِّ
إلى كُهولةِ الهوى
إياد الحاج
كفرياسيف
25/12/18