أستعجلُ الانتهاء من الكتاب الذي بين يدي؛ فالساعة تقترب من العاشرة.. موعد وصول الأصدقاء، عادة. ونسهر ويطول السهر… نتحدث.. نضحك.. نلهو.. نتمتع ونطبخ زادا للمستقبل. وكالعادة سوف نواصل المناقشة التي بدأناها منذ مدة.. يجتر بعضنا نفسه وغيره وبعضنا سيكون مستعدا ومُعِدا بعض البراهين… أنا شخصيا سأستفيد كثيرا مما قرأته عمدا لإثبات وجهة نظري وسأبذل جهدي لإقناعهم بها وخاصة صديقي سليم.
طبعا، سوف نختلف في الآراء ولكننا سنبقى أصدقاء مهما تشعب الحديث وتوالدت المواضيع وتناقضت الأفكار واصطدمت المواقف.
تتناهى إلى سمعي ضجة أقدام ولغط… أتنحنح “تفضلوا” إنهم الأصدقاء، يأتون يوميا ويصلون معا تقريبا، من أين يأتي كل واحد؟. كيف يتجمعون؟
البيت الذي أسكنه يقع بعيدا عن القرية. لماذا؟! لأن أبي فضل ذالك لضمان أمنه فهو من المتسللين المُطاردين والمغضوب عليهم من الحكومة؛ ولهذا فهي تبحث عنهم وتلاحقهم طوال اليوم مستعينة بعملائها، بأذنابها بلغة الناس.. أبي مطلوب للحكومة منذ أن غادر ورفاقه الثوار قريته مضطرا.
نعود إلى موضوعنا، بيتي هو المحطة الأخيرة للأصدقاء، فالمحطة التي تسبقه هي بركة الماء، وهي عبارة عن مُجَمّع واسع لماء السماء والسيول الآتية من الجبال المحيطة بالقرية، يصلها الأصدقاء ويجلسون على الصخر المحيط بالبركة، يسمعون نقيق الضفادع وضجة الصمت ويستمتعون بانعكاس القمر، النجوم، الغيوم والشجر على وجه الماء الصافي والهادئ، يثرثرون حتى يصل يصل الباقون وتستمر الثرثرة.
نقيق الضفادع يعلو.. يمسك أحدهم حجرا ويقذفه في البركة؛ فتصمت الضفادع فجأة وتظهر على وجه الماء موجه دائرية صغيرة مركزها موقع سقوط الحجر بالضبط ، يسقط الحجر فتأخذ هذه الموجة بالاتساع التدريجي وفي جميع الاتجاهات… وتظهر في أثرها مباشرة موجة أخرى وأخرى وأخرى … وذالك في جمال أخاذ وتناسق تام يزيده روعة منظر النجوم والقمر والغيوم والشجر وهي تتماوج مترنحة راقصة فوق صهوة هذه الأمواج الهادئة … وتتسع محيطات الأمواج حتى تذوب وتتلاشى حين تتساوى وسطح الماء.
يقف احدهم يتناول حجرا ، يلوح يده ويقذفه بعيدا …. لحظات ويسقط الحجر في الماء مخرجا صوتا عميقا…. يقف آخر ويقذف حجرا … يقف آخر وآخر وتبدأ مسابقة قذف الحجارة، والفائز هو الذي يصل حجره أبعد من مما تصله حجارة الآخرين.
يصل أحدهم ويضحك، يتناول حجرا مُرققا يشبه القرص ويتحداهم في مسابقة من نوع آخر.. يقذف الحجر قريبا وموازيا لوجه الماء…. ويحصي عدد المرات التي يلامس فيها الحجر وجه الماء، ويقرر متحديا بصوت واثق ” هذا هو الفن ” … وتبدأ هذه المسابقة … البحث عن حجارة مناسبة … يجب أن لا يكون شكلها قريبا من الكره أو المكعب بل مُرققة مثل القرص.. تحتاج هذه المهارات إلى انحناء مناسب عند الخصر والى قذف الحجر في خط مستقيم قريب جدا لسطح الماء ومواز له.
ومع كل مساء … يأتي أحدهم بمسابقة مبتكره أو مستحضرة من الماضي أو مطوّرة. يتسابقون.. يثرثرون.. أو يسبحون.. فكل سكان القرية (من الذكور) يجيدون السباحة بفضل البركة، وهكذا يملأون فراغ وقت الانتظار، وبعد ذلك يسيرون نحو البيت الذي اسكنه.
حتى لا تذهب بعيدا (عزيزي القارئ) ويستحضر خيالك أشكالا وصورا للبيت الذي أسكنه دعني أصفه لك، هو عبارة عن غرفة واسعة من الصفيح القوي جدا ورثتها عن جدتي (رحمها الله) تقع على بعد خمسين مترا تقريبا من غرفة أهلي الزنكية، أيضا.
أذكر يوم أقامها جدي.. اشترى مجموعة من البراميل الضخمة أزال منها الغطاء والقاع وشقها عموديا ثم سوّاها بالشاقوف والشاكوش حتى استوت. حاول ثقبها بالمسمار الفولاذي ففشل.. أحضر الأزميل وثقبها ثقوبا دائمة … ألم أقل لكم أن بيتي قوي جدا؛ لا تزعزعه ريح ولا يهدمه مطر.
يدخل الأصدقاء وبطريقة أو بأخرى يجلس الجميع، على حافة السرير الحديدي.. على الكراسي القديمة.. على مقعد خشبي أقاموه حالا حيث أحضروا خشبة عريضة وقوية وضعوا تحت طرفيها ووسطها حجارة وغطوها بطراحة أو بطانية وهي تتسع لأكثر من واحد. والحاجة أم الاختراع .
ليس صعبا أن نعرف من أين جاء الأكثرية؟…
فأكثرهم يتحدثون عن فيلم سينمائي عن البطل ومغامراته وقوته وحبيبته وعن بعض المواقف الدرامية التي شدتهم وحبست أنفاسهم، أو أضحكتهم.
أسألهم: من أين جئتم بالنقود لشراء تذكرة السينما ؟
يضحك محمد بل يقهقه بضجة غير مريحة …صاحب السينما صديق أبي ودائما عندنا .. ودخلت مجانا.
يبتسم رياض ويقول … يسافر بواب القاعة معي كثيرا … أنقل له بالسيارة بعض حاجياته… ومجانا دخلت.
ينتبه سليم للسؤال ويؤكد حقيقة معروفه .. البواب جارنا ونحن أقرباء.
يقول يوسف …. لقد انتظرت لحظة ازدحام الدخول بحثت عن فجوة واخترقتها بسرعة (” مثل القط” علق البعض بصوت ضاحك) واختفيت بين الجالسين والواقفين. ولكن اسألوا علي كيف شاهد الفيلم ؟
لم ينتظر علي سماع التعليقات على السؤال. أما أنا وحسن وطالب وسمير وحنا ونواف وبكري، فقد زرنا مع الغروب صديقنا أنطون وموسى، ومع بداية الفيلم تسلقنا شجرة الزيتون الواقعة خارج قاعة السينما والمطلة على القاعة بشكل جيد… جلس كل منا على غصن قوي وشاهد الفيلم مجانا.. وتأرجحنا مجانا .. وهذا السر أكشفه للأصدقاء فقط…
عملية التأرجح على فرع شجرة الزيتون تقذفني بعيدا إلى أيام طفولتي المبكرة. أغوص في بحر من الصور.. الأفكار.. الوجوه.. الكلام.. الصراخ والألوان. تختلط الأمور وتتداخل الأشياء وتضيع المعالم ويغسلني الحزن والألم والمرارة. يتسلق نظري وجوه الأصدقاء ويعلو ماسحا رفوف المكتبة وبعض الصور المشنوقة … أشعر بسقف الغرفة الزنكي يبتعد ويبتعد في بطء رهيب … أنسى الجميع.. يلتمع الدمع في عيني.. تسقط دمعة حارة تسيل على وجهي تصل فمي مالحة حارة لاذعة … أهز رأسي بعنف أنفضه؛ لأعود به إلى الواقع.. يلاحظ الجميع ذهولي وأصحو على تساؤلاتهم. ماذا أصابك؟! ماذا أصابه؟! لا شيء.. لا شيء.. أهدئ من روعهم.. فقط تذكرت صديقنا أحمد الصالح… تذكرون كيف مات ؟. الله يرحمه.. وتسري همهمة.. يمور الحزن في العيون. صمت وقور ورهيب.. كنا دائما معا.. تسلقنا شجرة الزيتون.. قال جمال بحزن: نعم الشجرة إياها.. الموجودة جنوب البركة … وكان معنا وليد وجريس وعصمان ومفيد … نعم كنا خمسة أصدقاء تأرجح كل منا على فرع.. ودون انتباه بدأنا بمسابقة التأرجح.. وكعادته أراد أن يكون الأول.. ضغط بيديه على الفرع انخفض وارتفع، ضغط بيديه أكثر فانخفض وارتفع أكثر.. وفي كل مرة يزداد الانخفاض والارتفاع.. وفجأة انكسر الفرع وسقط احمد واخترق بطنه عود خشبي حاد.. وارتطم رأسه بحجر.. وأنتم تعرفون البقية. هزّ الجميع رؤوسهم، وقالوا بصوت واحد حزين ومتقطع “الله يرحمه”. …
وأنت يا خليل، كيف شاهدت الفيلم؟ أردت أن أخرجهم من الذكريات الحزينة كما أدخلتهم.. أنا عزقت حاكورة صاحب السينما ونظفتها من الأعشاب والحجارة … وكان معي مفيد وحسن وعبدالله …
وفاجأ إبراهيم الجميع بدخوله …. وأما انا فقد استلفت نقودا من …. وأشار إليّ …. فقلت يا أخي إني سامحتك بشرط أن تكون هذه هي المرة الأخيرة..
هل نقضي السهرة حول كيفية دخولنا لقاعة السينما؟.. تساءل درويش أحد الذين لم يكونوا في السينما، وأضاف سائلا: ما هي آخر أخبار سعاد يا قاسم ؟… ضحك الجميع.. ضحك.. قهقهة… تضايق قاسم.. ما زالت تمزق الرسائل .. علق احدهم صابا الكازعلى النار.. هذا سر شخصي، صرخ قاسم .. ، فقال سليم: نحن أصدقاء ولا توجد أسرار بيننا هذا عيب.. قال جلال: يا قاسم، كل سر جاوز الاثنين شاع ونحن أكثر من اِثنين بكثير .. قلت بصراحة ” كل سر جاوز الشفتين شاع “. لا بأس يا قاسم لا تيأس..لا تيأسن
الله …الله … مرحى للغة العربية تعيش اللغة العربية. يا.. تعيش… تعيش حرة أبية.. يا .. تعيش عزيزة مكرمة بين أهلها على الأقل.. يا.. تعيش.. وليسقط معلم اللغة العربية الذي عقدنا بقواعد اللغة.. يا .. يسقط.. يسقط.. لقد سقط معلم القواعد مرة في حفرة فرفعوه، هل تعرفون بماذا رفعوه؟. رفعوه بالحبل. لا… رفعوه بالسُّلَم.. لا… إنها نكتة للتسلية.. رفعوه بالضمة.. وضحكنا ببراءة الصغار.. حلوة كثير، هات غيرها…
رأيت رجلا من الخلف.. فعرفت أنه معلم القواعد.. كيف؟.. صمت.. الابتسامة والمرح ..الدفء والبساطة ترقص على الوجوه. كيف عرفت؟.. صمت.. لقد عرفته من الفتحة الظاهرة على آخره… وضحكنا من أعماقنا.. وقهقهنا.. تلوى بعضنا.. وضع بعضنا الأيدي على الصدور .. حاول البعض أن يتكلم لم يستطع .. فخرجت كلماته متقطعة غير منسجمة فأثارت الضحك أكثر وأكثر .. براءة وطيبة في ضحكنا… الفرح الصادق يخرج من الأعماق وينعكس على الوجوه والعيون والحركات؛ ويزداد حبنا لبعضنا البعض.
نعود إلى الفيلم، منذ مدة ونحن نناقش “أيهما أهم للممثل دراسته الأكاديمية لفن التمثيل أم موهبته الفطرية؟… لا شك أن للطرفين أهمية كبيرة، اختلفنا حول تقسيم النسبة بينهما.. لقد قرأت كتابا يتناول نجاح وفشل العديد من الممثلين بالتحليل وتقديم الدليل والاستنتاج بأن الموهبة وحدها لا تكفي بمرور الوقت في أكثر مجالات الإبداع كالأدب مثلا.. وبدأ النقاش.. في البداية اشترك الجميع تقريبا.. بدأت الجدية والمسؤولية في المناقشة فاحتدم وأصبح أكثر عمقا.. فبدأ عدد المتحدثين يقِلّ.. وأخذت المناقشة تتعمق أكثر وأكثر.. أصبح المشترك لا يكتفي بطرح رأيه ببساطة والوقوف على الحياد؛ بل عليه أن يدعم رأيه بالحجة والمثال والمنطق.. ونقص عدد المتحدثين أكثر وأكثر.
وهكذا كلما تحدد الموضوع نقص عدد المتحدثين .. وأصبح مقتصرا على الخاصة والمثقفين حقا.. وليت الأمر يكون هكذا في الحياة اليومية .. وفي جميع مجالاتها؛ لاستفدنا وتقدمنا. لأن الطحين سيكثر وعدد الطاحنين سيقلّ.
طال النقاش .. حارا وحادا ولكنه دافئا وعميقا ومفيدا.. مر الوقت سريعا ، نسيناه… وانتبه الجميع إلى صوت صلاح وهو يقول: كفي يا شباب، متنا عطشا.. دعنا نرطب حلوقنا بالشاي.. قلت: البيت بيتكم …انهض واصنع لنا شايا مع نعناع ومرمرية… لماذا تنظر إليِّ … قال صلاح: قم أنت، ليس أنك صاحب البيت، بل لأنك عريف الندوة.. فإذا قمت انتهت الندوة وإلا فأنها ستستمر حتى … ولن نشرب الشاي … وبصراحة نريد أن نغير الموضوع وننتقل إلى النوادر والحزازير أو المساجلات الشعرية …
وقفت.. شددت جسمي وتلويت فسمعت طقطقة فقرات ظهري وفرقعات مفاصل أصابعي. يا الله… نظرت إلى الخارج عبر النافدة.. سماء صافية ونسمة صيف منعشة والنجوم قناديل معلقة. الفجر يقترب ويزداد النور كاشفا أسرار الليل. لا أحد منا يشعر بالتعب أو بالنعاس؛ إنه دم الشباب.. أخطو ببطء نحو زاوية الغرفة حيث يوجد البريموس (وابور الكاز) وخزانة صغيرة (نمْليّة) هي عبارة عن مطبخ .. أجلس القرفصاء.. أمسك بمضخة البريموس .. وأبدأ بِدَكِّه فينطلق الكاز من الثقب الصغير..
أتذكر نادرة وأضحك دون توقف. أقف لأحكيها للأصدقاء.. هل تعرفون آخر نادرة للمختار. نعم المختار. قال المختار باستغراب :”يا جماعة الخير، أنا أفهم في كل شيء، في السياسة وأمور البلد وكيف تعمل الراديو والسيارة، ولكن الشيء الوحيد الذي يحيرني ولا أفهمه حتى الآن، هو كيفَ نَدُك البريموس من تحت فيقفز الكاز من فوق “.. أي والله، هذا ما قاله المختار بالضبط … ونضحك .. نقهقه .. وخذ نوادر عن المختار … نعم عن “المخ طار”.
البريموس يهدر وشعلة النار ترقص.. أضع إبريق الشاي مملوءا بالماء على رأس البريموس.. أخرج لأحضر النعناع والمريمية .. يجفل العصفور النائم في عشه على شجيرة المريمية.. آسف أيها العصفور.. الماء يغلي ويصدر عنه صوت.. أضع النعناع والمريمية في الماء مباشرة… يصمت الماء قليلا ويعود للغليان.. يختلط البخار بنكهة النعناع والمريمية.. أقترب بوجهي فوق الإبريق وأستنشق البخار بلذة رائعة.. أحضر فناجين الشاي والملعقة الصغيرة.. أتناول علبة السكر.. وزنها خفيف جدا.. أفتحها… يا للمصيبة.. السكر لا يكفي لأكثرمن أثنين فقط أو ثلاثة .. ما العمل؟.. ماذا أقول لهم؟.. هل أزعج أهلي لأحضر السكر في مثل هذا الوقت؟.. ما الذي سيقوله أبي ؟.. يا للمشكلة..
لا أعرف كيف خطرت في بالي فكرة شيطانية… مناسبة جدا لموضوع النقاش حول التمثيل.. تجربة رائعة وترجمة عملية للأفكار التي تصارعت أثناء النقاش.. لن أضع سكرا بالمرة.. سيرتشف الجميع الشاي بدون سكر.. ولكني سـأدعي بأنه يوجد فنجان شاي واحد فقط.. نعم فنجان شاي واحد فقط لا سكر فيه؛ لأن السكر انتهى.. سيكون ممثلا ناجحا جدا من يرتشف هذا الفنجان، ولا نكتشفه.. سيمثل دورا صعبا.. وبعد الانتهاء من ارتشاف الشاي.. سأدلكم عليه وسأقدم له جائزة مني شخصيا.
تناول كل واحد فنجانه.. بدأنا بالارتشاف… كل واحد يحاول أن يكون طبيعيا في ارتشافه لفنجان الشاي بالاستنشاق والتأوه والتعليق.. أحدق فيهم جميعا .. يا لله … لا أحد يبدو عليه أنه يرشف فنجان شاي مرا بدون سكر .. حتى كدت أخدع نفسي وأشك بأن السكر موجود في جميع الفناجين… لا.. أبدا.. لا يوجد سكر بالمرة.. كادوا يخدعوني … وقررت أن لا أراقبهم ..
انتهى الجميع من ارتشاف الشاي .. سألت من سيفوز بالجائزة ؟… صاح الجميع.. أنا… أنا… وأخذ كل منهم يقسم الأيمان.. بالله … وبالأنبياء وبالأولياء الصالحين وبرحمة الأموات من أقربائهم… واختلفنا وتأجل تقديم الجائزة حتى يومنا هذا …
حقا لمن أقدمها؟..ولما تزل الجائزة معي…
من الذي يستحقها والجميع يستحقها .. وكل واحد منهم يعتقد أنه مميز… وتمر السنوات والسنوات… ونكبر وتقل لقاءاتنا… نفترق.. كل منا يسير في طريقه .. وكلما التقيت أحدهم … يقول لي وبحرارة .. أنا الذي استحق الجائزة .. فنجاني كان بدون سكر وحياة الله .. والنبي.. أهز رأسي وأقول… صحيح أنا أصدقك.. ولكن ماذا أقول لغيرك، هل أكذبه ؟…
ما زالت الجائزة في ذمتي .. ولا اعرف لمن أقدمها؟؟؟
ساعدوني… من يستحق الجائزة؟؟؟
ساعدوني .. من يستحق… ؟؟
ساعدوني ….من؟؟؟…
ساعدوني……..
ساعد…….
سا…