“نوتات الكيميائي” في الزيّ الأدبي! فتحي فوراني

 

رسالة من بروفيسور أشرف إبريق

عزيزي فتحي

عسى أن تكون بألف خير، وأنا في غاية السرور أهديك كتابي هذا وآمل أن يلقى  إعجابك وأن يدخلك إلى عوالم جديدة وشائقة.

تمنياتي لك بوافر الصحة والعافية والسعادة لك ولمن تحب.

مودتي

أشرف إبريق

21-7-2020

**

فتحي فوراني

قبل أكثر من شهر وصلني  متأخرًا كتاب “نوتات الكيميائي” بعد أن كان مصادرًا في مكان ما لا علاقة له بالأسباب الكورونية ..وهو الطلة الأدبية  الأولى التي أبدعتها ورشة  الكيميائي الصديق العزيز بروفيسور أشرف إبريق. في  البداية، لم يكن لديّ الوقت الكافي لأقرأ الكتاب فور وصوله..فوضعته جانبًا وقلت في نفسي: سوف أتفرغ له لاحقًا..لأعطيه ما يستحقه من اهتمام..ولن أقرأه تحت الضغط الذي يشهره سيف الوقت  الحافل بالالتزامات الحياتية الضاغطة التي يفرضها إيقاع الحياة العصرية. ولا بد من الاعتراف..فكلما رأيت كومة الكتب التي وعدتها أن نلتقي لنلقي الضوء عليها ونفتح الحوار معها والقيام بالواجب تجاهها وتجاه الأصدقاء..أشعر بالتقصير لعدم مقدرتي على  مواكبة المسيرة الأدبية والثقافية الحافلة بتسونامي ينطوي على ما هبّ ودبّ مما تنتجه الأقلام  على الساحة الثقافية،  ولا أستطيع أن أجد الجواب  على همسات العتاب! فأشعر بنوع من تأنيب الضمير!

**

أنظر إلى “نوتات الكيميائي” فأقرأ في عينيها النداء! ولا أستطيع إلا أن ألبي هذا النداء!

لن أتوانى ولن أتأخر! فالواجب يقضي أن أتفرغ لها لأقرأها على مهلي قراءة متأنية هادئة حتى أستطيع الاستمتاع بالقراءة  على أنغام إحدى السمفونيات الكلاسيكية لموتسارت وبتهوفن وباخ وإخوتهم الكرام من شلة الأنس.  نظرت إلى الأوراق المتناثرة على طاولة المكتبة، فغربلتها وألقيت شوائبها إلى سلة المهملات ونظفت الطاولة وأعدت ترتيب كومة الكتب التي تحترف الانتظار..أنا  الآن أكثر استعدادًا لاستقبال “نوتات الكيميائي”. فرحبت بها أجمل ترحيب.. ثم أمسكت بطرف الخيط..ووطئت العتبة الأولى..فتفتحت أمامي الأبواب الزرقاء والفيروزية..ورحت أبحر بهدوء موسيقي في المياه الهادئة..حتى قرأت الكتاب كاملًا من ألفه إلى يائه. والحق أنني استمتعت جدّا برحلتي الثقافية مع هذه النوتات.  ولا أخفي عليكم أنني فوجئت  ولم أتوقع أن ألتقي هذه الدنيا الواسعة  التي تزخر بها “نوتات الكيميائي”. لن أقتحم  “النوتات” من باب النقد الأكاديمي الموضوعي المستفيض،   إنما سأسجل بإيجاز بعضًا من الملاحظات الانطباعية حول هذه “النوتات”. فخير الكلام ما قلّ ودلّ كما جاء في التراث.  لقد قرأت ما نشر من مقالات تحليلية حول هذه “النوتات”..ولن  أعيد  ما كتبه الآخرون خوفًا من الوقوع في خطيئة  التكرار..أستطيع أن أشير بإيجاز أن هذه النوتات نغمة جديدة ذات نكهة مميزة وغير مألوفة في المشهد الأدبي. فقد جمع المؤلف بين قارورة الكيمياء العلمية وقارورة العطر الأدبية وسكبهما في قارورة واحدة..كيميائية أدبية..وقدم هذا الخليط الثنائي على مائدة إبداعية شهية واحدة. وهو أمر غير مألوف في المشهد الأدبي العامر حامضًا وحلوًا. ومن خلال هذا الإبداع نطل على الدنيا الثقافية التي تشي بالاطلاع الواسع الذي يتمتع به  المؤلف ويشهد على براعته في توظيف الأسلوب الأدبي في النصوص السردية التي  جمعت  بين المفردتين العلمية والأدبية.  وما “الفواتح الإبريقية ” التي تشكل العتبات الأولى للنصوص إلا شواهد على ثقافة الرجل. وتشي هذه “الفواتح” بملامح الدنيا الثقافية  التي يتمتع بها صاحب “النوتات” لاحتوائها على برقيات ولقطات  ونصوص واقتباسات وتناصّات من كافة العصور الأدبية وعلى تشكيلة من الأسماء والرموز جمعت الأدباء والشعراء والعلماء والمفكرين  من كافة الأجناس وعلى امتداد العصور.

ولا شك أن زخم العطاء العلمي والمشاركات العديدة  في المؤتمرات والمحافل العلمية  على الصعيد العالمي..ترك بصماته على  الدنيا الثقافية الواسعة التي تحفل بها هذه “النوتات”.

تحية للصديق  بروفيسور أشرف إبريق الكيميائي في الزيّ الأدبي..

أتمنى لينابيعك العافية  الأدبية والمزيد من العطاء الإبداعي.

نحن في انتظار “نوتات” أخرى تثري المشهد الأدبي وتنافس النوتات الأولى وتتحفنا  بما هو أجمل!

وإلى أمام أيها المبدع الكيميائي نحو شواطئ الأجمل والأروع!

 

  • 19-9-2020

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*