قصة جديدة للأديب مصطفى عبد الفتاح، بعنوان ” مغامرات نجم البحر” اصدار دار الهدى، بإدارة عبد الملك زحالقة، قصة زاخرة بالألوان الجميلة والرسومات الرائعة من ابداع الفنان السوري الجميل فارس قرة بيت، وتنسيق الفنانة اللبنانية الاء مرتيني. فكرة القصة بإيحاء من الطفل المميَّز كريم علي أبو الهيجاء، الكتاب يقع في 26 صفحة من الحجم الكبير والكرتون المقوى يلائم عالم الطفل جيل 5 الى 10 سنوات.
كريم الصغير، طفل بعمر اربع سنوات، تطلب منه امه ان يلاعب اخته الصغيرة، التي لم يتجاوز عمرها السنة، كانت تبكي، قرر ان يروي لها قصة من خياله الجامح، وقفتُ مستترا ارقبهما، بدء قصته، صمتت اخته، علَّقت نَظَرها التائه على شفتيه، راح يُلقي كلماته كأنّه يلقي خطابًا في جمع غفير، وبحدَّة الأطفال يقول على لسان نجم البحر الذي قضى جل حياته في قعر البحر، بانفعال شديد: “هذا ليس عدلا ….. ليس عدلا ان اقضي حياتي في قعر البحر بين الصخور، اريد ان اخرج من القاع، اريد ان اصعد الى الأعلى، اريد ان اطير الى النجوم المعلَّقة في السماء، هناك سأرى العالم، من الأعلى.
كنت أرقُبه باهتمام شديد لم أُصدق ما تسمعه اذناي، لم استوعب المشهد كاملًا، هل كان يقلّد أحدًا؟ هل كان يستحضر المشهد من دماغه؟ لقد كانت الفكرة فكرته، حَملتُها بعد ان رأيتُ المشهد بأُم عيني، لاكتبها قصّة أطفال جميلة، تروي قصّة التّحدي الذي رايته في عيني كريم، قصة الانطلاق والصعود من القاع الى القمة، قصة الصراع الدائم مع قوى الطبيعة من اجل الانطلاق نحو الأعلى، قصة تحرير العقل والفكر من القيود والضوابط والبحث عن النور، عن الجمال، عن الحياة بجمالها وكشف اسرارها. هذا ما حاوله نجم البحر في مغامراته، داعيًا كلَّ الأطفال الى الانطلاق بأفكارهم وبرامجهم نحو تحقيق الحُلم. هذا ما عبَّر عنه كريم، انها قصة جميلة تستحق القراءة.