كم يلزمني من صباحاتٍ
حتّى أخطَّ عن عالمٍ
بات على شفير الهاوية
عن مجزرة أرّقت الوجدَ
وأحكمت إغلاق الوجدان بقوّة الجشع
والذّات المتغطرسة ؟
كم ليلة عددتُ بها النّجومَ
وجاملتُ القمرَ
بأنَه ينير الّليالي المظلمة؟
يا ليتني أحمل كفني
وأفدي هذا العالم
والتّوق لملاقاة وجه الحبيب
بابتسامة ودمعة
اعذرني أيّها القلب
لم أعد أحتمل الشّقاءَ
الّذي يعانق كلَّ محكومٍ عليه بالموتِ جوعاً
والحزنَ العميق بنظراته اليائسةِ
كم انت قاسٍ أيُّها الزّمن
والأُنسُ ارتدى عباءة الجان بل وأكثر
سرابٌ كلُّ من حولي
ومن ينطقُ تُخرِسُه قوّةُ المحاكم
بالنّار والحديد
سأرسم اشارة الصّليب وكتاب الله
على منافذ الواقع
علّهم يقتدون
أحلام وواقع مرير
وروح الشّر تطوف على مرأى
من أنظارنا ولا من مجيب
ومع كلِّ شهقة ترحل روحٌ
وما أكثرك أيها الموت
أقبل أقبلِ لتهبَ الحياة الأبديّة
وتحمل لنا السّلامَ والهدوءَ
بعيداً عن ضجيج هذا العالم
ولنا مع القادم ذكريات
لا يمحوها الزّمن
طوبى لمن ترك بصمةً
تليقُ به وبروحه الذّكيّة