ماتوا بِـرَكلة قطار جامح
ماتوا قبل قليل
سقطوا جميعا في الهوة السوداء..
سقط الرب من أعلى الجبل بالميكروباص..
لم تبق غير أسنانه الصدئة في جبة المتصوفة..
مات البهلوان في غابة السافانا..
ماتت عصافير الدوري في مفترق شراييني الهشّة..
مات أخي مختنقا في مبولة الهامش..
ماتت الوردة في كتاب الأغاني..
مات نوح بحمى التيفوئيد في عرض البحر..
مات الحب بعضّة أفعى المامبا.
ماتت الشجرة الوحيدة في صحن البيت المظلم..
ماتت قطتي المكفهرة بأعراض البلهارسيا..
مات آخر نبي غرقا في محيط المعاني..
ماتت العاهرة تحت صدري مثل شاة ضريرة..
مخلفة كدمات حمراء على عضوي الحجري ..
نصا سرديا طويلا في مدح الخيول الأصيلة..
ماتت أمي مثل كلبة مقززة في المستشفى..
رغم هيئة القوس التي تكون عليها بعد العاشرة ليلا..
رغم صلاتها اليومية لم تظفر بجنازة مهيبة ..
كسرت كرسيها المتحرك بفأس.
لأنسى صرير العجلات التي تقرص
مخيلتي طوال الليل..
مشية الفالج العبثي على قارعة جنبها الأيسر..
مات كل شيء جميل في قلبي..
مُـتّ مرارا شاتما السماء والأرض
وكل آلهة العالم..
أموت ألف مرة في اليوم..
بلت على رأس ملك سفسطائي..
بلت على كل دساتير العالم..
بلت على برلمانات الإوز العبثي..
بلت على مؤخرة الواقع الزنخة..
بلت على وجوه الساسة المثليين..
فجرت كاتدرائية واحدة ..
وجامعت قديسة بجوار تمثال المسيح..
كان المسيح يضحك مثل أب طيب للغاية..
والدم يزرب من عينيه شبه الغائمتين..
العذراء تستمني بصمت ..
فاغرة فمها الكرزي ويداها مرفوعتان إلى الأعلى..
مات الممرض المتعفن برصاصتين
من نهدي جثة طازجة..
مات حصان العائلة أمام البنك
متأثرا بجروحه..
ماتت الملائكة في مجزرة جماعية..
مات جارنا الضرير بركلة قطار جامح..
مات النقاد في رحلة صيد عبثية..
مات جرو الفرح الصغير بالسل..
مات البلبل الضحوك في البلكونة..
مات كل شيء جميل
أطفالي ماتوا في الشتات..
أنا مت ألف مليون مرة في اليوم..
الله مات من قرون
لم أشهد جنازته..
ماتت رغبتي في الحياة
مثل قحبة مفلسة .
لكن لم تمت الثعابين السوداء
التي تسحب البلاد إلى الهاوية .
لم يمت اللصوص والعيارون وقاطعو الطريق.