ثقافتُنا الوطنيّة عمادُ بقائِنا المهدّد!
إن أحسنّا حمل اللواء!
اليوم 17 آب 2020م وفي كنف المعاني الذي يحمل هذا الشعار، نُطلق، نحن الاتّحاد العام للأدباء الفلسطينيّين- الكرمل 48، مجلّتنا الإلكترونيّة منبرًا شقيقًا لمجلّتنا الورقيّة “شذى الكرمل” وقد اصلبّ عودها بعد أن روتْه أقلام عضوات وأعضاء الاتّحاد مدرارة فصلًا وراء فصلٍ وعامًا وراء عام من دون مِنّة ولا شُح.
وإن كانت مجلّتنا “شذى الكرمل” جذّرت عُرى التواصل الثقافيّ بيننا هنا في ال-48؛ جليلًا ومثلّثًا ونقبًا وساحلًا، فنتوخّى من مجلّتنا الإلكترونيّة أن تعزّز هذه العُرى حين تتشابك مع كلّ العُرى وطنيّا فلسطينيّا وقوميّا عربيّا وإنسانيّا متنوّرا، فالثقافة كما السماء جميلة بما فيها وأجمل في الظلام، ولا حدود لها.
بقاؤنا فعلًا مهدّد وإن لم يكن الوجوديّ فشكل بقائنا في هذا الوجود، ووجود بدون شكل تمامًا كما اللاوجود. هذا اللاوجود هو ما تسعى إليه الصهيونيّة وأدواتها. الصهيونيّة تسعى لأن يكون وجودًا بلا هويّة وطنيّة، تسعى لأن يكون وجودًا ذاتويّا، تسعى لأن يكون وجودًا سيّده العنف، تسعى لأن تكون سماته التخلّف والجهل.
هذا هو بقاؤنا المهدّد، والثقافة؛ الفكر والبحث والنثر الأدبيّ الشعر والفن وأهلها، أسيجة أساسيّة في الحفاظ على الوجود جوهرًا وشكلًا، وهذه هي الرسالة، والرسالة بحاجة لمن يحملها ولوسائل إيصال ولعلّ موقعنا هذا إن أحسنّا إليه أن يكون كذلك.
لا نتباهى، ولا من فراغ نقولها: إنّ شعبنا الفلسطينيّ هو العنقاء المطوّق وهو الفينيق المتوّج، قام رغم حرارة وعلوّ اللهيب ونافضًا إياه رافضًا أن يصير رمادًا. قام سياسيّا وقام اجتماعيّا وقام ثقافيّا. وظلّ جيلًا بعد جيل منتفضًا على اللهب قائمًا قابضًا على مشعل القيامة الوطنيّة بكلّ أوجهها ولو كان كالقابض على الجمر في هذا الزمن العربيّ الرديء.
حين نقول هذا الزمن العربيّ الرديء نقصد من يوم أن صاحت حرّة عربيّة بين دجلة والفرات: وامعتصماه! وردّدت صوتها أندلسيّة عند مغيب شمس غرناطة: واصقراه!
هذا الزمن العربيّ الرديء لن يعطّل انطلاقنا وفي كلّ أمكان تواجدنا، لا الوطني، ولا القوميّ، ولا الثقافيّ التنويريّ فيهما، إن أحسنّا حمل اللواء.