تخاصمت والفـراغ طويلا فما أعارني انتـِباهًا..
سألته أن يعـيرني بضع دقائق، أعيدها له مع أيّ ضريبة يفرضها عليّ .. سخـِـر من تفكـيري ومضى ..
سألت الوقت لحظات راحـــة وسكيـنـــة .. تفاءلتُ حيـن ابتــسم لي
لكنّه سرعان ما قذفــني بصاروخ زعـزع كيانــي ” لستُ وكيل أعمالك”.
بين هنا وهناك كنت ويبدو أني لا زلت .. أجـدّف وأقــاوم ..
أحاول جاهـدةً أن أمحـوَ كثيرا من ملفـّات وقضايا آنيّـة وقديمة الـتـفّـت حولي وكبّلتني..
لم أفـلــح ..
أحاول أن أنفـردَ مع ذاتـي وأن أستكيــن ..
صور كثيرة مبعثـرة هنا وهناك تُـزاحمني وتعيـق دربي .. أتعـثّـــــر
لو كان بمقدوري أن أمحــوَ بعض ما يطرق مسامات الرأس أو ما يدور في فضائه ومحيطه وبمجاله المغناطيسي.. أن أتحـكّــم ..
عـرفت الآن .. عرفت .. ليس العقل والفكر وحده …
إنه هو ذلـك القـلب الذّي ينبــضُ هناك بالحركة ولا يتـوانـــى ..
يتوسّل أن أرأف به .. يرسل رُسلـَه ورسائله غير المتناهية إلـــى صديقه.. شاراتٍ خفـيّــة أشعـر أحيانا بها فـأذعــنُ لسلطـتِـهـمــا ..
متـآمران .. مُخـادعان .. متسلّطان … عرفتكما الآن
كيف لي أن أصمد أمامهما؟ كيف لي أن أتغـلّب؟ وهل أنجو من مخطّطاتهما ؟؟
مـن يمنحـني مساحةً صغيرة خالية من كلِّ شوائب الــزّمــن والفـكر والقــلق
لأطيل إليها والى نقاء فراغها وبياضها النـّظر..
وأعــــود …